يواصل نادي مانشستر سيتي الإنجليزي العمل بقوة في سوق الإنتقالات الصيفية الحالية، وهو أمر معتاد منه منذ صيف 2008، حيث أتم الفريق صفقته السادسة هذا الصيف، بإنتداب ظهير موناكو الأيسر، المدافع الفرنسي بنيامين ميندي.
وتوصل النادي الإنجليزي لاتفاق مع نادي الإمارة الفرنسية لانتداب المدافع بنيامين ميندي، في مبلغ قياسي يصل إلى 52 مليون جنيه استرليني، وفقًا لما أكدته تقارير إنجليزية وفرنسية، وهو رقم قياسي غير مسبوق لانتداب مدافع في عالم كرة القدم، وهو الرقم الذي من شأنه أيضًا أن يرفع قيمة ما انفقه مانشستر سيتي في سوق الإنتقالات الصيفية الحالية على ظهراء الدفاع فقط إلى 125.5 مليون جنيه استرليني.
فمانشستر سيتي يعيش حالة من الإحلال والتجديد على مستوى الخط الخلفي، وبالتحديد مركزي الظهيرين، حيث تخلى عن جميع ظهراء الدفاع بنهاية الموسم المنصرم، بداية بالإستغناء عن الثلاثي بابلو زباليتا وبكاري سانيا وجايل كليشيه، ثم بيع المدافع الصربي أليكساندر كولاروف خلال هذا الصيف إلى نادي روما الإيطالي، مما جعل الفريق نظريًا وعمليًا بدون أي ظهير دفاعي على مستوى الفريق الأول.
لكن النادي تحرك بقوة في سوق الإنتقالات لينتدب ظهير توتنهام الأيمن، كايل والكر، في صفقة قياسية وصلت إلى 50 مليون جنيه استرليني، ليصبح أغلى لاعب إنجليزي، ثم قام النادي بإنتداب ظهير أيمن أخر، وهو مدافع نادي ريـال مدريد، البرازيلي دانيلو، في صفقة تخطت حاجز الـ25 مليون جنسه استرليني.
وصول «ميندي» سيكون رابع تعاقد يخص الخط الخلفي للفريق، بما أن النادي تعاقد بالفعل مع حارس مرمى نادي بنفيكا البرتغالي، البرازيلي إيدرسون، في بداية السوق الحالي، لتدعيم مركز حراسة المرمى أيضًا، ليصبح مان سيتي في طريقه لدفع أكثر من 160 مليون جنيه استرليني على دعم مركز حراسة المرمى والدفاع خلال الصيف الحالي، وهو المبلغ المُعرض للارتفاع في حال البحث عن تدعيم أخر لمركز الظهير الأيسر، بعد التعاقد مع «ميندي».
تدعيم مانشستر سيتي لمركز الأظهرة الدفاعية أمر كان متوقع ومنتظر، لكن النادي تعامل بحدة في سوق الإنتقالات بإنفاق مبالغ ضخمة نحو السعي للوصول إلى توليفة دفاعية قوية تؤمن تكتيك المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي كان الخط الخلفي له في الموسم الماضي بمثابة «كعب أخيل»، وهي مشكلة حددها الإسباني مع مشكلة سوء الإنهاء واستغلال الفرص التهديفية، ليكونا المشكلتين الأبرز في فريق مان سيتي خلال الموسم الماضي والذين تسببا في خسارة النادي لجميع البطولات التي شارك فيها، ليخرج خالي الوفاض من الألقاب، ويفشل «جوارديولا» لأول مرة في مسيرته التدريبية في الفوز بأي لقب خلال موسم، علاوة على احتلال فريقه للمركز الثالث في جدول الترتيب بالدوري، وهو المركز الذي لم يعرفه «بيب» أبدًا في مسيرته التدريبية.
«جوارديولا» لم يُعير الدفاع الاهتمام الكافي خلال صيف 2016، مع توليه قيادة مانشستر سيتي رسميًا، حيث اكتفى الإسباني بإنتداب الحارس التشيلي كلاوديو برافو، بالإضافة للمدافع الإنجليزي جون ستونز.
لكن الموسم الماضي أثبت لـ«جوارديولا» أن مركزي الظهيرين في حالة يرثى لها، وهو ما دفع الإسباني للقيام بعملية التغيير الشاملة.. التغيير الذي قد يدفع مانشستر سيتي لإنفاق قرابة الـ200 مليون جنيه استرليني على تدعيم مركزي الظهيرين فقط.
لكن هذا لن يكون جديدًا على النادي، الذي سيكون أنفق 310 مليون باوند على دعم المراكز الدفاعية ومركز حراسة المرمى منذ صيف 2014 وحتى يومنا، وخلال هذه الفترة حطم النادي الرقم القياسي لشراء المدافعين في 3 مناسبات، هي حين التعاقد مع «ستونز»، في صيف 2016، مقابل 47 مليون جنسه استرليني، ثم «والكر»، في الصيف الحالي، مقابل 50 مليون جنيه استرليني، وأخيرًا «ميندي».
بينما سيكون «جوارديولا» في طريقه لكسر حاجز الـ400 مليون جنيه استرليني في سوق الانتقالات خلال موسمين، مع إتمام صفقة «ميندي»، وهذا في إطار عملية إعادة هيكلة وتشكيل مانشستر سيتي نحو صناعة فريق قوي ومدجج بالنجوم والعناصر الموهوبة، من أجل استعادة السيطرة على الدوري الإنجليزي الممتاز، وصناعة إسم قوي وثقيل في القارة الأوروبية، ينافس على المسابقة الأكبر والأضخم في القارة.. دوري أبطال أوروبا.