نقاد عن رواية أسامة حبشي «1968»: تناقش علاقة المثقف بالسلطة وتدعو للمقاومة

كتب: ماهر حسن الخميس 27-07-2017 04:11

احتضن أتيليه القاهرة ندوة لمناقشة الرواية الأحدث للروائي أسامة حبشي، والتي تحمل عنوان «1968»، للروائى، وغاب عن مناقشة الرواية الدكتور صلاح السروي، والذي كان من المقرر أن يقدم قراءة نقدية فيها، وشاركت في المناقشة الروائية الدكتورة هويدا صالح، كما أدار اللقاء وشارك في المناقشة الدكتور والروائى الشاعر والمترجم مدحت طه.

وعرضت الدكتورة هويدا صالح لمداخل قراءة العمل التي تتمحور حول السياسي وعلاقة المثقف بالسلطة والصوفية، وأشارت إلى السرد وكتابة السيرة الذاتية والفرق بينهما، كما «أنه رغم حالة التشظى التي تجتاح السارد والشخصيات الأخرى إلا أن العمل يدعو للمقاومة».

وأكدت أن العمل به الكثير من الإشارات التي تستدعى التوقف والتفكير، وخصوصا أن الكاتب منذ البداية جعل القارئ شريكا في النص، مشيرة إلى أن 1968 هي رواية الكتابة نفسها وهى رواية بلا نهاية، وأن العنوان الخادع للعمل هو لرواية داخل الرواية لم تكتب بعد أو لم ينته منها السارد الكاتب في العمل، وأشادت باختيار الكاتب لخطاب مارس لعبدالناصر وأنه كان موفقا جدا.

أما الروائى مدحت طه فقال: في «1968» يكتب أسامة عن ذاته وإن لم يتخل عن ألعاب الخيال، وهي كتابة تقترب بشدة من «أدب الاعتراف» وتغوص في إدانة النفس للنفس وربما تصل لدرجة جلد الذات وحسابها على قدر عجزها عن الكتابة ومدى قسوتها في ممارسة لعبة القتل (المعنوي) في حلقات القتل الذي يمارسه المثقفون بحق المثقفين طوال الوقت ودون هوادة، الكاتب الراوي في «1968» يحاسب جيله ويدين من أتوا به إلى هذا العالم في زمن «النكسة- الهزيمة».. الراوي عن قصد اختار الأبوية في رسمه لشخصية الأب الذي تحركه أسطورة الجنيه وقسوته على ابنته «عبدة الدار» وتجاهله لمصائر من حوله ورعيته غارقا في قصص «كليلة ودمنة» من جانب وملذاته المتخيلة مع جنية البحر أو مع سيدات القرية فوق الأسطح.

وتابع: «في 1968 لم يعد الكاتب يخشى أن يحاسبه أحد على ضعفه أو ضعف الراوي ولا عن إحباطه ويأسه من إتمام العمل الثاني له بعد النجاح- الذي بدا عرضيا وربما مفاجئا- لروايته الأولى، ولم يعد يخشى أن يعترف باحتراف القتل ما جعله في بداية الرواية يعاني كابوسا يرى نفسه فيه يتقيأ القطط التي ابتلعها من قبل!!».

وأكد مدحت طه أنك بعد أن تتم القراءة لن يبارحك الشعور بفداحة البوح فيها عن الناسك الخادم لمقام ابن الفارض، وهو العاشق لشهد ابنة الليل النافرة والمستنفرة برقبة الزجاجة لكل من يبخسها ثمن نزوته معها. وعن الكاتب الذي يراوح مكانه محتجزا رهينا لذكرياته عن العائلة والأصدقاء والمثقفين والابن الغائب الذي لا يمكنه التواصل معه والكتابة التي استعصت عليه حد الخرس.. وعن الأخت المشوهة بعيوب خِلقية وعيوب خلفتها قسوة الأب وعنفه الجنوني تجاه الابنة التي يأبى أبدا أن يناديها باسمها «نرجس» ويناديها عبدة الدار إمعانا في إذلالها. وعن نرجس التي فقدت هويتها بفقدها لاسمها وحرصها على أخيها واحتمالها لكآبته وعزلته بل وإهماله لها وإشفاقه العاجز عن انتشالها من هاوية الفقد. إنها رواية البوح الموجع لبشر لم ولن يجدوا خلاصهم إلا بالموت أو التيه في مدارات.

وفى مداخلته تطرق الأستاذ أمل سالم، لصغر حجم الرواية وتطرق للأساطير اليونانية وكيف كانت بداخل العمل، ثم تطرق للإهداء في الرواية، وأكد أنه ليس مصادفة أن يكون لله وللموت ولكثير من الكتاب الكبار أمثال خوان رولفو وديستويفسكى والطيب صالح، وأشاد الروائى والقاص فاروق الجبالى بطريقة أسامة حبشي في الكتابة واصفا روايته 1968 بأنها تشبه الحياة بتفاصيلها المتشابكة كما وصف اللغة بقوله إنها لغة ناعمة تنساب كانسياب المياه وتمتاز بالقوة والرصانة رغم ذلك.

وأشار «الجبالى» إلى الخلط ما بين الأسطورة والواقع أنه برغم أسطرة الشخصيات إلا أنها حقيقية كخادم مقام ابن الفارض في الرواية، أما القاصة فاطمة العبيدى فقد تطرقت لشخصية نرجس بالرواية وكيف تناول الكاتب من خلال التقاطع مع شخصية الكاتب بالرواية بمصائر شخوص روايته التي يكتبها.

يذكر أن 1968 هي الرواية السادسة لأسامة حبشي وقد صدر له من قبل موسم الفراشات الحزين، ومسيح بلا توراة، وخفة العمى، وسرير الرمان، وحجر الخلفة.