قال عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية، غسان الشكعة، إن القمة التى عقدت فى القاهرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن» اتسمت بالإيجابية. وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أنه كان هناك بعض اختلافات فى وجهات النظر بين القيادتين المصرية والفلسطينية، حول كيفية التعامل مع حركة «حماس» ومشاكل قطاع غزة.
وأكد الشكعة أن «أبومازن» تسرع فى فرض عقوبات على غزة للتضييق على «حماس»، بوقف التحويلات المالية، موضحا أن مصر تتعامل مع غزة، ومن يحكمها «حماس» للحفاظ على أمنها القومى، وأن تضييق الخناق على غزة سيؤثر سلبا فى القطاع سيناء، مما يضر بأمن مصر القومى.
وأوضح أن «أبومازن» يجب أن يعطى فرصة لـ«حماس»، لإتمام صفقة المصالحة، بما يصب فى مصلحة المواطن الفلسطينى، معاتبا «أبومازن» بعدم تنفيذ وعده فى حركة «فتح» لآفاق الحل السياسى مع «حماس»، وأكد أن «أبومازن» سيزور دولا عربية أهمها الأردن، للاتفاق على ما سيتم التمسك به فى المفاوضات التى تعتزم واشنطن عقدها الشهر المقبل، لاستئتاف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وعلى صعيد متصل، اعتقلت «حماس»، أمس، 5 من قيادات وكوادر «فتح» الموالين للرئيس الفلسطينى كإجراء عقابى له، بعد قراره وقف التحويلات المالية، لضمان عدم استيراد الوقود المصرى لتشغيل محطة الكهرباء. وقال المتحدث باسم «فتح» عضو المجلس الثورى، أسامة القواسمى، إن الاعتقالات محاولة للرد على لقاء «أبومازن» والسيسى، و«حماس» تؤكد ضربها للتفاهمات التى ترعاها القاهرة.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن «حماس» تقمع كل من له رأى والموالين لعباس، فى محاولة لضرب الوحدة الوطنية، لافتا إلى أن كل من يطالب الحركة بحل لجنتها الإدارية، لكى تمسك حكومة الوفاق الوطنى زمام الأمور فى القطاع يتم التنكيل به، وأكد أن «حماس» لن تحترم تعهداتها مع مصر مثلما تناور فى معاهدتها مع «فتح»
وقال أحد أعضاء المجلس الثورى البارزين فى غزة، رفض ذكر اسمه، خشية الاعتقال، لـ«المصرى اليوم»، إن ما تفعله «حماس» لا يمكن السكوت عنه، مشيرًا إلى أن الحركة تسير بمبدأ «محدش يفتح بقه»، ومن ينتقدها يتم اعتقاله.
وأضاف أن الحركة بدلا من أن تعتقل من يتورطون فى أعمال إرهابية فى سيناء من أبناء جلدتها، فإنها تسير فى اتجاه معاكس، وتعتقل من ينتقد سياستها على الأرض، خاصة من الموالين لـ«أبومازن»، لتضييق الخناق عليهم، مؤكدا أن الحركة تمنع رجال «أبومازن» من السفر للخارج أو الظهور فى اللقاءات التليفزيونية أو حتى كتابة مقال أو إعطاء تصريح للإعلام ينتقدها، ومن يفعل ذلك يتم التنكيل به. وأكد القيادى بـ«فتح»، إبراهيم أبوالنجا، أن «حماس» يجب أن تنفذ بما تم الاتفاق عليه فى القاهرة عام 2011، بإتمام المصالحة، مشيرًا لـ«المصرى اليوم»، إلى أن غزة ستشهد الفترة المقبلة مزيدا من الألم بسبب التنكيل والاعتقالات التى تقوم بها «حماس»، وقال ساخرا: على حماس القبض على الشعب الفلسطينى بأكلمه لأنه يؤيد أبو مازن.
فى المقابل، تغاضى قياديان من المنتمين لما يعرف بالتيار الإصلاحى فى فتح، أشرف جمعة، وعلاء ياغى، التابعين للقيادى المفصول محمد دحلان، عن إدانة انتهاكات حماس، بحق فتح، وقال علاء ياغى، لـ«المصرى اليوم».
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد اشتيه، أكد فى حوار له على تليفزيون فلسطين، مساء أمس الأول، أن السلطة تريد تفجير الوضع فى غزة، موضحا أنهم يرفضون تنفيس مصر عن القطاع.
وعلى صعيد متصل، عاد الوفد الفنى لحركة «حماس» من مصر، برئاسة عضو المكتب السياسى للحركة روحى مشتهى، إلى غزة، وزار عددا من قيادات «حماس» بينهم عضو المكتب السياسى للحركة غازى حمد، أعضاء التيار الإصلاحى لـ«فتح» التابع لدحلان، بقيادة ماجد أبو شمالة.