يرأس المخرج يسرى نصر الله لجنة تحكيم المخرجين بفعاليات الدورة 70 من مهرجان لوكارنو السينمائى الدولى والذى يقام سنويًا بسويسرا، وذلك فى دورته الـ70 التى تقام فى الفترة من 2 وحتى 12 أغسطس المقبل بمدينة لوكارنو السويسرية، وسيرأس «نصر الله» اللجنة التى سبق أن كان عضوا بها، بينما يرأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية فى المهرجان هذا العام المخرج والسيناريست الفرنسى أوليفيه أسايس، وتشارك الممثلة الفرنسية سابين عظيمة رئيسا للجنة تحكيمPardi di domain.
نصر الله أحد أبرز وأشهر مخرجى السينما المصرية فى السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى المهرجانات الدولية، ففى العام الماضى شارك بفيلمه «الماء والخضرة والوجه الحسن» فى المسابقة الدولية لمهرجان «لوكارنو»، ونافس الفيلم على جوائز المسابقة الدولية مع 16 فيلماً من مختلف الدول، كما عرضت أفلام له بالمهرجان على مدى دورات مختلفة منها «عفاريت الأسفلت» و«مرسيدس»، وسبق أن رأس «نصر الله» لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان تطوان السينمائى بالمغرب، كما تم تكريمه بمهرجان أيام «قرطاج» السينمائية.
وقال المخرج الكبير، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «أشعر بولاء ناحية مهرجان لوكارنو، الذى شهد عرض فيلمى الثانى (مرسيدس) والذى لاقى انتقادات عند عرضه فى مصر، لكنه استقبل بشكل جيد فى المهرجان، الذى أعتبره واحدا من أهم المهرجانات فى اكتشاف المخرجين الجدد، فهم من اكتشفوا المخرج الإيرانى عباس كياروستامى، الذى شهد المهرجان عرض أفلامه الأولى، كما منحونى فرصة عرض (مرسيدس) ورغم استقباله السيئ فى مصر، فإنهم كتبوا شهادة نجاح لى فى ثانى أعمالى، وكان من الممكن أن يتوقف مشوارى إذا ظل التقييم السيئ للفيلم، لكنهم بعرضهم للفيلم منحوه قبلة الحياة، واعتبر من أفضل الأفلام التى عرضت وقتها عالميا، لذلك أشعر بولاء كبير ناحيتهم، خاصة أننى أترأس هذا العام لجنة تحكيم أفلام المخرجين التى تكتشف الأعمال الأولى للمخرجين الجدد والشباب التى كنت أحد اكتشافاتها بفيلمى (مرسيدس) وكانت تلك اللجنة أحد أسباب انطلاقتى فنيا».
وتابع «نصرالله» لـ«المصرى اليوم»: «اللجنة التى أترأسها شارك بها العام الماضى فيلم (أخضر يابس) للمخرج محمد حماد، والذى شاهدته بالمهرجان وأعجبنى وقتها، وحقق نجاحا كبيرا على مستوى المهرجانات الدولية، وأتمنى أن أستمتع بأفلام مصرية مشاركة فى تلك اللجنة هذا العام».
وأشار إلى عرض فيلمه الأخير «الماء والخضرة والوجه الحسن» بطولة ليلى علوى وباسم سمرة تجاريا فى سويسرا الفترة المقبلة، مؤكدا حضوره احتفالا بالعرض التجارى للفيلم يوم 19 أغسطس المقبل، وتابع: هناك 3 أفلام مصرية تعرض تجاريا حاليا فى خطوة متميزة للسينما المصرية، وهى «على معزة وإبراهيم» و«آخر أيام المدينة» و«حادثة النيل هيلتون».
وحول ما أثير حول تسريب فيلم «18 يوم» الذى يتناول ثورة 25 يناير، وشارك «نصرالله» فى إخراجه قال: نحن نحاول أن نجد له فرصة للعرض منذ فترة طويلة، وكانت المشكلة أنه كلما طالبنا بعرضه تجاريا أو حتى فى تظاهرة ثقافية كانت الرقابة تطالب بوجود اسم واحد لمنتج أو جهة إنتاج واحدة، حيث إن الفيلم أنتج بالجهود الذاتية للمشاركين فيه سواء كمخرجين أو فنانين أو فنيين، وهو ما فعلناه، ولكن الغريب بعد تحمس عدة جهات وفضائيات رغبة فى عرضه، منها قناة روتانا، تراجعوا جميعا، والفيلم ليس ممنوعا، وما يهمنا هو أن الناس شافته، بغض النظر عن استقبالهم له البعض أحبه، والبعض الآخر شتمه، لكن المؤكد أن الفيلم حمل الانطباعات والرؤى المختلفة عن ثورة يناير، ولست مع من يقول إنه أعاد الحديث عنها، فالحديث عنها لم ينته ومازلنا على موقفنا منها. وتابع «نصر الله»: ليس صحيحا ما كتبه البعض من أننا قدمنا فيلما عن الثورة من أجل المشاركة به فى مهرجان «كان»، فما حدث وقتها وقبل ما يزيد على 6 سنوات، هو أن الفيلم فكرة المخرج مروان حامد الذى طلب منا المشاركة، ونصور الماتيريال بهدف عرضه على موقع يوتيوب،
وبالتالى ماتعملش عشان خاطر مهرجان «كان»، بل بدأنا تصويره وقت الثورة، على أن يقدم كل مخرج 12 دقيقة فقط، وحين كنا فى الميدان وقبل خلع مبارك، التقيت الصحفية الفرنسية «كلوت دى بال» التى سألتنى عما يفعله السينمائيون لتسجيل تلك اللحظات الخاصة فى التاريخ والمجتمع المصرى، فأخبرتها عن الفيلم وأننا سنطرحه عبر يوتيوب، وجمعنا لقاء بعد ذلك مع تييرى فريمو، مدير مهرجان «كان»، الذى طلب منا عرض الفيلم فى المهرجان، ووافقنا على أن تخصص العائدات منه لدعم الراغبين فى تعلم صناعة السينما ومساعدتهم فى إخراج أفلامهم للنور، وما يهمنا فى النهاية هو أن الناس عجبهم الفيلم وأحدث ردود أفعال جيدة أيا كانت وسيلة عرضه عبر الإنترنت وليس شاشة السينما. وعن مشروعاته السينمائية الجديدة، قال «نصر الله»: أقرأ عدة سيناريوهات للاختيار من بينها، لكن صناعة السينما تمر بحالة صعبة جدا، فهناك حالة نهم لدى المنتجين لتقديم المسلسلات على حساب الأفلام، وأيضا لدى الفضائيات لشراء المسلسلات أكثر من الشريط السينمائى، وحين أتأمل الأفلام الأخيرة ونوعيتها، فلا أجد مجالا للأفلام المتوسطة التكلفة، نحن بين أفلام كبيرة سواء أكشن أو كوميدى أو أفلام صغيرة، وبالتالى نضطر لأن نلجأ للإنتاج المشترك، وهذه أزمة كبيرة ستنعكس حتى على الدراما، لأننا محصورون فى موسم رمضان، والمردود المادى يحصل فيه، كل المسلسلات الكبيرة تعرض خلاله، كل حاجة فى رمضان وزنقة التصوير حتى آخر يوم فيه، ونحتاج لموسم كل 6 شهور على أقصى تقدير لضبط الصناعة.