أسرة مصرية هربت من جحيم القذافى.. فانقلبت بها السيارة فى السلوم ومات الأب والإبنة

كتب: سماح عبد العاطي السبت 26-02-2011 18:21

 

هرباً من جحيم القذافى على أرضه، انطلق الدكتور أحمد حسن على، 48 سنة، بسيارته الخاصة مصطحباً أسرته هاربا من جحيم طبرق الليبية عائداً إلى مصر عبر منفذ السلوم البرى، وطوال رحلة الهروب نجا حسن وزوجته وأبناؤه الثلاثة من قصف الطيران الحربى العشوائى، وهجوم المرتزقة الأفارقة، الذين استعان بهم القذافى فى مواجهة مواطنيه، فقد كان دعاؤهم الأساسى فى هذه الرحلة: يارب نوصل مصر بالسلامة.

استجاب المولى لدعاء الأسرة الصغيرة، فقد عبروا منفذ السلوم ووصلوا مصر فى سلام، وسط ترحيب حار من القوات المسلحة، لكن القدر لم يمهلهم كثيرا، فعلى بعد عدة أمتار من المعبر انقلبت بهم السيارة ليلقى حسن وابنته الكبرى سارة «11 سنة» مصرعهما.

وتم نقل الزوجة والأبن الأوسط والابنة الصغرى لمستشفى السلوم المركزى، الذى حولهم لمستشفى مطروح العام نظراً لسوء حالة إسراء الصغيرة «3 سنوات»، حيث أجريت لها جراحة لاستئصال الطحال، ودخلت فى غيبوبة.

عبدالمجيد جودة والد الزوجة أكد أن زوج ابنته كان أستاذاً معاراً فى كلية العلوم والآداب فى طبرق الليبية، منذ 3 سنوات، وأضاف: منذ بداية الاحتجاجات فى ليبيا لم يخرجوا من المنزل، لكنهم شعروا بالخطر بعد خطاب القذافى يوم 22 فبراير، فقرروا العودة إلى مصر تاركين وراءهم كل شىء.

لم تستطع الزوجة أن تترك ابنتها الكبرى وزوجها يدفنان دون أن تشيعهما لمثواهما الأخير، فتركت الابنة الصغرى فى رعاية الجد وسافرت مع الجثمانين إلى القاهرة، حيث تسكن الأسرة لتواريهما الثرى، دون أن تهتم بسلامتها الشخصية ولا تأبه بكسر ذراعها الذى يتطلب منها تركيب شريحة حتى يلتئم الكسر. ولا يخفى الجد حزنه على أحفاده وحالهم، غير أنه يتشبث بالأمل فى أن يأخذ الله بيد الصغيرة التى ترقد الآن بين الحياة والموت، ويقول: الحمد لله أنهم ماتوا فى مصر، وماراحوش ضمن مئات الضحايا الذين قتلهم القذافى.