كان انتقال محمد صلاح إلى نادي ليفربول الإنجليزي، خلال موسم الانتقالات الصيفية الحالية، في صفقة قياسية بلغت قيمتها 37 مليون جنيه استرليني، تم دفعها إلى نادي روما الإيطالي، بمثابة صدمة لجماهير «ذئاب العاصمة».
وتألق «صلاح» بشكل بارز مع روما، على مدار الموسمين الماضيين، ليصبح واحدًا من أبرز نجوم فريق العاصمة الإيطالية والكرة الإيطالية بشكل عام، ليتمم ليفربول انتقاله إليه، في صفقة صنفت على إنها الأغلى في تاريخ «الريدز».
وكانت جماهير روما تعول على الإسباني «مونشي»، المدير الرياضي الجديد للفريق، من أجل إقناع «صلاح» على البقاء مع الفريق خلال الفترة المقبلة، لاسيما مع المحاولات المستميتة من قبل روما لبناء فريق قوي قادر على انتزاع لقب الدوري الإيطالي من نادي يوفنتوس، الذي احتكر اللقب طوال المواسم الستة الماضية، دون وجود منافس حقيقي قادر على إيقافه.
وتم تعيين «مونشي» ليكون مديرًا رياضيًا لروما، بعد 17 عامًا ناجحة في إدارة نادي إشبيلية الإسباني، نجح خلالها في بناء فريق قوي للنادي الإسباني، فاز بلقب الدوري الأوروبي في 5 مناسبات «رقم قياسي»، منها 3 ألقاب متتالية، خلال الفترة من 2014 إلى 2016.
ولكن يبدو أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن «مونشي»، فبالإضافة لمغادرة «صلاح» إلى ليفربول، انتقل المدافع الألماني أنطونيو روديجير إلى نادي تشيلسي الإنجليزي، واقترب البلجيكي رادجا ناينجولان، أحد أبرز لاعب الدوري الإيطالي خلال السنوات الماضية، من مغادرة الفريق، ليبدو أن حارس المرمى الإسباني السابق يعاني من أزمة حقيقة في مساعيه لبناء روما قوي للموسم المقبل.
ورغم التعاقد مع عدد من اللاعبين، مثل التركي سينجيز أوندير والهولندي ريك كارسدروب، إضافة لعدد من الصفقات الأخرى، ولكن يعتبر البحث عن بديل «صلاح» خلال الوقت الحالي هو الشغل الشاغل لـ«مونشي» في موسم الانتقالات الصيفية الحالية، خاصة مع سعيه للحفاظ على القوة الهجومية الكبيرة، والتي اتسم بها «ذئاب العاصمة» على مدار الموسمين الماضيين، تحت قيادة المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي، الذي انتقل لتدريب نادي إنتر ميلان الإيطالي.
وشارك «صلاح»، على مدار الموسمين الماضيين، في 83 مباراة مع روما بجميع المسابقات، سجل خلالهم 34 هدف وصنع 24 أخريين لزملاءه، بمعدل 0.7 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل قد يكون من الصعب تعويضه، إلا من خلال التعاقد مع جناح قوي هجوميًا، بمبلغ كبير نسبيًا.
وارتبط روما، بعد رحيل «صلاح» بالتعاقد مع البرازيلي لوكاس مورا، جناح نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وفقًا لما أشارت العديد من التقارير الإيطالية.
وكان «مورا» قد تألق بشكل لافت مع باريس سان جيرمان خلال منافسات الموسم الماضي، حيث شارك في 53 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 19 هدف وصنع 11 أخرين لزملاءه.
وأكدت صحيفة «كوريري ديللو سبورت» الإيطالية أن العديد من المفاوضات جرت بين روما وباريس سان جيرمان حول «مورا»، وأن روما عرض 30 مليون يورو، للحصول على خدمات الجناح البرازيلي.
وأشارت الصحف الإيطالية إلى أن روما على استعداد لإقناع «مورا» بالانتقال إلى صفوفه، من خلال منحه راتب سنوي يصل إلى 3.5 مليون يورو، ليتساوى مع البوسني إدين دجيكو والإيطالي دانيلي دي روسي، على رأس قائمة الاعلى تقاضيًا للرواتب في نادي العاصمة الإيطالية.
ولكن يبدو أن الحديث عن احتمالية انتقال «مورا» إلى روما خلال الفترة الماضية، قد خفت إلى حد كبير خلال الفترة الماضية، حيث يبدو أن «مونشي» قد حول تركيزه إلى الجزائري رياض محرز، نجم هجوم نادي ليستر سيتي الإنجليزي، وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم «2015-2016».
ولم يقدم «محرز»، خلال منافسات الموسم الماضي، نفس المستوى الذي قدمه في «2015-2016»، حيث شارك في 48 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 10 أهداف وصنع 7 أخريين لزملاءه.
ولكن لم يكن الموسم الماضي سيئًا بالنسبة لـ«محرز» وحده، بل لليستر سيتي ككل، حيث احتل بطل الدوري الإنجليزي في «2015-2016»، المركز الـ12 في البطولة، رغم بلوغه ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويعني المركز الـ12 أن ليستر سيتي لن يشارك في أي بطولة أوروبية خلال الموسم المقبل، وهو ما يبدو أنه دفع «محرز» لإعلان رغبته في الرحيل إلى فريق يشارك في البطولة الأوروبية الأكبر.
ومع انسحاب برشلونة وأرسنال من مفاوضات ضم اللاعب الجزائري، يبدو أن روما أصبح هو الخيار الوحيد له من أجل ضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل.
لكن يبدو أن روما انسحب أيضًا من مفاوضات ضم محرز، بعد مغالاة ليستر سيتي في مطالبه الماضية.
وأكد الإنجليزي كريج شيكسبير، المدير الفني لليستر سيتي، أنه تلقى بالفعل عرضًا من روما للحصول على خدمات «محرز»، إلا أنه تم رفضه لانخفاض قيمته.
وأشارت التقارير الإنجليزية إلى أن روما عرض 26 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع «محرز»، إلا أن ليستر رفض العرض لرغبته في الحصول على 35 مليون جنيه استرليني، وهو ما دفع «مونشي» للبدأ في التفكير في لاعب أخر.
وبرز مؤخرًا الفرنسي سمير نصري، لاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، كصفقة بديلة حال فشل صفقة «محرز».
قضى «نصري»، 30 عامًا، الموسم الماضي، معارًا لنادي إشبيلية الإسباني، بعدما أبدى الإسباني بيب جوراديولا، المدير الفني الجديدي لمانشستر سيتي وقتها، عدم رغبته في استمرار اللاعب الفرنسي ضمن صفوف الفريق.
ولم يقدم «نصري» المستوى المأمول منه في صفوف إشبيلية، حيث شارك في 30 مباراة بجميع المسابقات خلال الموسم الماضي «أغلبهم كبديل»، سجل خلالهم 3 أهداف وصنع 3 أخريين لزملاءه فقط، ليعود إلى مانشستر سيتي من جديد.
ولكن يبدو أن لاعبو مانشستر سيتي لا يرغبون في استمرار «نصري» معهم خلال الفترة المقبلة، حيث أكد بعض منهم، لم يتم ذكر إسمهم، في تصريحات لصحف إنجليزية أنهم يرغبون في رحيل اللاعب التونسي الأصل إلى لندن مرة أخرى، وعدم الاستمرار في جولة الفريق الاستعدادية للموسم الجديد، في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المنتظر بالفعل أن يرحل «نصري» عن مانشستر سيتي بشكل نهائي خلال الفترة المقبلة، خاصة مع رغبة «جوارديولا» في تجديد دماء الفريق بلاعبين شباب.
وبرز روما كأحد الأندية المحتملة لشراء «نصري» خلال موسم الانتقالات الصيفية الحالية، حيث أكدت العديد من التقارير الإنجليزية إلى رغبة «مونشي» في إعادة الاستعانة بـ«نصري»، ولكن هذه المرة في إيطاليا.
ولكن من المتوقع كذلك أن تتوقف عملية انتقال اللاعب الفرنسي الدولي السابق عند التقارير التي تحدثت عنها، للعديد من الأسباب، أبرزها كبر سن اللاعب، بالإضافة إلى المشاكل الكثيرة التي سببها في إشبيلية خلال الموسم الماضي، منها الفضيحة الجنسية التي تسبب فيها أثناء إجازة له في أمريكا، يناير الماضي، بالإضافة إلى طرده أمام ليستر سيتي، في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد اعتداءه على الإنجليزي جيمي فاردي، نجم هجوم الفريق، ما كان سببًا غير مباشر في فشل الفريق الأندلسي في التأهل لربع نهائي البطولة.
برز من بين المرشحين لتعويض «صلاح» في روما أيضًا الفرنسي حاتم بن عرفة، جناح نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
ويقترب «بن عرفة» من الرحيل عن النادي الباريسي خلال موسم الانتقالات الصيفية الحالية، خاصة مع العديد من الخلافات التي وقعت بينه وبين الإسباني أوناي أيمري، المدير الفني لباريس سان جيرمان، خلال الموسم الماضي، إضافة للخلافات التي وقعت بينه وبين إدارة النادي، خلال الفترة الماضية.
ويسعى المدير الرياضي الجديد لباريس سان جيرمان، أنتيرو هنريكي، للتخلص من «بن عرفة» بأي طريقة خلال الصيف الحالي، خاصة مع عدم رغبة «إيمري» في استمراره بصفوف الفريق للموسم المقبل.
وتأتي رغبة «إيمري» في بيع «بن عرفة» بسبب المستوى السئ الذي ظهر به خلال منافسات الموسم الماضي، إضافة إلى عدم انضباطه، في عدة فترات من الموسم الماضي، والمشاكل العديدة التي تسبب فيها مع زملاءه بالفريق، أبرزها مشادته مع الإيفواري سيرجي أورييه.
ورغم تقديمه لموسم رائع مع نادي نيس الفرنسي في موسم «2015-2016»، حيث سجل 18 هدف وصنع 6 أخريين في 37 مشاركة، إلا أنه لم يقدم نفس المستوى مع باريس سان جيرمان، حيث اكتفى بتسجيل 4 أهداف وصنع 6 أخريين خلال 32 مشاركة الموسم الماضي.
وقد يكون سعر التعاقد مع «بن عرفة» منخفضًا، إلا أن «مونشي» قد يحتاج إلى وضع قواعد انضباطية في عقده مع اللاعب، إذا قرر التعاقد معه، خاصة مع المشاكل الكثيرة التي اشتهر بافتعالها مع الأندية المختلفة التي لعب لها.