يستعد الثوار الليبيون الذين سيطروا بالفعل على شرق ليبيا وعدد من مدن الغرب، لمسيرة إلى العاصمة طرابلس المعقل الأهم للزعيم الليبي معمر القذافي، بعد أن استطاعوا صد هجوم لكتائبه على مدينة مصراتة المحررة، وأسقطوا طائرة عسكرية.
قال شاهد لـ«رويترز» الاثنين إن محتجين مناهضين للقذافي صدوا هجوما لقوات موالية للحكومة قرب بلدة مصراتة (200 كيلومتر شرقي طرابلس). وأضاف الشاهد «أسقطت طائرة هذا الصباح أثناء اطلاقها النيران على محطة اذاعية محلية. واحتجز المحتجون طاقمها».
وأشار موضحًا أن «القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية (قرب مصراتة) بدأ الليلة الماضية وما زال مستمرا. قوات القذافي تسيطر فقط على جزء صغير من القاعدة. يسيطر المحتجون على جزء كبير من هذه القاعدة حيث توجد الذخيرة».
وفي اليوم الرابع عشر للثورة الليبية، لم يعد القذافي، الذي يتجاهل الضغوط الدولية، ويقلل من أهمية العصيان الذي يهز نظامه، يسيطر سوى على طرابلس ومنطقتها. بينما أكدت واشنطن أنها مستعدة لمساعدة المعارضين الذين أسسوا «مجلس وطني مستقلك يكلف تمثيل المدن المحررة.
وبعدما فرض مجلس الأمن عقوبات قاسية على الزعيم الليبي وعائلته والمقربين منه في نظامه، تفكر الاسرة الدولية في فرض حظر للطيران فوق ليبيا لمنع أي عمليات لقصف السكان.
وواجه القذافي ثورة شعبه بقصف جوّي وضرب بالمدفعية الثقيلة ومرتزقة أفارقة قال شهود عيان إنهم يطلقون النار عشوائيًا في الشوارع على السكان والمواطنين. وتشير تقديرات أولية إلى أن نحو 2000 قتيل سقطوا جراء هذه الاحتجاجات.
ولكن بينما تتوالى الدعوات الدولية لرحيل القذافي وآخرها النداء الصادر من لندن ليغادر «الآن»، بقي الزعيم الليبي على موقفه منددا بالعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة ومؤكدًا، في حديث هاتفي للتلفزيون الصربي، أن ليبيا «هادئة تماما».
وقال القذافي لشبكة «بينك تي في» الصربية الأحد «لا توجد اضطرابات الآن وليبيا هادئة تماما. ولا يوجد أي شيء غير عادي» متهما القاعدة بالوقوف وراء «العصابات الارهابية» التي اوقعت ضحايا في البلاد.