دخلت ثورة 17 فبراير فى ليبيا، المطالبة بإسقاط الزعيم معمر القذافى، يومها العاشر السبت مع تمكن الثوار من السيطرة على عدة أحياء فى العاصمة طرابلس، وسط أنباء تفيد بأن القذافى بات محاصرا فى منطقة باب العزيزية شديدة التحصين فى العاصمة، كما أفادت أنباء بسقوط مطار معيتيقة العسكرى قرب العاصمة فى قبضة المحتجين.
قال شهود عيان إن طرابلس تشهد انتفاضة عارمة، وإن قوات القذافى لا تحكم قبضتها إلا على مقر باب العزيزية والمنطقة المحيطة به وإن المعارضين يسيطرون على المدينة بشكل كامل.
بدوره، أقر سيف الإسلام القذافى، نجل الزعيم الليبى، بأن قوات النظام تواجه مشكلات كبيرة فى مدينتى مصراتة والزاوية اللتين وقعتا فى قبضة المحتجين قرب طرابلس.
وتجددت المعارك بين المحتجين والقوات الأمنية فى عدة أحياء بطرابلس والزاوية ومصراتة السبت ، وأكد الثوار تصميمهم على تنظيم مسيرات جديدة من مدن الشرق والغرب لتحرير طرابلس.
ودعا وزير الداخلية الليبى المستقيل اللواء عبدالفتاح يونس الشباب الليبى إلى مساعدة أهالى طرابلس، مؤكدا أنه لم تعد هناك رجعة عن مسار الثورة، بينما تزايد الحصار الدبلوماسى على «القذافى» بعد إعلان عبدالرحمن شلقم، مندوب طرابلس الدائم لدى الأمم المتحدة، تخليه عن الزعيم الليبى وانضمامه للثوار ليلتحق بسفراء ومندوبى ليبيا لدى مجلس حقوق الإنسان وسفراء آخرين بعدة دول.
وبدوره، دعا القائم بالأعمال فى سفارة ليبيا بالقاهرة السفير على محمود مارية فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» الشخصيات الليبية والعربية «الخيرة» إلى التوسط لوقف نزيف الدماء فى بلاده، بينما يتصدر الوضع الليبى جدول أعمال الدورة الـ135 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين غدا «الإثنين». وفى تلك الأثناء واصلت عشرات الدول إجلاء رعاياها برا وبحرا وجوا من ليبيا.
ودوليا، تواصل الضغط الدبلوماسى على نظام القذافى، ووقع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مرسوما بتجميد أصول وممتلكات القذافى وأبنائه فى الولايات المتحدة واعتبر ما يجرى فى ليبيا تهديدا استثنائيا للأمن القومى الأمريكى، وأعلن «حالة الطوارئ الوطنية لمواجهته»، وبينما لم يستبعد البيت الأبيض أى خيار بما فيها الخيار العسكرى فى التعامل مع الأزمة، استأنف مجلس الأمن مشاوراته بشأن ليبيا بعد اتفاقه على السعى لإصدار قرار يفرض عقوبات على نظام القذافى وملاحقته جنائيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.