القائم بأعمال السفير التركي: ربح الشعب الديمقراطية وخسر جولن وأعوانه

في ذكري محاولة الانقلاب
كتب: خالد الشامي الأحد 16-07-2017 13:39

قال القائم بأعمال السفير التركي على رضا جوناي، إن ليلة الخامس عشر من يوليو في العام الماضي كانت اختبار ثبات وقوة للدولة والشعب التركي الذي اجتاز الاختبار ومن المؤكد أن الرابح هو الشعب التركي والديمقراطية التي انتصرت في ليلة الخامس عشر من يوليو 2016 عندما خرج الشعب التركي بكل فئاته ومن كل التوجهات السياسية إلى الشارع لمنع المحاولة الانقلابية التي قامت بها المجموعة الإرهابية التي تسللت بكل خبث داخل القوات المسلحة وأخفت نفسها.

أما الخاسر من تلك المحاولة الانقلابية هو فتح الله جولن والجماعة الإرهابية التي تتكون من أنصاره ومن الداعمين لجماعته من خلف الستار من خارج البلاد.

وأضاف القائم بأعمال السفير التركي، في تصريحات لـ «المصري اليوم»، كان واضحا جدا أن فتح الله جولن والإرهابيين الذين يرونه «المسيح المخلص» هم من وراء هذه المحاولة الانقلابية الدموية، فهو لديه رغبة للاستيلاء على الحكم والدولة التركية وإعادة تأسيسها وفق معتقداته الضالة، كما وجه جولن مريديه لعشرات السنوات لكي يحصلوا على نفوذ في العديد من المؤسسات المهمة، مثل القوات المسلحة والقضاء والأجهزة الأمنية، وقد اعترف الآلاف من الضباط وضباط الصف بأنهم على صلة بمنظمته وذلك في التحقيقات التي أجريت بعد المحاولة الانقلابية.

وتابع: نجحت الجهات الأمنية التركية بكشف شفرة أنظمة الاتصال المشفرة مثل «Bylock» التي يستخدمها فقط عناصر منظمة فتح الله جولن الإرهابية، وبفضل هذا النجاح توصلت أجهزة الشرطة بشكل أكثر فعالية إلى عناصر تلك المنظمة.

ولفت إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، طالب أكثر من مرة الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة جولن، سواء من خلال لقاء مع نظيره الأمريكي، أو عن طريق وزارة العدل التركية التي قمنا من خلالها بإرسال العديد من الملفات التي تحتوى على وثائق تظهر أن جولن هو الفاعل الرئيسي للمحاولة الانقلابية، لكن للأسف فإن الجهات الأمريكية، فضلًا عن أنها لم تقم بإعادته، فإنها حتى الآن لم تقم باتخاذ أي إجراء بحقه.

وأكد جوناي أن تركيا والولايات المتحدة الأمريكية تربطهما علاقات تحالف استراتيجية مبنية على العديد من الموضوعات والمصالح المشتركة، ومن حق بلاده أن تنتظر من حليفها الأمريكي أن يدعم جهود بلاده في مكافحة الإرهاب.

وحول تراجع حرية الصحافة، قال: «نحن ندرك أن هناك انتقادات تتعلق بتضاؤل حرية الصحافة في تركيا، وعلى من يوجهون هذه الانتقادات أن يدركوا أنه إذا تجاوز الصحفيون مهمتهم الصحفية ووصل الأمر إلى أنشطة تمدح الإرهاب والإرهابيين، ومساعدتهم وإقامة علاقات معهم وحتى الاشتراك فعليا بنفسهم في الأعمال الإرهابية، فإن كون هؤلاء الأشخاص صحفيين لا يحصنهم ضد الجرائم التي ارتكبوها».

وبالنسبة لعمليات القبض على المعارضين، قال عمليات الاعتقال التي نفذت بعد محاولة الانقلاب تستند إلى أدلة واضحة وتدخل في مجال القضاء المستقل. ولا توجد أي سلطة أو تأثير لحكومتنا في هذا الخصوص، فتركيا تدار من قبل نظام ديمقراطي تشكل نتيجة انتخابات عادلة ومستقلة ويطبق في دولتنا مبدأ الفصل بين السلطات الذي له ضمانات بقرارات دستورية.

وردا على ما يتردد بشأن اتجاه تركيا للأسلمة بديلا عن العلمانية، قال إن أحد الثوابت في دستور الجمهورية التركية هو مبدأ العلمانية، وكون 99% من المجتمع التركي مسلم لا يغير هذا المبدأ فحرية العقيدة والعبادة هو إحدى الحريات الأساسية التي تكفلها كل من الدولة والسلطة ونسيج المجتمع ككل، كما أن اليهود والمسيحيين الموجودين في دولتنا يؤدون عباداتهم مثل المسلمين بكل حرية، غير أنه بطبيعة الحال، هذا الموقف لا يعني أننا لن نواصل جهودنا نحو تحسين الديمقراطية بشكل أفضل.

ونفى القائم بأعمال السفير التركي ما يشاع بأن محاولة الانقلاب مجرد مسرحية، قائلا: إن المشاهد خير دليل، فالخونة الذين تسللوا داخل الجيش التركي وقصفوا البرلمان ودمروا مقر القوات الخاصة للشرطة الذين هم في الصفوف الأولى من مكافحتنا ضد المنظمات الإرهابية، وداسوا بالدبابات على المدنيين العزل، وأطلقوا النيران من الطائرات الحربية والهليكوبتر الهجومية، لقد استهدفوا حياة الرئيس أردوغان، كما قتلوا 250 مواطنًا وأصابوا أكثر من ألفين، مشيرا إلى أن المحاولة الانقلابية التي حاولت منظمة جولن الإرهابية القيام بها لم تكن «انقلابًا عسكريًا» بل هي «عمل إرهابي» على شكل انقلاب بهدف الاستيلاء على الدولة، وفعليا وقف غالبية الجيش التركي ضد الذين قاموا بهذه المحاولة الانقلابية.