أعلن اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، أن المحافظة تجري حاليًا استعداداتها لتنفيذ مشروع «بسكلتة» لتفعيل نظام نشر استخدام الدراجات وتعزيزه كوسيلة غير آلية بديلة للنقل، مشيرًا إلى أنه سيتم البدء بالمناطق اﻷشد حاجة وخاصة عند مخارج محطات المترو.
وقال «عبدالتواب»، في حواره لوكالة أنباء الشرق الأوسط لشرح أبعاد هذه التجربة الجديدة التي بصدد أن تنفذها المحافظة بناء على مذكرة التفاهم التي وقعتها الأيام الماضية مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «HABITAT UN»، إن الفكرة تحتاج إلى تجهيزات كثيرة وتلقي دعما كبيرا، مشيرًا إلى أنه أسلوب جديد يتطلب ثقافة جديدة.
وعن الأسباب التي دفعت المحافظة إلى التفكير في هذا المشروع، أكد عبدالتواب أن مشكلة المحافظة الكثافة السكانية العالية نتيجة معدلات النمو المتزايدة والهجرة الداخلية وفي نفس الوقت حيز المكان ثابت لذلك لابد أن نفكر في حلول بديلة مثل مايتم إنشاؤه من الكباري والأنفاق ووسائل المواصلات المختلفة لمحاولة علاج هذه المشكلة ولكن هناك حلول أخرى تتمثل في تنوع وابتكار وسائل جديدة ومن أهم هذه الوسائل حاليا هي استخدام الدراجات بديلا للسيارات لتقليل معدل السيارات الخاصة بشوارع العاصمة.
وذكر أن مترو الأنفاق يتميز بوجود مخارج له ذات كثافة عالية لذلك تم التفكير في استغلال مخارج المترو في إقامة محطات للدراجات خاصة محطات المترو التي تشهد إقبالا كثيفا من المواطنين مثل التي توجد عند جامعة عين شمس أو دار القضاء العالي أو مجمع التحرير أو الإذاعة والتليفزيون فكل هذه المباني تحتوي على عشرات الآلاف من المواطنين وإذا تم وضع واستخدام تلك الدراجات في شكل محطات ذهاب وعودة لكل هذه الجهات سوف نحقق الهدف المنشود من التجربة.
وحول أوجه الاستفادة من المشروع، أكد «عبدالتواب» أن المشروع له العديد من الجوانب الإيجابية فله بعد بيئي واقتصادي ومروري ورياضي والفائدة شاملة والإيجابيات أكثر، لافتًا إلى أن استخدام الدراجات سيوفر في الطاقة وسيسهم في التخفيف من الأزمة المرورية وإحدى الوسائل التي تسهم في التطوير الحضري خاصة وأن الدولة تسعى إلى تشجيع المواطنين على التقليل من استخدام السيارات الخاصة لتقليل الزحام والحد من التلوث بتوفير وسيلة نقل عام مناسبة تساعده على هذا ودائما ما يعاني أصحاب السيارات من وجود مساحة بين وسيلة النقل العامة ومكان ركن السيارة الخاصة يمكن أن يتم تفاديه باستخدام الدراجة لسد المساحة التي تفصل بين مستخدم السيارة الخاصة ووسيلة النقل العام.
وفيما يتعلق بالتجهيزات والإعدادات لتنفيذ هذا المشروع، لفت نائب المحافظ إلى أن تنفيذ التجربة سيكون بالتنسيق مع رؤساء الأحياء ومسؤولي المرافق والمرور، وسيتم إطلاق حملات توعية للمواطنين بأهمية هذه الأمر ويتم حاليا الإعداد الجيد لتجهيز المسارات والحارات الخاصة بالدراجات.
وقال نائب المحافظ إنه سيكون هناك إشارات خاصة للدراجات تضاف إلى إشارات المرور، مشيرًا إلى أن الإدارة العامة للمرور شريك أساسي في هذا المشروع من خلال الضوابط والمتابعة والمراقبة والالتزام بالإشارات الخاصة.
وفيما يتعلق بأساليب التعامل مع هذه الدراجات، أشار إلى أن المواطن سيذهب إلى المحطة ويجد الدراجة جاهزة وسيتم التعامل بأسلوب الكارت الذكي الذي سيقوم بحساب القيمة وتسجيل رقم الدراجة ومكان الإقلاع والوصول والمسافة والمحطة التي سيتم فيها ترك الدراجة وهذه المحطة ستكون بجوار الأماكن التي تشهد تكدسات سكانية.
وحول أهم الضوابط المتعلقة باستخدام تلك الدراجات وضمان رجوعها إلى المحطة مرة أخرى، قال عبدالتواب، إن المواطن لا يمكنه استخدام الدراجة إلا بالكارت الذكي وسيكون مسجل به جميع البيانات وهذا الكارت مسبوق الدفع وهو شبيه بالكارت الذي يستخدم في الفنادق فلا يمكن فتح الغرفة إلا بالكارت الخاص بها وفي حالة ضياع الكارت من صاحبه يقوم بالإبلاغ الفوري عنه ويتم إيقاف الكارت فورا فالدراجة لا يتم سحبها أو وضعها في المحطة إلا بالكارت، معلنا أن الدراجات سيكون لها «باركود» سيظهر في الكارت.
وعن الفئة التي ستقوم باستخدام الدراجات، أكد أنه يمكن ﻷي شخص أن يستخدم الدراجة طالما يملك الكارت فكل ماعليه هو سحب الدراجة وإرجاعها إلى مكانها مرة أخرى بالكارت.
وفيما يتعلق بالمدة الزمنية المخصصة للمشروع والتكلفة المخصصة لذلك، أوضح عبدالتواب أنه ليس هناك جدول زمني معين للانتهاء من المشروع الأهم هو تحقيق الأهداف المرجوة منه أما التكلفة فقد تم توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بالمشروع مع مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «HABITAT UN» مكتب مصر بتكلفة تقارب 30 مليون جنيه.
وعن مدى نجاح هذه التجربة الجديدة في محافظة القاهرة، أعرب نائب المحافظ عن تشجيعه لتلك التجربة، مشيرًا إلى أنه تم تجربة نظام مشاركة الدراجات في جميع أنحاء العالم وثبت نجاحه في تشجيع استخدام وسائل النقل غير الآلية خاصة دول مثل الصين وتايلاند وفيتنام وباكستان، مضيفا أن القاهرة تسعي للاستفادة من التجارب العالمية في مجال النقل خاصة تلك التي تقلل من التلوث.
وأردف «عبدالتواب» أن التجربة ستكون أسهل وأيسر في المدن الجديدة لأنها تكون مهيأة لذلك عند إنشاءها مثل مدينة المستقبل يوجد بها مسارات للدراجات لكن المدن القديمة ستحتاج إلى إعدادات وتجهيزات خاصة ولا يوجد مستحيل لكن المهم أولا تحديد الأهداف وهو ما نسعى إلى تحقيقه حاليًا.