اختلف محللون سياسيون حول التحذيرات، التى وردت فى كلمة المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خلال الاحتفال بانتصارات أكتوبر، والتى وجه فيها تحذيرا شديد اللهجة لمن يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن من غضبة الشعب المصرى، حيث ذهب بعضهم إلى أن المقصود من هذا التحذير هو القوى الخارجية التى تهدد أمن سيناء بشكل خاص، بينما كد البعض أنها موجهة للقوى السياسية التى تحرك احتجاجات الشارع المصرى، إلا أنهم اتفقوا على أن التحذير عام قد يكون موجهاً للداخل والخارج.
وقال الدكتور حسن أبوطالب، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المقصود بهذه التحذيرات هى الدول الخارجية ومن ينفذ أجنداتها داخل مصر، مشيرا إلى أن ما جرى فى سيناء وضبط الأسلحة ومضادات الطائرات وغيرها من الحوادث فى الآونة الأخيرة يؤكد أن هناك من يريد الإضرار باستقرار البلاد.
أضاف «أبوطالب» أن المشير طنطاوى أراد أن يحذر كل من يظن بأن مصر تمر بمرحلة حرجة ولن تستطيع الوقوف أمام الطامعين، متابعاً: «التحذير عام لكل من يظن بأن مصر ضعيفة ومرتبكة وتمر بلحظة من الوهن وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها، وقد أوضح المشير أن هذا الظن خاطئ، ومهما مرت مصر بمراحل دقيقة فهى قادرة على التصدى لأى محاولة اعتداء».
بينما قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن المشير قصد فى التحذير القوى السياسية التى تقف وراء إشعال الاحتجاجات فى الشارع المصرى، مؤكدا أنه لا يجب اتخاذ الكلمة بأنها دليل على إجراءات مرتقبة يتصدى بها المجلس العسكرى للمظاهرات.
وأوضح «كامل»، أن كلمة المشير عامة ويمكن تأويلها بأكثر من طريقة، مشيرا إلى اعتقاده بأنها موجهة لكل القوى السياسية الداخلية التى تقف وراء الاحتجاجات العمالية، بالإضافة إلى «فلول» الحزب الوطنى الذين هددوا بإشعال صعيد مصر وقطع السكك الحديدية حال عزلهم سياسيا.
وقال الدكتور عماد جاد، الخبير السياسى، إن عبارات التحذير لمن يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن تفهم بتفسيرين، قد يكون أحدهما موجها لإسرائيل، والآخر قد يكون موجها للمحتجين والمتظاهرين والقوى السياسية، مشيرا إلى أن العبارة التى وردت فى كلمة المشير وقال فيها «إن الآراء اختلفت وتشتت وظهرت أصوات التشكيك فى النوايا، وصاحبها بعض الأزمات والمخاطر على جميع الأصعدة وخاصة الأمنية والاقتصادية» هذه المقولة تجعلنا نتأكد من أنها موجهة للقوى السياسية والمحتجين فى مصر. أضاف «جاد» أن المحتجين هم جزء من شعب مصر، معظمهم من العمال والموظفين الذين ذاقوا مرارة التهميش والإقصاء والظلم الاجتماعى ولا يجب أن يتم تحذيرهم.