عم الإضراب الشامل، السبت، مدينة القدس المحتلة حدادًا على أرواح الشهداء الثلاثة الذين قتلوا برصاص الإسرائيليين فى «جمعة الغضب»، نصرةً للمسجد الأقصى، وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات العامة أبوابها، وسط حالة من التوتر الشديد تسود أرجاء المدينة المقدسة، فى ظل استمرار إجراءات الاحتلال التعسفية.
ونقل مشيعون فلسطينيون جثمان أحد الشهداء إلى خارج المستشفى الذى نقل إليه لدفنه قبل أن تتحفظ عليه سلطات الاحتلال، فيما واصل المقدسيون وحراس المسجد الأقصى لليوم السابع على التوالى اعتصامهم أمام أبواب الأقصى، رفضاً لدخوله عبر البوابات الإلكترونية التى وضعتها سلطات الاحتلال على مداخله.
وانتشرت الدعوات إلى وقفات موحدة فى عدة مواقع وشد الرحال إلى الأقصى يوميا، وتسيير أكبر عدد من الحافلات إلى المسجد، الجمعة المقبل، إضافة إلى التحضير لحملة مساعدات طبية واسعة النطاق لمستشفى المقاصد فى القدس، ودعوة الجماهير إلى التبرع بالدم.
وأدى المقدسيون صلاة فجر أمام أبواب الأقصى، وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسوانى إن المصلين سيواصلون اعتصامهم أمام أبواب الأقصى حتى إزالة تلك البوابات وإلغاء إجراءات الاحتلال بحق المسجد.
وأرسلت حكومة الاحتلال الإسرائيلى مزيداً من الجنود إلى الضفة الغربية، وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من كوادر حركة «فتح» فى المدينة المقدسة، واقتحمت قوة من جيش الاحتلال منزل فلسطينى قتل 3 إسرائيليين فى مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة واعتقلت شقيقه، وأعلنت رفع مقاسات منزل منفذ العملية فى قرية كوبر استعداداً لهدمه.
وأصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية فى القدس حكماً يعتبر سابقة، قال إن السلطة الفلسطينية عذبت واعتقلت وقتلت عشرات «المتعاونين مع إسرائيل»، وسيكون عليها تعويضهم، وشمل الحكم عشرات الدعاوى التى تم تقديمها ضد السلطة خلال العقدين الأخيرين من قبل فلسطينيين هربوا من مناطق السلطة إلى إسرائيل.