لو جمعتك الصدفة بالمواطن جمال مبارك فى مقهى، أو سينما، أو ندوة، هل تلتقط معه صورة سيلفى.. أم تبتعد عنه.. أم تهمس فى أذنه وتقول له: سامحك الله؟.. ماذا تفعل بالضبط؟.. هل تخشى من موجات الانتقاد إذا أخذت معه صورة؟.. وهل تخشى من تخوينك والكلام عن ردة ثورية؟.. محمد رمضان نشر صورة له مع جمال مبارك.. وكانت المفاجأة أنهم انتقدوا رمضان، ولم ينتقدوا ابن الرئيس، أو «الوريث»!
شفتوا الزمن!.. زمان كان علية القوم يتسابقون لالتقاط الصور مع جمال.. وكانوا يتمنون أن تضمهم أمانة السياسات.. بعضهم كان يدفع دم قلبه لمن يضعه فى طريق «ابن الرئيس».. إما أنه «يؤمّن» استثماراته، وإما أنه «يتطلع» لأن يكون وزيراً، أو ذا حيثية فى الدولة.. ولو عاد الزمان، لم يكن جمال ليلتقط صورة مع «الأسطورة».. كان الهجوم سيكون عليه، أو تبررها صحف الحكومة بأنه «نصير الشباب»!
والمثير حقاً أن الذى كان موضع الانتقاد هو محمد رمضان.. لمجرد أنه نشر صورته مع ابن الرئيس السابق على صفحته الشخصية على «فيس بوك».. وقال: إنه مواطن مسالم، لا يملك الضرر لمصر.. ولم يقف عند هذا الحد، ولكنه قال: «أنا نزلت فى يناير 2011 ومن أول اللى نزلوا فى ٣٠ يونيو، ولكن نزلت حباً فى مصر وخوفاً عليها، وليس كرهاً لأحد، والآن (جمال) رجل عادى، ليس له علاقة بالسلطة(!)».
«تعريف جديد لانج».. نزل خوفاً على مصر، وليس كرهاً فى مبارك أو جمال.. ونسى أن «جمال» كان يحكم مصر من الباطن لمدة خمس سنوات تقريباً، وكان رئيساً «تحت التمرين».. يحكم مصر بمساعدة سوزان مبارك.. وكان يتدرب على حكم مصر.. حتى إذا أتيحت له الفرصة، يكون قد أتقن الصنعة.. وكان الوزراء يتعاملون معه على أنه الرئيس القادم.. وراح يختار رؤساء التحرير الذين يبشّرون به!
ولو شاءت الظروف وقتها كى يلتقى جمال بالفنانين، لكان عادل إمام فى مقدمة الحضور، وكان محمد رمضان آخر واحد فى الصف.. وربما لا يعرف اسمه.. والفنان عادل إمام له مقولة شهيرة تقول: «أنا اللى يحكمنى أسقف له وأدعيله».. ولو رجع الزمن بظهره، والتقى جمال بالشاب رمضان، لكان ذلك مجالاً للسخرية والانتقاد.. وربما دافع جمال أو لم يدافع عن هذا اللقاء.. وهكذا فإن «الكراسى» لها حساباتها!
والسؤال: لماذا يقاتل «جمال» من أجل الظهور العام؟.. أليس هو الخجول الذى لا يُجيد الاجتماعيات؟.. فماذا جرى؟.. هل يتحرك كمواطن عادى، أم كابن «رئيس سابق»؟.. هل هناك أشواق لعمل عام بعد الدورة الرئاسية القادمة؟.. هل هناك نية لعودة جمعية جيل المستقبل بطريقة مختلفة هذه المرة؟.. هل هذه الصور «جس نبض» لاتجاهات الشارع السياسى؟.. هل تأتى فى إطار «حلم قديم» للمشوار الرئاسى؟!
لا أستبعد أن تكون هناك «أهداف أخرى» لظهور جمال.. بعض هذه الصور غير برىء.. بالتأكيد تشبه استطلاعات الرأى.. يحاول أن يعرف منها اتجاهات الريح.. فلم يعد «جمال» يخشى من شىء.. فقد تحمّل السجن وتحمّل موجات الانتقاد.. لكنه يكسب أرضاً جديدة يومياً.. فهل يستعد لانتخابات 2022؟.. لا أدرى!