أبو الغيط: المجتمعات العربية تتحول بقوة نحو سيادة القانون والشفافية والديمقراطية

كتب: جمعة حمد الله السبت 26-02-2011 16:04

أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية،  أن الشرق الأوسط يشهد تطورات غير مسبوقة فى تاريخه.


 وقال أبو الغيط، السبت،  في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية لوكسمبورج، جان اسلبورن: «من المؤكد  أنه إذا كان القرن العشرين شهد مرحلة الاستقلال السياسي للدول العربية من الدول الأوربية المستعمرة، فإن القرن الحادي و العشرين  وبالأخص العقد الثاني منه يشهد تحولات رئيسية تأخذ العالم العربي لآفاق غير مسبوقة في تاريخه في مقدمتها الديمقراطية وحق الإنسان فى العيش بشكل يحترم حقوقه الأساسية».


وأضاف، «أن المجتمعات العربية تتحول بقوة نحو سيادة القانون والشفافية والديمقراطية وحق الانتخاب وحق العيش والعمل وكلها مسائل نراها في كل هذه المنطقة».

 

وتابع  أبو الغيط :  إنه على الجانب الآخر فهناك  صعوبات اقتصادية تمر بها مصر حالياً وهناك قلاقل  في الكثير من الدول العربية وبالتأكيد فإن لهذا كله تأثيره على قدرة العالم العربي على التعامل مع المشكلات الضاغطة مثل موضوع السودان وانفصال جنوب السودان وبزوغ دوله جديدة فيه، وهذا يحتاج إلى الكثير من التركيز والكثير من الإمكانات من قبل مصر للتعامل مع هذا الوضع الجديد،  وهو وضع استراتيجي جديد يجب على مصر التنبه له وان تتعامل معه، مشيراً إلى الضغوط الخاصة بالقضية الفلسطينية واستمرار الاستيطان الإسرائيلي وعدم قدرة المجتمع الدولي ، وموقف الولايات المتحدة فى مجلس الأمن  عندما تبنت حق النقض لمناهضة مشروع قرار يدين إسرائيل .

 

وتساءل عن كيفية تعامل العرب مع هذا الوضع في ظل استمرار الاستيطان وتوقف جهود التسوية وعدم الوصول إلى أي انفراجة في هذا الصدد بالإضافة إلى استمرار الظهور الإيراني القوي على الأرض العربية، وقال : كلها مسائل  يحتاج العرب أن ينظروا فيها وأن يتبينوا آثارها عليهم ، وهناك مؤتمر القمة العربية القادم ومسألة عقده في موعده أو تأجيله وكلها مسائل مطروحة على اجتماع وزراء الخارجية العرب الأسبوع القادم.

 

وأضاف  أبو الغيط، أن هناك أوضاع جديدة وهناك الحاجة للعب دور التأثير الأول على مقدرات هذا الإقليم وهذا لن يتم إلا من خلال العمل العربي المشترك ونجاح قوى المشرق والمغرب في التعامل مع هذه الصورة، وكيف سيكون الدور المصري القادم لجمع الشمل وضبط الإيقاع لإحكام وإتقان هذا العمل العربي المشترك، وكلها أولويات ضاغطة على السياسة الخارجية المصرية، وهناك أيضاً الكثير من الأحاديث عن سياسة خارجية لثورة 25 يناير،  مؤكداً أن الموقع المصري والتاريخ المصري،  أي الجغرافيا السياسية لمصر، يفرض نفسه على أي صاحب قرار وأي ثورة متسائلاً كيف سيستمر المسار وكيف يتم تصحيحه ؟ .

 

وأعرب وزير الخارجية عن أمله فى أن تحمل الأسابيع والشهور القادمة الإجابة على هذا السؤال، لافتاً إلى  الحاجة إلى التركيز والتدقيق في الأولويات.


وأكد أبو الغيط أن «أولويات السياسة الخارجية المصرية وتعامل مصر مع المحيط المجاور لها لن يتم في وزارة الخارجية  أو في وزارة الدفاع أو في أجهزة الأمن القومي المصري فقط .. ولكنه سيتم أيضاً من خلال هذا النقاش الواسع  الذي تشهده مصر وهذه التحولات الرائعة التي نراها أمامنا على المسرح المصري، وكل ما علينا أن نفعله الآن هو أن نركز على العمل ولا نهدر مواردنا وإمكانياتنا فى جدال قد يضر ولا ينفع».


وأوضح أن مباحثاته مع وزير خارجية لوكسمبورج  جان اسلبورن، تناولت  آخر تطورات الأوضاع  في مصر  والتحولات الديمقراطية  وكذلك التعديلات الدستورية  والاستعدادات  للانتخابات البرلمانية في مصر.


وقال أبو الغيط : انه أحاط وزير خارجية لوكسمبورج بالوضع  في مصر وخاصة الوضع الاقتصادي، مؤكداً ضرورة عودة النشاط السياحي إلى معدلاته الطبيعية خاصة بعد استقرار الأوضاع في مصر، مشيراً إالى ان عدداً من الدول الأوربية  رفعت الحظر المفروض على  مواطنيها من  زيارة مصر.

 

وأكد أن مصر منفتحة الآن على المستقبل  ولا عودة إلى الماضي  وأن مصر خلال الأشهر القادمة ستتحول الى الديمقراطية الكاملة .


من جانبه أشاد وزير خارجية لوكسمبورج بالثورة المصرية،  وما حققته خلال الفترة القصيرة الماضية،  وما تم تحقيقه في اتجاه التحول الحقيقي إلى الديمقراطية، لافتاً إلى أنه خلال الاجتماع القادم للاتحاد الأوروبي سيطرح اقتراحاً بتوجيه مساعدات اقتصادية لمصر لتعويض الخسائر التي ألمت بالاقتصاد المصري.