قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن اشتباكات بين جماعات معارضة اندلعت في محافظة إدلب السورية لتتحول إلى بعض من أعنف المعارك بين الفصائل الإسلامية التي تتمتع بنفوذ في المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا.
وقال المرصد إن هيئة تحرير الشام، وهي تحالف من جماعات إسلامية يضم فرعا سابقا لتنظيم القاعدة في سوريا، هاجمت مواقع لأحرار الشام وهي جماعة إسلامية أكثر اعتدالا متحالفة مع الفصائل التي تشكل التيار الرئيسي للمعارضة السورية.
وتابع المرصد ومقره بريطانيا أن الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء وألقى بيان لأحرار الشام نشر على الانترنت اللوم في اندلاع الاشتباكات على هيئة تحرير الشام.
واشتبك الجانبان في وقت سابق هذا العام في قتال طويل بغرض فرض النفوذ على إدلب وهي معقل تحتفظ به المعارضة رغم استعادة القوات الحكومية وحلفائها لأغلب أراضي غرب سوريا.
وذكر المرصد أن القتال امتد، الأربعاء، لمناطق في مختلف أرجاء إدلب منها بلدة سراقب في الشرق ودانا وسرمدا في الشمال الشرقي وباب الهوى قرب الحدود التركية.
وأضاف أن عدة مقاتلين واثنين على الأقل من المدنيين قتلوا.
وتهيمن الجماعات الإسلامية بالأساس على محافظة إدلب لكن لفصائل الجيش السوري الحر وجودا هناك أيضا.
وتشهد المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا منذ فترة طويلة اقتتالا داخليا بين الجماعات المتشددة التي تتنافس على بسط النفوذ.
ورغم معارضتها جميعا لحكم الرئيس السوري بشار الأسد تشهد الجماعات المعارضة اختلافات فكرية عميقة وتنافسا يتفجر أحيانا في اشتباكات دموية. ويقول معارضون ومنهم أحرار الشام إن ذلك يشتت الانتباه بعيدا عن القتال ضد الحكومة في دمشق ويضعف المعارضة.
وانحازت أحرار الشام لفصائل الجيش السوري الحر في قتال هيئة تحرير الشام التي تشكلت في يناير بعد اندماج عدة فصائل منها جبهة النصرة الفرع السابق لتنظيم القاعدة التي قطعت روابطها بالتنظيم العام الماضي.