نيويورك تايمز: على ترامب الانخراط مع بوتين آخذا في الاعتبار مكانة روسيا

كتب: أ.ش.أ السبت 22-07-2017 14:48

ألقت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الضوء على كواليس اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش فعاليات قمة العشرين في ألمانيا، حيث حاولت كشف تفاصيل الحوار الذي دار بين الجانبين رغم تكتم الإدارة الأمريكية في هذا الشأن.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها المنشورة على موقعها الالكتروني السبت، إن الإدارة الأمريكية كشفت القليل من التفاصيل حول الاجتماع الذي أعلنت عنه قبل انعقاده وتساءلت حول محتوى هذا الاجتماع الذي استغرق وقتا أطول مما كان مقررا له ؟!.

كما تساءلت :«هل تعهد ترامب برفع العقوبات المفروضة على روسيا تلبية لمطلب بوتين أم أنه تعهد بإعادة المقار الدبلوماسية التي كانت تخص روسيا في ولايتي ماريلاند ونيويورك بعدما أعلن سلفه باراك أوباما في نهاية العام الماضي أنهما تعملان في مجال التجسس؛ وذلك ردا على تدخل موسكو المزعوم في الانتخابات الرئاسية؟.. وفي حال صدقت هذه التوقعات فهل سيحصل ترامب على أي شئ في مقابل هذه التنازلات؟!.

وذكرت :«أن ترامب عليه الانخراط مع بوتين آخذا في الاعتبار مكانة روسيا كدولة نووية تملك حق النقض»الفيتو«داخل مجلس الأمن الدولي ولكن حتى هذه اللحظة تسبب ترامب في تقويض ثقة الجمهور فيما إذا كان الأمريكيون سيكونون على حق في التساؤل عما إذا كان ترامب يمضى في سياسة التقرب إلى بوتين حرصا على مصلحتهم؟!».

وأضافت الصحيفة: «أنه من غير المعتاد بالنسبة للقادة الدوليين أن ينخرطوا في محادثات قصيرة أو حتى تعليقات جانبية حيث يتم التطرق إلى قضايا جوهرية في مثل هذه الفعاليات الدولية، فلو كان ترامب فعل هذا الأمر مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي على سبيل المثال لكان يمر الأمر مرور الكرام علاوة على أن المتحدث باسم البيت الأبيض وقتها شون سبيسر نفى أن الحديث مع بوتين كان اجتماعيا بحتا».

وأبرزت أن هناك عدة أسباب من شأنها أن تثير التساؤلات فمن بينها أن ترامب بدأ المحادثة دون الاستفادة من مترجمه الخاص أو إشراك أي من مستشاريه الأمنيين الوطنيين.. فقط مترجم بوتين هو من حضر اللقاء..وهذا يمنح الروس ميزة: وهي أن بإمكانهم التأكيد على أن ترامب وافق على شئ ما أو أنه قال شيئا ما لم يقله في الحقيقة.

وتابعت: «إن بوتين، بعد كل شي، عدوا، وليس حليفا.. ففي أثناء حكم الإدارات السابقة كانت الممارسة المتبعة هي كتابة تفاصيل هذا التبادل رفيع المستوى بعناية في ظل وجود المستشارين الذين يُطلعون الرئيس دوما وبشكل مسبق على المواضيع التي يجب نقاشها وعلى المفاجآت التي يجب أن يكون مستعدا لها»..وتساءلت عن الرسالة التي رغب ترامب في توجيهها لقادة العشرين بمن فيهم حلفاء الولايات المتحدة من خلال إغداق جل هذا الاهتمام على بوتين؟!.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب تجاهل تحذيرات بعض مساعديه مثل مستشار الأمن القومي هربرت ماكمستر بأن بوتين لايمكن الثقة به وأنه يجب تجنب عقد الاجتماعات الثنائية، ولكن من المحتمل أن ترامب تصرف باندفاع.