نور الشريف يخرج عن صمته: ابتعدت عن الإعلام بعد أن اكتشفت سخافة البرامج وسعى الفضائيات للإثارة «1-2»

كتب: محسن محمود الخميس 06-10-2011 16:42

قطع نور الشريف حالة الصمت الطويلة التى دخلها قبل وبعد الثورة ، وابتعد خلالها عن الأضواء، واكتفى بدور المتابع لما يجرى على الساحة الداخلية والعربية، يظهر «نور» الآن لأول مرة فى حواره أجراه المخرج البارز عمر زهران وتنشره «المصرى اليوم» باتفاق خاص مع قناة«cbc» التى تبثه على ليلتين بدءاً من مساء الخميس حيث كشف «نور» عن رأيه فى التحولات والأحداث السياسية الساخنة التى شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير، فى حوار امتد لأكثر من ساعتين فى الأردن، أثناء الملتقى الخامس لاتحاد المنتجين العرب، الذى أقيم تحت عنوان «القدس عاصمة فلسطين الأبدية».

هل القدس هى التى أخرجتك من عزلتك وصمتك الذى استمر فترة طويلة خاصة بعد الثورة؟

- هى أحد الأسباب، فقبل الثورة كنت مقاطعاً جميع وسائل الإعلام بلا استثناء، حيث اكتشفت سخافة البرامج التى تسعى إلى الإثارة، وأشعر بدهشة شديدة عندما تستعين هذه البرامج بشهود وتلقى الاتهامات، فما هو دور المحكمة إذن؟ ولماذا أوجه الرأى العام؟ فهذا تصرف غير قانونى وغير أخلاقى، وبصراحة لا أفهم هل نجاح برنامج أو قناة أو زيادة توزيع صحيفة، يجعلنى أتجاوز أخلاقياً وأتحدث بمنطق مختلف فى الحكم على الحقائق؟ وهذا الذى جعلنى أبتعد قبل 25 يناير، وعندما جاءت الثورة كنت أشعر بسعادة شديدة، لكننى كنت خائفاً مما سيحدث فيما بعد.

أفهم من كلامك أنك غاضب من الإعلام قبل الثورة؟

- نعم، وغضبى من الإعلام بعد الثورة مختلف، الوجوه والعقول المتغيرة، والمواقف المتقلبة شىء يحزنك، كل شىء للبيع، ولا يوجد إنسان فى هذه الدنيا له موقف، ولن أنكر أن هناك قلة لها موقف محدد ظلت ثابتة عليه، وهم أصحاب مبادئ حقيقيون، وما جعلنى أشعر «بالخضة»، هذا الإسراع المخيف فى تحول المواقف والهجوم على مبارك بعد تمجيده، وفى، الخميس، كان البعض يدافع عن مبارك بحماس شديد، وبعد يوم واحد هاجمه بشدة، ومن وجهة نظرى أن ذلك ناتج عن الخوف.

هل تعتقد أن عنصر المفاجأة أربك الجميع فتبدلت المواقف؟

- لا أعتقد ذلك، لأن هذا سلوك وتربية، والإنسان «المتربى صح» لا يغير موقفه مهما حدث، لكن التغيير للنقيض تماماً أصبح مستفزاً، وهذا يعطيك إحساساً بعدم الأمان فعلاً، فضلاً عن انتشار التخوين فى البرامج، وظهور وجوه جديدة، بعضها يملك القدرة والشطارة والبراعة فى صياغة الكلمات، وكل هذا أدى إلى ربكة وعدم وضوح للرؤية.

هل هذا السلوك جديد على الإعلام؟

- لا أعتبره جديداً على الإعلام بشكل كبير، لكنه انتشر منذ ظهور القنوات الفضائية الخاصة، وبالتحديد عندما أصبح لهذه القنوات جمهور يشاهدها، ولا أعرف لماذا يتم استضافة فنان أو قيمة كبيرة وأخوض فى تفاصيلها الشخصية سواء الزواج أو الطلاق، فلصالح من تشويه هذه الصورة أمام الجميع.

لكن يستطيع النجم الاعتذار للبرنامج منذ البداية؟

- لكنه يكون على الهواء.

يستطيع أن ينهى الحوار أيضاً؟

- للأسف الزميلة العزيزة التى أقصدها كانت سيدة مهذبة لم تجد التصرف فى مثل هذا الموقف، وما يستفزنى أكثر تلك البرامج الحوارية السياسية، فهل أخلاق الحضارة العربية هى أن يتبادل شخصان الشتائم على الهواء؟ رغم أن كل شخص حر فى رأيه، سواء كان يسارياً أو متديناً، لكن فى النهاية لا يخرج المشاهد من هذا بأى مكسب غير الصراخ والإساءة للعقل العربى، ونادراً ما أقابل شخصاً ذكياً، الذى أمامه يصرخ بينما هو يصمت ولا يريد أن يتكلم إلا بعد أن يهدأ الآخر، ثم يبدأ فى الرد بمنطق، وهذا لابد أن يكون سلوك أى إنسان يحترم عقله ورأيه، كما أن موضوع التصويت على القنوات غريب.

عاصرت التليفزيون المصرى بقنواته القليلة.. وعاصرت أيضاً بداية الفضائيات العربية والخاصة، هل تعتقد بعد امتلاكنا قنوات بهذا الاتساع أننا فشلنا فى استثمارها من أجل النهوض بالأمة العربية؟

- لابد من الاعتراف بأن مساحة الحرية جاءت نتيجة وجود القنوات الخاصة، التى أثرت على القنوات الحكومية، وأصبح هناك هامش أكبر للحرية، وسواء اتفقت أو اختلفت معها فى التكنيك الفنى للإثارة فى البرامج، لا أستطيع أن أنكر الفضل الكبير لهذه القنوات فى توعية العقل المصرى والعربى، وهذه القنوات الفضائية الحوارية السياسية وضعتنا كمبدعين فى مأزق، بعد أن تجاوزت أى حرية فى الإبداع، وتهاجم وتشتم الرئيس والملك، شخص يشتم وآخر يدافع، وهذا يتجاوز قدرتى أنا سواء كممثل أو مخرج أو منتج أو كاتب السيناريو، وهذه القنوات لها كل الشكر لأنها ساهمت فى زيادة مساحة الحرية، لكن سببت لنا مأزقاً، وأعتقد أنه مطلوب منا كمبدعين للدراما، بالذات، أن نبحث عن شكل جديد لصياغة الأعمال الجادة، وكيف أنتقد أعلى سلطة فى البلد، سواء كان رئيس جمهورية أو ملكاً، وكيف أقول هذا فى عمل فنى حقيقى بشكل أكثر جرأة من برنامج؟ وهذا يحتاج لياقة فنية مختلفة عن الموجودة لدينا حالياً.

هل الفضائيات بشكل عام ساهمت فى توعية الجماهير..؟

- «مقاطعاً»: عذراً أريد أن أضيف نقطة أخرى، اللهجة السورية لم تكن بهذا النجاح قبل القنوات الفضائية، حيث أصبح لها مكانة كبيرة، وبالتالى اللهجة اللبنانية، و«عقبال» اللهجة المغربية وغيرها، وأتمنى من الفنانين والمبدعين فى الجزائر والمغرب وتونس أن يقربوا اللهجة العامية الخاصة بهم إلى لغة الصحف، لأن النجوم السوريين هذه الأيام أصبح لديهم شريحة أكبر من المشاهدين، لأنهم كسبوا 80 مليون مصرى، وهم أيضا حققوا نجاحاً بالنسبة لدول الخليج، لكن عندما تنجح فى مصر فهذه ميزة حقيقية.

بما أننا فى ملتقى القدس فيه ضيف شرف، لماذا فشلنا فى صناعة فيلم بمواصفات عالمية نستطيع من خلاله توضيح حقيقة الفلسطينيين للعالم؟

- الخلافات السياسية العربية هى السبب الرئيسى، لذلك لا نتحد فى أى عمل مشترك، فهل يعقل أن يكون هناك جمارك بين الدول العربية وتأشيرة للدخول؟ وتصل الدرجة إلى أن مباراة كرة تتحول إلى حرب إعلامية بين مصر والجزائر، ولا أعتقد أنه قبل اجتياح العراق للكويت كان هناك أمل فى حدوث تقارب قد يفرز نهضة للأمة العربية ككل، مع احتفاظ كل دولة باستقلالها، لكن أعتقد أن اجتياح العراق للكويت كان يعنى كارثة خلقت «إسفين» بين الشعوب، وحساسية بين الدول قليلة السكان والدول الكبيرة.

ألم يكن ذلك موقفاً استثنائياً، وبرحيل صدام حسين ربما يزول هذا التخوف؟

- لا، لأن الشرخ بدأ والسياسة الأمريكية والأوروبية كان من مصلحتها أن يحدث هذا، وأصبح بيننا حاجز، فمثلا الشعبان المصرى والجزائرى لم يكن بينهما أى حساسية، وكانوا يستقبلونا فى الجزائر استقبال الملوك لدرجة أننى بكيت بالدموع بعد عرض مسرحية «لن تسقط القدس»، وهذا دليل على أنهم شعب متذوق للفن ومثقف، لكن قام الإعلام بما فيه القنوات الفضائية السيئة وبعض الأغبياء من المسؤولين والإعلاميين بتحويل مباراة كرة إلى حرب، فما هى المشكلة أن أخسر مباراة؟، هل ننسى الدور الذى قام به الجيش الجزائرى فى حرب أكتوبر؟ وهل ينسى الجزائريون الدور الذى قام به عبدالناصر فى حرب التحرير؟ لكن الإعلام الجديد يسعى إلى الإثارة والتسخين وتضخيم المشكلة، ولابد أن تكون العلاقة بين الشعوب العربية مقدسة.

ماذا عن دور الفن؟

- بقدر الإمكان الفن يحاول القيام بدوره، لكن الإعلام أصبح أكثر تأثيراً وبدرجة كبيرة جداً، وللأسف الشديد القضايا الكبرى فى حياتنا، وأهمها القضية الفلسطينية، شهدت نوعاً من التراجع فى دعمها، وتحولت القضية إلى شعارات وكلام فقط، وهذا بدأ بعد معاهدة «كامب ديفيد»، لأن الجانبين الإسرائيلى والأمريكى كانا يسعيان إلى «تحييد» مصر.

حتى بعد أن رفض الشعب المصرى التطبيع بشكل واضح وصريح؟

- إلى الآن نحن نرفض التطبيع.

ألم يشفع هذا للشعب المصرى من وجهة نظرك لتعلم الشعوب العربية جيداً موقف المصريين؟

- لا، الشعوب العربية مؤمنة بالشعب المصرى، لكن الاتفاقية أعتبرها كارثة، لأنها تجعل الجيش المصرى على الحياد، وبذلك تم استبعاد القوة المصرية من الأمة العربية، بدليل أن سوريا منذ عام 73 إلى الآن لم تدخل فى حرب، ومن حقى أن أدافع عن مصر لأننى مصرى، لكن لو وقعت مصر فى خطأ لابد أن أقول إنها أخطأت، فمثلا «كامب ديفيد» جعلت الأمة العربية فى كتلة، ومصر فى كتلة بمفردها، وللأسف كتلة الرفض التى تمتلك القوة العسكرية والمالية لا تحارب إسرائيل.

لماذا؟

- هذا السؤال يوجه لهم، فماذا يعنى أن تحصل على منحة لأنك وقعت معاهدة السلام؟ أنا معترض على اتفاقية السلام ببنودها، لكننى مع السلام العادل، وهذا الرأى قلته منذ أيام الرئيس السادات، ثم دخلنا فى مرحلة أعتبرها أخطر ما يكون، وهى ما بعد «كامب ديفيد» المصرى، ثم «كامب ديفيد» الأردنى، ثم اتفاقية مع الفلسطينيين، ورأيى مثبت فى جريدة «الجمهورية»، ففى لقاء مع أبوعمار - رحمه الله - قلت: إن الإسرائيليين «هيحلوا» مع الفلسطينيين لدرجة أن الكاتب الصحفى محفوظ الأنصارى كتب أن الفنان نور الشريف قال لأبوعمار إن إسرائيل «هتحل» مع فلسطين، وكان ذلك قبل الاتفاقية، وبعد ذلك سألنى شخص لماذا قلت ذلك؟ فقلت إننى وضعت نفسى كممثل مكان الشخصية، وما يحدث هو أن الأمة العربية، الكل فيها يتاجر بالقضية الفلسطينية، فلو كنت مكان الإسرائيليين «أعمل إيه»؟ أتوصل إلى حل مع الفلسطينيين وأبوعمار، وقلت فى مسلسل «ماتخافوش» إن الإرهابى الأول فى العالم ياخد نوبل للسلام ويدخل فلسطين جزء من فلسطين «ماشى مش اللى كنا بنحلم بيه ده معناه إيه، ولما سألونى إنت قلت الكلام ده ليه؟ قلت لهم أنا لو مكان الإسرائيليين أعمل كده عشان مفيش نظام عربى يتاجر بالقضية الفلسطينية، مش من حق حد قبل ما أبوعمار يدخل فلسطين»، من حق كل مواطن عربى أن يدافع عن القضية الفلسطينية، لكن باقى السيناريو انشقاق فلسطينى - فلسطينى، وكذب إعلامى، لماذا ترفض أمريكا الديمقراطية الفلسطينية؟ فهى تقبل الانتخابات الإسرائيلية التى تأتى بمتطرف مثل رئيس الوزراء الحالى، ووزير خارجيته، وعندما تحدث انتخابات حرة فى فلسطين وينتخبوا «حماس» هما أحرار يعنى أنا ضد هذا الانفصال.

لكن الحكومات العربية أيضاً رفضت هذه الديمقراطية؟

- أنا ضد حماس فى شىء واحد وهو قرارها بفصل «غزة» عن الضفة، فإذا كان الشعب انتخبك بشكل ديمقراطى، فإن هذا لا يعنى أن تنفصل فى وقت تحتاج فيه فلسطين وبشدة للتوحد لا الاختلاف، الذى يصل إلى درجة القتال، وتبادل إطلاق النيران، فالسياسة تعنى أن تتقبل انتقادات الطرف الآخر، حتى لو وصلت لدرجة السباب، كما يحدث فى أمريكا مثلاً، فهناك من يشتم «أوباما»، لكن هذا لا يعنى أن ينفصل سكان الولاية التى لم تنتخبه أو لا تحبه، وأؤكد أننى ضد تفتيت القوة الفلسطينية، وضد الاغتيال سواء من «فتح» أو «حماس»، ولا أنسى هنا الإشارة إلى قوى خارجية تغذى هذا الصراع، الذى يجعلك لا تستطيع تقديم عمل فنى عن القضية، وأذكر أن صديقى المنتج محمد فوزى قال لى العام قبل الماضى إنه بصدد تقديم عمل عن القدس فقلت له بلاش، «شوف أنا صريح إزاى»، وعندما سألنى عن السبب، أكدت له أنه لن يجد قناة تشتريه، وبالفعل لم تعرضه إلا قناة واحدة العام قبل الماضى، وهذا العام عرضه التليفزيون المصرى، وأنا قلت هذا لأننى أعرف أنه لا توجد ديمقراطية حقيقية و«الفتوة»، الذى يحكم العالم يسمح لك بانتقاد الأنبياء موسى وعيسى ومحمد - عليهم السلام - وحتى انتقاد الله - أستغفر الله العظيم - بدعوى حرية الرأى، لكنه لا يسمح لك بإنكار الهولوكست أو انتقاده، وأتذكر أن هناك جملة فى مسلسل «ماتخافوش» قلت فيها بالنص «هل الهولوكست أكثر قدسية من موسى وعيسى ومحمد ومريم.. حد يجاوبنى»، رغم أن الهولوكست أو المحرقة لم يتم إثباتها تاريخياً، وهناك عالم فرنسى أثبت أن الهولوكست كذبة، فما كان من «السوربون» إلا أن سحبت منه درجة الدكتوراه!

هل كان هناك لوبى عربى جعل نور الشريف يدفع ثمن «ماتخافوش»؟

- والله أنا لست متأكداً، لكن أعتقد أنه كانت هناك «قرصة ودن»، عقاباً على اختيارى لهذا الموضوع.

لماذا امتنعت القنوات الفضائية العربية عن شراء مسلسل «أنا القدس» الذى أنتجه محمد فوزى؟

- أعتقد أن توجه أصحاب هذه القنوات هو أن الوقت ليس مناسباً لزيادة الخلاف مع إسرائيل.

إذن تقديم فيلم عن القدس يعد ضرباً من المستحيل؟

- للأسف نعم، أنا كنت أحضر لفيلم ليس عن «حماس»، بل عن الراحل أحمد ياسين، فى محاولة لتوصيل رسالة للناس بأن الإيمان بمبدأ وفكرة أقوى من كل الأسلحة فالشيخ أحمد ياسين كان مريضاً وقعيداً، ورغم ذلك لم يستطع الإسرائيليون شراءه أو تهديده، فكان الحل هو التخلص منه باعتباره رمزاً لفكرة المقاومة، ووصل الأمر لدرجة أنهم ضربوه بصاروخ من طائرة هليكوبتر هو وابنه، وبعد أن بدأت التحضير للفيلم لم أجد أى جهة تتحمس لتمويله، خاصة مع ارتفاع نغمة التسامح ونسيان الماضى والبعض كان يضرب المثل بجنوب أفريقيا، وتناسوا أننى يمكن أن أصفح عن الذى أخطأ فى حقى، ضربنى مثلاً بالقلم، لكن كيف أصفح عن الذى سرق أرضى، وهذا الكلام ينطبق أيضاً على المفاوضات، لأنه لا مفاوضات إلا بتوازن القوى، فمصر استعادت سيناء بعد أن حاربت فى 73 وسوريا «ماتحلمش» باستعادة الجولان دون حرب، وسؤالى للعرب هو إذا كنتم ترفضون موقف مصر وتوقيعها لاتفاقية سلام فلماذا لم تحاربوا وحدكم بعد 73؟.

حدثنا عن فيلم «خيط أبيض خيط أسود»؟

- منذ حوالى 18 عاماً قدمت فيلماً بعنوان «خيط أبيض خيط أسود»، يتناول القضية الفلسطينية، وكان إنتاجاً مشتركاً مع إيطاليا، وكتب له السيناريو كاتب إيطالى اسمه «سيرجو إميديا»، وهو أحد من شاركوا فى سيناريو فيلم «روما مدينة مفتوحة»، وكان الفيلم يطرح وجهة نظر غربية فى القضية الفلسطينية، لكنه اختفى من الوجود عقب انتهاء تصويره.

ألم تحاول معرفة سبب اختفائه؟

- تمت سرقة النيجاتيف من المعمل فى روما، ولم تعرف الشركة المنتجة محدودة الخبرة أن مدير الإنتاج يدخل النيجاتيف للمعمل باسم شركة أخرى ليسرقه ويمنع ظهوره.

أنت تنتقد الصراع العربى على إثبات «الأفضلية» لكن هذا وارد طوال الوقت؟

- وهنا المشكلة.. ودعنى أعود إلى «شرخ» العراق، الذى جعل الكل لا يثق فى الكل، وأنا قدمت قبل سنوات مسرحية بعنوان «يا غولة عينك حمرا»، إنتاج مسرح التليفزيون، والكل تساءل: كيف يوافق تليفزيون الحكومة على مسرحية أقول فيها لأمريكا «يا غولة عينك حمرا»؟ والمسرحية تحكى عن أب أراد أن يعمل بمفرده، وبعد فشل الوحدة بين مصر وسوريا تزوج إمرأه سورية وأنجب أولاداً نوابغ أحدهم أصبح عالماً فى الذرة، وعندما أرادوا إقامة مصنع فى مصر، اختطفوا أولاده، وفى النهاية عندما اكتشفوا أن هذا الرجل ربى أولاده بشكل صحيح يقتلونه لتظهر روحه فى النهاية، وتوجه نداء للأمة العربية.

هل دفعت ثمن مواقفك؟

- كثيراً، فمثلاً بعد عرض فيلم «ناجى العلى» تعرضت لحملة هجوم شرسة فى الصحف القومية استمرت 6 أشهر، أعقبها منع عرض أفلامى فى دول الخليج، لدرجة أننى فكرت فى الهجرة، خاصة أنهم وضعونى فى ذلك الوقت فى قائمة محمد حسنين هيكل.

وهل انتهت الأزمة؟

- لا، أجبرونى على تقديم مسلسل «الثعلب»، رغم أن القصة تصلح كفيلم، وأقصى شىء سباعية، لكنهم أصروا على تقديمها فى مسلسل حتى تبرئ الدولة ذمتها تجاهى.