قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، تأجيل محاكمة 48 متهمًا من عناصر لجان العمليات النوعية بجماعة الإخوان الإرهابية، إلى جلسة 29 يوليو الجاري، في قضية اتهامهم بارتكاب أحداث العنف التي وقعت بمنطقة «عين شمس» وأسفرت عن مقتل الصحفية ميادة أشرف والطفل شريف عبدالرؤوف والمواطنة ماري جورج.
واستمعت المحكمة إلى مرافعة الدفاع في القضية ودفع ببطلان التحريات وانعدامها لعدم جديتها وبطلان الضبط والتفتيش وما تلاهما من إجراءات، دافعًا بانتفاء تهمة الانضمام لجماعة مسلحة، بركنيها المادي والمعنوي لخلو الأوراق من ثمة دليل، كما دفع بانتفاء مسؤولية المتهم عن الجرائم التي ارتكبت في ختام المسيرة أو التجمهر سواء القتل أو الشروع فيه أو الاتلاف، وأشار الدفاع إلى أن المتهم أنكر انضمامه لجماعة الإخوان، في حين شدد على أنه لم ينكر أنه كان ينزل في المظاهرات وفي يده علم يحمل عبارة «لا اله إلا الله».
وعقبت النيابة على دفوع محامى المتهمين ورفضت ما أثاره دفاع المتهم التاسع من وجود تزوير بأوراق التحقيقات لكون النيابة العامة دائمًا شريفًا بالدعوى
وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى مرافعة هيئة الدفاع عن المتهمين.
وطالب دفاع المتهمين ببراءتهم من كافة الاتهامات المنسوبة إليهم، استنادًا إلى الدفع ببطلان إجراءات إلقاء القبض عليهم وتفتيشهم وتفتيش مساكنهم، وعدم جدية تحريات أجهزة الأمن في شأن الاتهامات بحقهم، وخلو أوراق القضية من أدلة تقطع بارتكابهم للجرائم موضوع الاتهام.
كما دفع محامو المتهمين بشيوع الاتهام وعدم ارتكاب المتهمين لأي من الجرائم محل الاتهام وانتفاء مسؤوليهم عن الجرائم التي وقعت، زاعما أن الاعترافات التي أدلى بعضها بعض المتهمين قد صدرت تحت وطأة الإكراه، وكذا انتفاء الاتهام المتعلق بالانضمام إلى جماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون كان الإرهاب أحد وسائلها لتنفيذ أغراضها.
كانت تحقيقات النيابة العامة قد كشفت عن ارتكاب المتهمين للجرائم المسندة إليهم في غضون الفترة من يناير عام 2014 وحتى 11 يونيو من ذات العام بدائرة قسم شرطة عين شمس، حيث أظهرت التحقيقات قيام قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وقيادات التحالف الداعم للإخوان والمسمى بـ«تحالف دعم الشرعية» بتأسيس لجان عمليات نوعية تضم مسلحين من تنظيم الإخوان وذلك التحالف، لتكون جناحا عسكريا للجماعة الإرهابية، بغرض استهداف الإعلاميين لمنعهم من كشف جرائمهم.
واستهداف المواطنين المسيحيين لخرق نسيج الوحدة الوطنية وإثارة الفوضى بالبلاد، فضلا عن استهداف مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة بقصد إسقاط الدولة المصرية.
كما كشفت التحقيقات عن تدبير لجان العمليات النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية، تجمهرا بمنطقة عين شمس بتاريخ 28 مارس 2014 تنفيذا لتلك الأغراض الإرهابية الإخوانية، حيث قاموا بإطلاق الأعيرة النارية صوب المواطنين الرافضين لتجمهرهم، والإعلاميين، وقوات الشرطة، وأطلق أحدهم (المتهمين) عيارا ناريا صوب الصحفية ميادة أشرف أثناء قيامها بتصوير أفعالهم الإجرامية، فأصابتها في رأسها، مرديا إياها صريعة، كما أطلق متهم آخر عيارا ناريا صوب المواطنين الرافضين لتجمهرهم أصاب الطفل شريف عبدالرؤوف في رأسه ما أودى بحياته.
وأضافت التحقيقات أن بعض المتهمين أحاطوا بسيارة المواطنة ماري سامح جورج، متكالبين عليها، وتوالوا الاعتداء عليها ثم أطلق أحدهم عيارا ناريا أصاب المجني عليها في صدرها، فأرداها قتيلة، وأضرموا النيران في سيارتها عقب ذلك، فضلا عن شروعهم في قتل مواطنين آخرين من رافضي تجمرهم.
واعترف 25 متهما، خلال تحقيقات النيابة العامة، بالانضمام للجان العمليات النوعية الإخوانية، وتدبيرهم للتجمهر السالف ذكره، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات وإطلاق بعضهم الأعيرة النارية صوب المواطنين والإعلاميين وقوات الشرطة.