«الموتى الأحياء» هذا ليس جزءا جديدا من فيلم الرعب الخيال العلمي الشهير، ولكنه تحقيق صحفي مصور لصحيفة «باري ماتش» الفرنسية، رصدته الصحفية لورانس جايه، لتتبع أخر العائلات التي بقت في المدينة المحاصرة، الذين كشف عن بشاعة مأساتهم تحرير المدينة من أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، بعدسة المصور الصحفي أوليف فولير.
تقول الصحيفة إن أخر العائلات التي تبقت من أهالي الموصل، والذين نجوا من مذابح داعش وقصف قوات التحالف الدولي والقوات العراقية، صاروا كالموتي الأحياء يتجولون للخروج من المدينة، الأمر لا يحتاج لإيضاح فالمعاناة التي تعرضوا لها من مجاعات ونقص في التغذية والأدوية واضحة للعيان، فقد أظهرت الصور مدي النحافة الشديدة التي وصل إليها المتبقين من الحصار والذين حملهم الأفضل صحيا والأكثر شبابا ومنهم من اتكأ على الجدران المتهدمة من أجل السير للخروج للنور، ومنهم من انقذتهم قوات عراقية بعد دخولها المدينة المحررة.
تظهر الصور الصادمة أطفالا يبكون بحرقة وخوف من القوات العراقية المحررة ظننا منهم أنهم من أتباع داعش الذين قتلوا ذويهم، ونساء وشيوخ صبية تبدو عليهم أثار صدمة عظيمة لم يعرف أحد تفاصيلها الكاملة بعد، فجميعهم أخرسهم الجوع والخوف والصدمة.
[image:17:center]
الصور التي أوردتها الصحيفة كانت كفيلة بعدم كتابة الكثير من التفاصيل والسطور والشرح فكل صورة منهم هي أيقونة لمأساة إنسانية لا يعلمها إلا صاحبها، هي فقط صورا لأولئك الموتى الأحياء، الذين نجوا من الموت ولكنهم فقدوا الحياة.