تواجه مدن الشرق الليبية أزمة شديدة فى المواد الغذائية بعد استقلالها عن نظام القذافى نتيجة لـ«العزلة» المفروضة عليها، إضافة إلى العزلة التى فرضها عليها النظام الليبى، نتيجة قطعه جميع وسائل الاتصال بالعالم الثوار الليبيون يناشدون التجار المصريين العودة إلى عملهم وإمدادهم بالمواد الغذائية، ومنح التجار الليبيين مهلة فى السداد، وأكدت لجنة الإغاثة فى مدن الشرق ضمانها لأموال المصريين، وذكرت أنهم يعانون أزمة سيولة، بسبب العزلة المفروضة عليهم، نتيجة خضوعهم لنظام يحتم عليهم انتظار ضخ الأموال من البنوك الموجودة فى العاصمة طرابلس.
«لماذا تأخرتم؟» كانت أول كلمة واجهنا بها جنود ليبيون عند منفذ مساعد الحدودى الليبى، ورغم أن البداية كانت بالعتاب فإنه كان عتاب الأحبة الممزوج بحرارة المقابلة، كان الجنود الحدوديون الليبيون ينتظرون دعماً إعلامياً أكبر. دخلنا إلى المنفذ البرى الليبى دون أى أختام أو أوراق.. الجميع يرحب بالأجانب خاصة الصحفيين والإعلاميين.
مدينة مساعد التى تشبه القرى البدوية المصرية الصغيرة، كانت من أولى المدن، التى انضمت إلى الثورة، وتعدادها لا يتجاوز 8 آلاف نسمة.
وقال بشير، أحد سكان المدينة: «لماذا لا ننضم إلى الثورة.. نحن نعيش هنا بلا أى خدمات ولا مرافق، وكل الخدمات الموجودة لدينا منذ أيام الملكية، أى قبل وصول القذافى إلى الحكم، فلم نستفد من نظام القذافى».
نقص المواد الغذائية دفع لجنة إغاثية ليبية للتوجه إلى مصر، لبحث الأمر مع السلطات، ولمناشدة التجار المصريين الذين كانوا يمدون ليبيا بالمواد التموينية والخضر الاستمرار فى أداء عملهم.
قال العقيد صالح العبيدى، رئيس اللجنة: «نحن فى أزمة كبيرة وهناك نقص شديد فى المواد التموينية والخضر، ونناشد إخواننا التجار المصريين أن يستمروا فى إمدادنا بالأغذية»، وأكد أن مدن الشرق تمر بأزمة كبيرة، بسبب نقص المواد التموينية والخضر تحديداً، التى يسيطر على تجارتها المصريون.
وأضاف: «أسواق الخضر فى مدن الشرق جميعها يأتى من مصر، وعندما وقعت الأحداث اختفى التجار، وأصبحت الأسواق خالية»، وطالب التجار المصريين أن يعاودوا عملهم، وأكد أن الشعب الليبى يضمن لهم الأمن والأمان فى كل المدن الشرقية وحماية أموالهم لدى التجار الليبيين.
وأضاف: «هناك تجار مصريون يتعاملون مع نظرائهم الليبيين منذ سنوات، ويعرفون بعضهم البعض جيداً، لذلك نطالبهم بأن يتصلوا بنظرائهم الليبيين للاستمرار فى العمل»، وقال: «إذا كان هناك من يتخوف من دخول ليبيا الآن فنحن مستعدون لاستقبال البضائع على الحدود وننقلها للداخل بمعرفتنا»، ولفت العبيدى إلى أن هناك أزمة سيولة كبيرة فى المدن الشرقية المحررة من قبضة القذافى، التى تأتيها السيولة والأموال من بنوك طرابلس، وتابع: «نظراً لنقص السيولة، رشّدنا الصرف من البنوك لحين توافرها»، وأشار إلى أن التجار يواجهون الأزمة نفسها، لذا نناشد إخوتنا المصريين أن يمهلوا إخوانهم قليلاً فى دفع مستحقاتهم، ونحن كلجان شعبية نضمن أموالهم.
فى الوقت ذاته، تواجه المدن الليبية عزلة بسبب قطع النظام الليبى جميع وسائل الاتصال عن المدن، وكانت رحلة البحث عن خدمات الإنترنت هى الرحلة الأساسية لكل الإعلاميين الموجودين فى مدن الشرق الليبية وفى مدينة طبرق الساحلية بصفة خاصة، ورغم تأكيدات البعض أن خدمات الإترنت مقطوعة تماماً، فإن هناك بعض المحاولات للحصول على الإنترنت حتى لو كان ضعيفاً جداً، بعض الإعلاميين حل أزمة الاتصالات الدولية بالاستعانة بتليفونات الثريا الدولية المرتبطة بالقمر الصناعى.
لكن عدداً من المدونين الليبيين ونشطاء الـ«فيس بوك» استطاعوا حل مشكلة الإنترنت، من خلال وصلات دولية خاصة قامت بتركيبها شركة إيطالية تعمل فى ليبيا.
المدون الليبى الشهير على المنصورى شرح لنا كيف استطاع كسر الحصار على خدمات الإنترنت قائلاً: خلال الأزمة اضطررت إلى تركيب وصلة دولية متصلة بـ«الستالايت» عن طريق شركة ليبية وكلفتنى حوالى 1200 دينار ليبى، من أجل التواصل مع العالم ونقل حقيقة ما يحدث داخل ليبيا، بعدما قطع «القذافى» كل وسائط الاتصال بالعالم.