انتقد المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الخميس، في كلمة بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر 1973، ما سماه «تشتت الآراء وأصوات التشكيك في النوايا»، محذرًا من قال إنهم «يستبيحون الجبهة الداخلية للوطن ويبذرون الفرقة والشقاق» من غضب الشعب المصري، الذي أكد المشير أنه قادر على تجاوز جميع الأزمات.
وقال طنطاوي إن مصر تمر حاليا بمرحلة دقيقة من تاريخها، و«تشهد تحولًا شاملًا فى المسيرة الوطنية، لا يمكن تجاهل ركائزه ومرجعياته، فى ظل متغيرات وأزمات باتت تلوح فى الأفق، تتطلب من الشعب، على اختلاف توجهاته السياسية وغير السياسية، أن يعي تداعياتها ومتطلبات عبورها والخروج من طريقها الصعب».
وأشار المشير طنطاوي إلى أنه بعد ثورة 25 يناير التى فجرها شباب مصر، والتي اعتبر أن القوات المسلحة «حملت لواءها وحمتها وتحافظ عليها (..)، اختلفت الآراء وتشتت وظهرت أصوات التشكيك فى النوايا، وصاحبها بعض الأزمات والمخاطر على جميع الأصعدة، خاصة الأمنية والاقتصادية».
وأضاف أنه «كان واجبًا علينا مواجهة هذه الأزمات والمخاطر حتى لا تعرقل مسيرتنا وأهدافنا القومية، وتنزلق بالوطن والشعب إلى منزلق مجهول العواقب، يحول دون المضى نحو المستقبل الذى ننشده، فى أن تكون مصر دولة قوية آمنة بشعبها، ووحدة وتماسك أبنائها والتفافهم حول راية الوطن»، على حد قوله.
كما أكد وجود الوعي للتحديات «التى تستهدف بذر الفرقة والشقاق والنيل من أمن مصر القومى، واستباحة جبهتنا الداخلية»، محذرًا «كل من يحاول المساس بأمن واستقرار هذا الوطن، أن يتقى غضبة شعب مصر، الذى أكد على مر تاريخه قدرته على تخطى المحن والصعاب والخروج من الأزمات أقوى مما كان».
وشدد على أن شعب مصر العظيم الذى رفض النكسة والهزيمة، وحرر كل شبر من أرضه المقدسة «لقادر على عبور هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من تاريخه الوطني، بالتفافه حول أهدافه القومية، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسعيه لتحقيق قيام الدولة المدنية الحديثة، على أسس ديمقراطية سليمة، تتيح لكل أبناء الوطن المشاركة فى صنع القرار، وتقيم العدل الاجتماعى».
وتذكر المشير طنطاوى دور الرئيس الراحل أنور السادات فى حرب أكتوبر، واعتبره «صاحب قرار الحرب والعبور»، مؤكدًا أن شباب هذا الوطن هم «ركيزته الأساسية فى بناء الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، بما يملكونه من طاقات فتية متجددة، وولاء مطلق للوطن، واستعداد كامل لبذل الجهد من أجل تقدمه وازدهاره».
وقال إن «شباب هذا الجيل هم امتداد لشباب جيل أكتوبر الذى كان على مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى يوم أسهم فى تحقيق النصر بما قدمه من عظيم التضحية والفداء».