حقق الجيش المصرى في عهد محمد على وبقيادة ولده إبراهيم باشا الانتصار تلو الآخرحتى صار يشكل مصدر تهديد لأوروبا والباب العالى نفسه، خاصة بعد انتصار الجيش المصرى على الجيش العثمانى في معركة «نصيبين» مما وضع المسألة المصرية والشرقية ومسألة توازن القوى والمصالح الأوروبية موضع إعادة نظر، خاصة مع تجدد أطماع الدول المختلفة في اقتسام تركة رجل أوروبا المريض، الدولة العثمانية.
ورأت أوروبا وجوب تقليم أظافر الجيش المصرى، وجاهرت إنجلترا بعدائها لمصروألّبت عليه دول أوروبا لإبقاء مصر تحت السيادة التركية، وانتهى الأمر بتوقيع معاهدة لندرة (لندن) «زى النهارده» في ١٥ يوليو ١٨٤٠بين هذه الدول وتركيا وخولت لمحمد على ولخلفائه حكم مصر الوراثى، وأن يدفع الجزية للباب العالى.
يقول الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة إن قوة محمد على باشا في ذلك الوقت قد تعاظمت وصار يشكل تهديدا للباب العالى نفسه، بعد انتصاره على الجيش العثمانى في «نصيبين»، فتنبهت أوروبا لقوته وتخوفت منها، حيث كان القوة العظمى في الشرق الأوسط وصارالنموذج الأبرز، حتى إنه كان هناك في إستنبول من يطالب السلطان العثمانى بأن يحذو حذو محمد على فيما حققه من إصلاحات وتحديث في مصر وكان ابنه إبراهيم باشا قد حقق الانتصار تلو الآخر بل اعتبروه في الشام أبوالعروبة ومؤسس فكرتها.