«بنغازي».. بداية ونهاية «42 سنة قذافي»

كتب: أحمد شكر الأحد 27-02-2011 14:29

 

«لقد كانت بداياتك في بنغازي وستكون نهايتك في بنغازي».. تغطي هذه الكلمات جدران ثاني أكبر مدينة في ليبيا وقد تكون بمثابة نبوءة حقيقية لنهاية حكم القذافي في ليبيا، الذي استمر 40 سنة.

بدأ الانقلاب العسكري، الذي قاده العقيد معمر القذافي، والذي أتى به إلى السلطة منذ 42 عامًا في مدينة بنغازي، وهي نفس المدينة، التي هُزمت فيها كتائب الأمن، التابعة للقذافي، الأسبوع الماضي، على يد المتظاهرين المناهضين للنظام في معارك دامية، يمكن أن تكون إحدى المعارك المصيرية لأحد أطول الحكام خدمة في العالم.

علامات النصر الشعبية موجودة بكل مكان عبر بنغازي.. فقد نقشت شعارات الاحتفال بالحرية، وشعارات تحث المواطنين على الإطاحة بالنظام وحماية شوارعهم بـأنفسهم.

جميع الرموز التي لها علاقة بالديكتاتور، متحجر القلب، مراكز الشرطة.. مباني وزارة الداخلية.. مجمع المدينة الأمني الرئيسي- تضررت بشدة من جراء الحرائق.

يسيطر السكان الآن بقوة على المدينة بعد أن استولوا على جميع مؤسساتها العامة، بما في ذلك المحكمة ومحطة الإذاعة الرسمية، وهم عازمون على نشر الثورة إلى بقية أنحاء البلاد.

تقول انتصار مبارك، وهي عضو بارز في تحالف ثورة 17 فبراير، التي جمعت بين محامين ومهنيين وناشطين شباب، نسقوا لاحتجاجات بنغازي: «نسعى لتحرير كل ليبيا، وليس فقط بنغازي.. نريد بناء دولة ديمقراطية مدنية».

يذكر أن التحالف عيَّن مجلس مدينة مؤقتًا يتكون من تكنوقراطيين ونشطاء لتنظيم المدينة خلال الفترة الانتقالية.

ويشرف فتحي تربل، 39 سنة، محامٍ، على أنشطة الشباب والمجتمع المدني، ويرى كثيرون أن هذا الرجل هو من أشعل فتيل الانتفاضة بليبيا.. منذ مارس 2009 شارك «تربل» في تنظيم مظاهرات أسبوعية للمطالبة بالكشف الكامل عن مقتل 1200 من سجناء الرأي في سجن «أبوسليم» في طرابلس عام 1996.

وعلى الرغم من التهديدات بالسجن ومحاولات الاغتيال، التي تعرض لها «تربل» في أبريل 2009، استمرت الاحتجاجات الصغيرة كل يوم سبت.

وقال «تربل»: «الاحتجاجات السلمية في ليبيا جريمة يُمكن أن يعاقب القائم عليها بالإعدام»، مضيفًا أن العديد من عائلات الضحايا بدأت بالانضمام إليهم.

في 15 فبراير 2011، اعتقل «تربل» كإجراء احترازي قبل يومين من الاحتجاجات السنوية لذكرى مجزرة «أبوسليم»، مما أثار حفيظة المحامين ونشطاء حقوق الإنسان وأسر الضحايا، الذين خرجوا إلى الشوارع لدعمه، وعلى الرغم من الإفراج عن «تربل» بعد ذلك بيومين، ثار الليبيون بشكل لا يمكن إسكاته.

ودعا «تربل»، الأحد، لبداية جديدة لشباب ليبيا، حيث يمكن أن تكون فيها بلادهم حرة ويكون للشباب فيها حرية الإبداع والمشاركة في جميع جوانب الحياة العامة.

ويأمل أن يُحاكم القذافي على الجرائم، التي ارتكبها ضد الشعب الليبي وفي أجزاء أخرى من العالم، حيث شارك في إذكاء نار العنف.

ويقول «تربل»: «تاريخ القذافي دموي جدا، فقد قتل أطفالا وسجناء.. أتمنى أن يحصل على محاكمة عادلة، ليس من أجل الانتقام منه، ولكن من أجل تحقيق العدالة».

وعندما سئل «تربل» عن دور المجتمع الدولي، ضحك بسخرية واضحة وقال: «المجتمع الدولي ينتظر ليرى من هو الفائز ثم يعلن عن تحالفه، كما حدث مع تونس ومصر.. إنهم لا يساندون الديمقراطية منذ البداية، بل يختارون الفائز حتى لو كان القاتل».