رأت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن هناك 7 أشخاص حصلوا على جائزة نوبل للسلام بطريقة «مريبة» منذ انطلاقها عام 1901، ووضعت المجلة فى قائمتها الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلةً إن حصوله على «نوبل للسلام» عام 2005 كان مجرد «توبيخ» لقرار إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بشأن الحرب على العراق.
وأضافت المجلة أنه على الرغم من النوايا النبيلة للوكالة الذرية، إلا أنها لم تثبت فعاليتها فى منع انتشار الأسلحة النووية، بالعكس، فقد امتلكت 5 دول القنبلة الذرية وهى الهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية وجنوب أفريقيا، ويعتقد أن سوريا وإيران حققتا تقدما ملموسا نحو الحصول عليها، مما يسلط الضوء على عدم فعالية الوكالة الذرية فى منع انتشار الأسلحة النووية.
وجاء فى بداية القائمة، التى أعدتها المجلة أمس، الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، الذى حصل على الجائزة بسبب جهوده المبذولة لإحلال السلام فى الشرق الأوسط عام 1994، قائلةً إن عرفات كان «مؤيدا قويا لاستخدام العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية، والدليل على ذلك تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية».
وجاء فى المركز الثانى الدبلوماسى الأمريكى هنرى كيسنجر، الذى حصل على «نوبل للسلام» عام 1973 بسبب جهود التفاوض على اتفاقيات باريس للسلام، وأرجعت المجلة سبب الالتباس فى حصوله على الجائزة هو كون «كيسنجر» لاعبا رئيسيا فى بعض الإجراءات الأمريكية المثيرة للجدل فى الحرب الباردة، مضيفة أنه رغم تحقيق كيسنجر بعض الانتصارات الدبلوماسية البارزة أيضا مثل إنهاء حرب يوم الغفران، إلا أنه لابد أن يحاكم عن جرائم الحرب التى ارتكبها.
بينما احتل الرئيس الأمريكى الأسبق ثيودور روزفلت المركز الثالث، والذى حصل على جائزة نوبل للسلام فى 1906 لدوره فى جهود التفاوض لوقف الحرب الروسية اليابانية عام 1905، فيما قالت المجلة إن روزفلت أصدر مبدأ «مونرو» بدعوى تدخل أمريكا فى الشؤون الاقتصادية للدول الصغيرة التى لم تتمكن من سداد ديونها الدولية، بينما تم استخدام هذا المبدأ لتبرير التدخل العسكرى الأمريكى فيما بعد، فضلا عن كون روزفلت «من أبرز المؤيدين لتورط الولايات المتحدة فى الحرب العالمية الأولى».
وجاء الرئيس الأمريكى الأسبق وودرو ويلسون فى المركز الرابع، الذى حصل على الجائزة لدوره فى تأسيس «عصبة الأمم» عام 1919، وأوضحت المجلة أن حملة ويلسون الانتخابية فى عام 1916 كانت تحت شعار «الخروج من الحرب»، ولكن الولايات المتحدة دخلت الحرب بعد ذلك بعام.
وفى المركز الخامس، جاء الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان، الذى حصل على «نوبل» للسلام من أجل العمل على تحقيق عالم أفضل وأكثر سلاماً، ولكن المجلة قالت إن سجل أنان لديه بضع نقاط سوداء، مثل منعه تدخل قوات الأمم المتحدة فى وقف عمليات الإبادة الجماعية فى رواندا عام 1994، وكان أنان حينها مدير بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة.
وفى المركز السادس جاء الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذى حصل على نوبل للسلام عام 2005 عن جهوده الرامية إلى منع استخدام الطاقة النووية فى الأغراض العسكرية وضمان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأوضحت المجلة أن الكثيرين اعتبروا تلك الجائزة مجرد «توبيخ» لغزو إدارة جورج بوش للحرب على العراق.
وفى المركز السابع والأخير، جاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى حصل على جائزة «نوبل» للسلام عام 2009 عن جهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية، وقالت المجلة إن أوباما فاجأ الجميع عندما قدم فى محاضرة نوبل كلمة للدفاع عن الاستخدام الشرعى للقوة، مضيفةً أن الرئيس أوباما لم يغلق سجن «جوانتنامو» حتى الآن، وأحرز القليل جداً بشأن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط