تشهد جماعة الإخوان المسلمين انقساماً حول ترشح المرأة والقبطى لرئاسة الجمهورية على خلفية عملية المراجعة التى يقوم عليها عدد من قيادات الجماعة لبرنامج الحزب السياسى قبل إعلانه على الرأى العام فى صيغته النهائية، فيما قالت الجماعة إن اختيار رئيس حزب الحرية والعدالة ستحدده الجمعية العمومية للحزب.
وعلمت «المصرى اليوم» أن عدداً من قيادات الجماعة يرى إلغاء أو تغيير البند الخاص برفض تولى المرأة والقبطى الرئاسة، فيما يقابله رأى يرغب فى الإبقاء على البند كما هو دون تغييرات عليه.
وقال مصدر وثيق الصلة بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة تبحث الآن كيفية تغيير بعض بنود برنامج حزبها المعد مسبقاً الذى طرحته الجماعة للقراءة الأولى على النخبة والمثقفين قبل سنوات.
وأضاف المصدر - الذى رفض ذكر اسمه - لـ«المصرى اليوم» أن أهم بند يتم التشاور حوله لتعديله، هو الخاص برفض الجماعة ترشح المرأة والقبطى لرئاسة مصر.
وقال الدكتور رشاد البيومى، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة تبحث برنامج حزبها وتقرؤه جيداً قبل إعلانه ولم تقرر بعد إجراء تغييرات من عدمه، مشيراً إلى أن الموقف النهائى سيتم إعلانه بعد دراسة الأمر جيداً.
وأكد المهندس سعد الحسينى، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة تعيد قراءة برنامج حزبها طبقاً للمستجدات التى طرأت على الساحة السياسية فى مصر وخارجها، مشيراً إلى أن ثورة 25 يناير تستوجب النظرة الجديدة للأمور. وقال: «إننا سنتعامل مع برنامج حزب الإخوان بناءً على المتغيرات والأحداث لأن الحياة قد تغيرت كثيراً ولابد أن يعترف الجميع بذلك، فما كان قبل 25 يناير معاكس تماماً لما بعدها».
وأشار: «الإخوان سوف تقدم برنامجاً طموحاً يعمل على تقدم البلاد ونهضتها حيث يشمل كل المجالات ومتاح لكل الأشخاص الانتماء إليه بمن فيهم الأقباط».
وقال الدكتور محمد سعد الكتاتنى، عضو مكتب الإرشاد، الذى تم اختياره وكيلاً لمؤسسى حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى: «إن اختيار رئيس الحزب سيتم بالانتخاب عن طريق الجمعية العمومية للحزب عندما تشكل، ومهمتى الآن أن أقوم بالإجراءات القانونية والإدارية لإشهار الحزب».
وحول إذا كان سيترك عضويته بمكتب الإرشاد بعد اختياره وكيل مؤسسى الحزب، قال: «عندما يؤسس الحزب وأكون فى تشكيلاته سوف أترك موقعى بالجماعة، والآن نحن فى فترة مؤقتة»، ورفض الكتاتنى الكشف عن طريقة اختياره وكيلاً للمؤسسين قائلاً: «هذا موضوع داخلى».
من جهة أخرى، اعتبرت جماعة الإخوان تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون حول استعداد بلاده للمساهمة فى العملية الانتقالية للسلطة التى وصفتها بأنها تكاد تحدد للشعب المصرى خياراته، بأنها تدخل فى شؤون مصر الداخلية، مؤكدة أنه إذا كان طلب مقابلتها كانت سترفض.
وقالت الجماعة فى بيان لها أصدرته الخميس : «إن الإخوان يؤمنون بأن الحرية فريضة من فرائض الدين الإسلامى الحنيف وبأنها لا تتجزأ، لكن فى العقود الماضية قامت فى دولنا أنظمة وصفتها بالفاسدة صادرت كل هذه الحريات، وكان حتماً عليها أن تخضع للقوى الكبرى، وتلتمس منها العون والتأييد ضد شعوبها، وكان ذلك أحد الأسباب القوية التى فجرت الثورات الشعبية فى المنطقة بغية التحرر من الاستبداد الداخلى والاستعباد الخارجى».