تتواصل أزمة نقص مياه الرى بمحافظة بنى سويف، ويؤكد المزارعون عدم وصولها إلى نهايات الترع نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فى شهور الصيف، ما يؤدى إلى تبخر كميات كبيرة من المياه أثناء وجودها بالترع، إضافة إلى عدم تحديد مناوبات الرى للفلاحين، ما يؤدى إلى قيامهم بالتعامل مباشرة على الترع، دون الرجوع إلى إدارات الرى التابعين لها، وكذا عدم إصلاح المغذيات وتنازع الرى والمحافظة على قيمة الإصلاحات، وتحديد المسؤوليات عن الأخطاء، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى عدم وصول المياه لنهايات الترع، ويهدد آلاف الأفدنة بالبوار، ويؤثر على أسعار المحاصيل الزراعية.
وتعانى ترعتى «ميدوم» التابعة لمركز الواسطى، والحريقة بمركز الفشن من هذه المشكلة منذ بداية الصيف، دون حلول من المسؤولين بالرى أو فى المحافظة، وتوجهوا إلى المسؤولين بمديرية الرى ببنى سويف للشكوى من عدم وصول المياه للأراضى، دون جدوى، ما يهدد 10 آلاف فدان بالبوار «حسب» صلاح سيد، 43 عاما، فلاح، الذى أشار إلى أن المشكلة، تتكرر سنويا، مضيفا: «توجهنا للمسؤولين فى الوزارة، وفى مديرية الرى ببنى سويف، ودائما نسمع وعودا طيبة من المسؤولين، لكن دون تقديم أى حل للمشكلة التى أصابت أرضنا بالبوار».
ويقول محمد صلاح، 38 عاما مزارع: «مشكلة عدم وصول مياه الرى إلى نهايات الترع مزمنة، ونعانى منها منذ سنوات عديدة، ما يؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، والسبب فى عدم وصول مياه الرى إلى نهايات الترع، يرجع إلى إهمال المسؤولين بوزارة الرى لإصلاح المغذيات التى تضخ المياه بقوة حتى تصل إلى نهايات الترع، وتتنازع المحافظة و«الرى» على من المسؤول عن إصلاح المغذيات، أو من يتحمل التكلفة، بينما التكلفة الفعلية تقع على الفلاح الذى ينظر إلى بوار أرضه وزراعاته أمام عينيه».
وأضاف أن مسؤولين بالرى وعدوهم بتطهير ترعة هرم ميدوم فى المنطقة بين قريتى أبويط، وكوم أبوراضى، و أرسلوا «كراكة» لتطهيرها، لكن المياه لم تصل، لافتا إلى أنهم وعدوهم بوصول المياه خلال يومين، بينما انتظروا أسبوعين، لكن دون جدوى.
محمد سعيد، 50 عاما، فلاح بقرية نجع خير الله التابعة لقرية كوم أبوراضى، قال: «الفلاحون بميدوم يعانون من عدم وجود مياه بالترعة، من جهة كوم أبوراضى وحتى حدود قرية الرقة التابعة لمحافظة الجيزه، ما يضطر الفلاحين لاستئجار فناطيس لجلب المياه لأراضيهم، حتى لا تبور المحاصيل، والترع المارة بالأراضى الزراعية تمتد إلى مسافات طويلة وعندما تصل المياه يقوم كل مزارع بتركيب ماكينة رى لشفط المياه ورى أرضه، تحسبا لعدم وصولها مرة أخرى، ما يؤدى إلى عدم وصولها إلى نهايات الترع وبوار الآلاف من الأفدنة، وخراب بيوت الفلاحين، لأن الزراعة مورد الرزق الأساسى لهم، كما أن عدم توافر مياه الرى بصفة مستمرة، يدفع العديد منا إلى عمل فتحات من مصارف الصرف الصحى».
وأكد عليوه محمود زيدان، 34 عاما، فلاح، عدم انتظام مناوبات الرى ووجود مجاملات فى عدد الأيام وكمية المياه، وأن المسؤولين بالرى يؤكدون كل عام نيتهم تركيب مغذيات جديدة، أو إصلاح البعض منها، لكنهم لا ينفذون وعودهم.
وأضاف: «كل عام يصرخ الفلاحون بسبب ندرة مياه الرى أو انعدامها تماما، وآلاف الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية الموجودة بنهايات الترع مهددة بالبوار لعدم وصول مياه الرى إليها، ما يدفع الفلاحين للاعتماد فى رى زراعاتهم على المياه الجوفية ومياه الصرف الزراعى والصحى، أو استئجار الفناطيس التى تكلفنا أعباء فوق الأعباء التى نتحملها، ورغم انتظامنا فى سداد الضرائب، إلا أن المديرية لم تنفذ مشروعات الصرف المغطى».
وقال عدد من الفلاحين إن قرى شنرا ودلهانس والجفادون والجمهود فى الفشن، تعانى من عدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم، ما تسبب فى بوار 5000 فدان بسبب عدم وصول مياه الرى إلى ترعة الحريقة منذ أسبوعين.
ولفت محمود عبدالتواب ، مزارع، إلى أن أحواض الملك القبلى والبحرى والكوم والقلزم، وتبلغ مساحتها 400 فدان، أصبحت بورا، بسبب عدم وصول مياه الرى إليها، لدرجة أن المزارعين هجروا الأراضى وتقدموا بشكاوى إلى كل المسؤولين دون جدوى.
ويؤكد أشرف السيد، مزارع، من قرية شنرا بالفشن، أن مياه الرى القادمة للمحافظة من المنيا، وبالتحديد من حجز ساقولته بمركز مغاغة، تتم سرقتها، ما يؤدى إلى عدم انتظام المناوبة، وأن ترعة الحريقة بمركز الفشن تروى ما يقرب من 5000 فدان لا يوجد بها نقطة مياه، مشيرا إلى أن الترع على مستوى المحافظة تحتاج إلى تطهير، لأن المياه لا تصل إلى نهايات الترع.
وقال مصدر بمديرية الرى ببنى سويف، إن المحافظة تعانى ندرة فى مياه الرى خلال هذه الأيام، مضيفا: «أبلغنا الوزارة بوجود نقص فى مياه الرى القادمة من المنيا، وتم تكليف مهندس من بنى سويف لمتابعة مناسيب المياه من خلال أجهزة الرى وبقائه فى المنطقة الواقعة بين المنيا وبنى سويف بحجز ساقولته والمنطقة بين الفيوم والجيزة وبنى سويف لمراجعة المناسيب».