تمسكت دول المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بتنفيذ كل المطالب التى قدمت لها للدوحة، نافية التقارير الصحفية التى تحدثت عن تخليها عن المطالب، وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمى إن «على قطر تنفيذ كل المطالب التى قدمت لها من الدول الأربع»، وتابع: «ما يهم الآن هو الالتزام بالمبادئ الست الصادرة عن الدول الأربع عقب اجتماعهم بالقاهرة»، وأضاف أن الدوحة تحاول الاستقواء بالجهات الأجنبية، ولكنها لن تقوم لها قائمة وهى تستقوى بالخارج، وأشار إلى أن قطر ليست محاصرة وهى تهول الأمور، وأوضح: «سنذهب إلى المحافل الدولية بما فيها مجلس الأمن إذا لم تستجب الدوحة»، وشدَّد: «واثقون بقدرة مجلس التعاون عبر وساطة الكويت على حل الأزمة».
من جانبه، قال ممثل مصر، خلال إحاطة إعلامية عقدتها الإمارات فى مقر البعثة الدائمة للإمارات فى الأمم المتحدة فى نيويورك، الأربعاء، إن «قطر دأبت على زعزعة استقرار وتقويض الدول الأخرى فى المنطقة من خلال الدعاية والدعم الفعال للجماعات الإرهابية»، مؤكداً أن «كل التدابير الدبلوماسية التى اتخذت تتفق تماماً مع القانون الدولى»، وقالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولى ريم الهاشمى إن «دعم وتحريض قطر للإرهاب والتطرف العنيف يجب أن يتوقف، خصوصاً قيامها بتمويل وتمكين ونشر التطرف»، مؤكدة أن الدول الأربع «لن تنتظر أكثر من ذلك لكى تغير قطر من نهجها»، مطالبة باتخاذ إجراء «لإطفاء الحرائق التى أشعلتها قطر»، وأكدت أنه «لا مكان لقطر فى مجلس التعاون الخليجى إذا كان لديها تعريف مختلف للإرهاب».
وذكر وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، عبر حسابه بموقع «تويتر» أن «الحكمة أن تدرك الدوحة أن الحل خليجى ومفتاحه السعودية، المناورة والمكابرة والاستقواء بالحزبى والأجنبى (درب الزلق) الذى لا نتمناه للدوحة»، وأكد: «الرهان على الحل الخارجى ينحسر، وهو رهان واهم ينتقص ويهمش ضرر قطر على جيرانها، والتطاول والمناورة لا تمثل إستراتيجية».
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن مصادر أن الحرس الأميرى وعدداً من الأجهزة الأمنية فى وضع أشبه بحالة «الطوارئ»، إذ تم التشديد على جميع قادة الحرس بعدم منح أفراده أى إجازة، وأن يبقى الجميع على أهبة الاستعداد، مشيرة إلى أن مهمة الحرس الأميرى الرئيسة حماية القصور الأميرية، وجاء هذا الإجراء نوعاً من الاحتياط الأمنى، وذكرت المصادر أن الدوحة تعيش «حالة أمنية خاصة»، وأكدت زيادة نقاط التفتيش والدوريات الأمنية فى الطرقات الرئيسة.
وأعلنت وزارة الدفاع القطرية وصول أول دفعة من طائرات التدريب الخفيفة الباكستانية إلى الدوحة، ومن المقرر أن تستخدم فى تدريب الطيارين المقاتلين بالكلية الجوية فى قطر، وانتهت عملية نقل المجموعة السادسة والأخيرة من العسكريين الأتراك إلى قاعدة فى قطر.
وفى مقابلة مع قناة الجزيرة، قبيل زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للخليج، قال نائب رئيس الوزراء التركى نعمان قورتولموش: إنه «على السعودية أن تتخلى عن قائمة المطالب الـ13 وأن تعيد النظر فيها، وأن قطر يجب أن تنتهج موقفا إيجابيا ليفتح الطريق أمام مراحل التفاوض وقد تكون تركيا وسيطا أو فى وضع مقرب للآراء»، وأضاف أنه يعتقد أن «الأزمة ليست عصية على الحل وأن أردوغان سيحاول المساعدة فى تسويتها«»، وتابع: «على الإمارات أن تبدى موقفا لصالح السلام والتسوية وهذا من مصلحتها»، وقال إن بلاده ليس لديها خطط لإغلاق قاعدتها العسكرية فى قطر، لأن تلك القاعدة لا تستهدف أحدا من جيران الدوحة، وذكر أن تركيا وقطر تعتزمان إجراء تدريبات عسكرية وأن قوات أمريكية ربما تشارك فى المناورات.