قائد الفرقة الرابعة مدرعات فى حرب أكتوبر: شاركت بـ5 حروب.. وتركت الزمالك بسبب حيدر باشا (حوار)

كتب: أميرة صالح, ياسمين كرم الإثنين 03-07-2017 21:32

«ربما يجىء يوم نجلس فيه معا لكى لا نتفاخر ونتباهى، ولكن لنتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله»، بعد 40 عاما مما قاله الرئيس محمد أنور السادات عقب انتصار أكتوبر المجيد، تحاور «المصرى اليوم» اللواء عبدالعزيز قابيل قائد الفرقة الرابعة مدرعات في حرب 73 التي أطلق عليها جوهرة الجيش المصرى، ليروى لنا القصص والبطولات، وكيف تعاملت القوات المسلحة مع الثغرة التي فتحها العدو في منطقة غرب القناة بعد الحرب مباشرة، ولولا كفاءة اللواء مدرع المصرى في التعامل مع الثغرة، لكانت تغيرت مجريات الحرب..

حوار استمر ما يقرب من الساعتين أدلى فيهما اللواء عبدالعزيز قابيل بشهاداته حول الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس أركان الجيش وقت الحرب الفريق سعد الدين الشاذلى، وتقييمه لما يحدث في سيناء حاليا وشهادته حول صفقات الأسلحة الأمريكية في أوائل الثمانينيات في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وعلاقته بـ «اللواء» عبدالحليم أبوغزالة الملحق العسكرى المصرى في أمريكا وقتها، والذى تسلم قابيل منه مهام عمله من بعده، ورجل الأعمال حسين سالم إلى جانب ذكرياته في نادى الزمالك.. فإلى نص الحوار:


■ كيف تغير مسار حياتك من لاعب شهير لكرة القدم في الزمالك إلى مقاتل بين صفوف الجيش المصرى؟

- حيدر باشا القائد العام للقوات المسلحة، كان سبب دخولى الكلية الحربية، عندما رآنى وأنا ألعب في الزمالك، كنت في عامى الأخير في التوجيهية «الثانوية العامة»، فطلب منى حيدر باشا الانضمام للكلية الحربية، وأتذكر عندما طلب رؤيتى، كنت لا أرتدى بدلة رسمية وأحضروا لى جاكت كبيرا وطربوشا، وعندما رآنى بهذا الشكل، ضحك كثيرا، وكان نادرا ما يضحك، وأبلغنى بأن أذهب للتقديم في الكلية، وقلت له: لا أملك أطيانا، ووقتها كان شرط الدخول امتلاك 25 فدانا على الأقل، وطلبت من والدتى أن تجمع لى 40 جنيها مصروفات الكلية، وكان مبلغا كبيرا، وعندما ذهبت لسداد المصروفات، وجدت أن اسمى ضمن المعفيين بقرار من حيدر باشا.

■ هل تفرغت تماما للعمل العسكرى وقتها؟

- استمررت أجمع بين الجهتين لفترة، ولكن كانوا دائما يقولون لى إننى «ضابط كورة»، وكانت هذه الكلمة تسبب لى ضيقا كبيرا، ومع تصاعد الأحداث السياسية قررت عام 1954، ترك كرة القدم نهائيا والتركيز فقط على عملى في القوات المسلحة، وانقطعت علاقتى تماما بالزمالك وكرة القدم نفسها، واستمر هذا الوضع حتى بلوغى المعاش عام 1984.

■ هل شاركت في ثورة 1952 وطرد الملك فاروق من مصر؟

- كنت وقتها في هلسنكى في فنلندا، مشاركا في البعثة المصرية للدورة الثامنة عشرة للألعاب الأوليمبية، في منتخب مصر لكرة القدم، حققنا مكاسب كبيرة وقتها ووقت الثورة كنا في جولة في أوروبا، لكن مع قيام الثورة طلبت القيادة عودة الضباط المشاركين في البعثة بشكل فورى وكنا ثلاثة أنا وعصام بهيج والحامولى، بعدها بعامين تفرغت تماما لكونى ضابطا بالجيش المصرى فقط، فأنا أفضل أن أكون في خط واحد في حياتى أعطيه كل ما أملك من وقت وقوة.

■ ألم تُغرك الشهرة واصوات الجماهير للعودة من جديد إلى الملاعب؟

- اتخذت قرارا حاسما، وطلبت من عبدالعزيز مصطفى رئيسى المباشر وقتها الانتقال إلى لواء مدرع بعيدا عن القاهرة حتى أبعد عن الجماهير تماما، وبالفعل تم نقلى إلى «الشلوفة» في السويس، حتى إن يوسف السباعى الأديب الشهير، الذي كان وقتها في سلاح الفرسان، غضب من مصطفى لنقلى بعيدا دون علمه ولكنى أوضحت له أنها رغبتى الشخصية.

■ ما الحروب التي شاركت فيها؟

- شاركت في خمس حروب الأولى العدوان الثلاثى 1956 حيث كنت قائد «أورطة» في الفرقة الرابعة مدرعة، وتحت قيادتى 17 دبابة، ثم حرب 1967 وكنت قائد كتيبة في اللواء الثالث المدرع، وبعدها الاستنزاف وصولا إلى حرب أكتوبر 73 وكلها حروب في سيناء، وأخيرا حرب 1977 والتى قامت فيها القوات المصرية بتوجيه ضربة سريعة إلى ليبيا.

■ ما دوركم في حرب 1956؟

- كنت وقتها قائد أورطة في المجموعة الأولى المدرعة، وكنا نواجه ثلاثة جيوش من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، ولم تكن قواتنا الجوية مستعدة بدرجة كافية لمواجهة قوات العدو، لذا أصدرت الأوامر بالانسحاب للإسماعيلية، وكان همنا وقتها هو الحفاظ على الدبابات، ونقلها إلى مناطق آمنة، وأتذكر أنه كان يتم تغطيتها بالخشب لإخفائها من الإنجليز حيث كان هناك معسكران للإنجليز، في طريقنا، إلى الإسماعيلية.

■ في رأيك ما الأسباب الحقيقية وراء هزيمة الجيش في نكسة 1967؟

- الوضع لم يكن منظما سياسيا في الداخل، أعتقد أن القيادة افتقدت وقتها للتقدير الجيد للوضع على أرض الواقع، وكان هناك جزء من القوات المصرية يحارب في اليمن، ورغم ذلك قرر جمال عبدالناصر إغلاق المضايق وطرد قوات الأمم المتحدة من سيناء، هذا إلى جانب قيام العدو بضرب المطارات العسكرية وتدمير القوات الجوية بشكل مفاجئ.

■ ما نسبة الإصابات في كتيبتك؟

- دمر العدو دبابتين فقط من إجمالى 22 دبابة.

■ ما أهم الدروس المستفادة من نكسة 67؟

- دراسة كل الأخطاء التي وقعنا فيها خلال عام حرب 67 وما بعدها، مكنتنا من التخطيط الجيد خلال حرب 1973.

■ كيف توليت قيادة الفرقة الرابعة مدرعات؟

- تلقيت تليفونا من الفريق أول محمد أحمد صادق، القائد العام للقوات المسلحة وقتها، وطلب منى وقتها تعليق رتبة عميد «وقتى» تمهيدا لتولى الفرقة لحين الحصول على الترقيه في موعدها المعتاد، وقمت بالتنفيذ وكان لدينا 35 خبيرا روسيا، مسؤولون عن التدريب، أعتقد أنهم كانوا وراء ترشيحى أيضا لتولى الفرقة.

■ وما المهام التي تم تكليف الفرقة الرابعة بها في حرب 73؟

- الفرقة الرابعة المدرعة كان لديها تكليفات بمهام العبور وتطوير الهجوم حتى ممر «متلا»، وهو ممر طويل متعرج طوله 32 كم يقع بين سلاسل جبال شمال وجنوب سيناء، على بعد حوالى 50 كيلومتراً شرق السويس، ولكن لم تنفذ بسبب الثغرة التي قام بها العدو في منطقة الدفرسوار بمساعدة أمريكا، لتطويق الجيش الثالث الميدانى في غرب القناة، وكانت الفرقة الرابعة موجودة بالفعل في منطقة الدفرسوار.

■ كيف انعكست أحداث الثغرة على الروح المعنوية للجنود؟

- الروح القتالية كانت مرتفعة جدا بين الجميع، وكنا واثقين من النصر وإننا قادرون على التصدى لهذه الثغرة والتعامل معها، وكان معى في الجيش الثالث يوسف عفيفى وأحمد بدوى، والجيش الثانى كان حسن أبوسعد، وعزيز غالى، وكنا لدينا روح قتالية عالية جدا، وكان معى نور الدين عبدالعزيز، قائد اللواء الثالث مدرع، واستطاع الوصول إلى مشارف ممر متلا ودمر قوات العدو فيها، ولكن قابلته قوات أخرى للعدو، وعبرت بقواتى لمؤازرته من خلال طريق الفرقة 19، إلا أن أمريكا قدمت عونا سريعا إلى إسرائيل وجاءت لها بدبابات جديدة من أوروبا مباشرة إلى سيناء، وقد أشاد الرئيس السادات في كتابه البحث عن الذات بقدرات الفرقة الرابعة، قائلا إنه اتصل بنفسه بالفرقة الرابعة ومع نجاح الفرقة في الأعمال القتالية قال إنه لن ينسى موقف الضابط «قابيل»، وإنه ناور بفرقة واحدة في موقف يحتاج فيه إلى 3 فرق على الأقل.

■ في رأيك من يتحمل السبب في حدوث الثغرة؟

- الأوامر جاءت بالتحرك وتطوير الهجوم نحو المضايق لتخفيف العبء على جبهة سوريا، كما قال الفريق أحمد إسماعيل، وزير الحربية وقتها، ولكن القوات الجوية والدفاع الجوى لم تكن تملك الإمكانيات اللازمة لتغطية التقدم نحو الشرق.

■ هل كنتم تعلمون وقتها أن هذا القرار خاطئ؟

- لم يكن خطأ.. ولكن لم تكن هناك الإمكانيات الكافية لدى القوات الجوية.

■ اتهم البعض حسنى مبارك قائد القوات الجوية وقتها بالتأخر في المساندة وقت الثغرة حفاظا على قواته؟

- لا أعتقد، وإنما بسبب محدودية الإمكانيات وقتها.

■ ما رأيك في الخلاف الذي دار وقتها بين الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان، والرئيس أنور السادات، بشأن التعامل مع الثغرة؟

- الشاذلى طلب من السادات وقتها والمشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، عودة 4 لواءات من الشرق إلى غرب القناة للانضمام إلى الفرقة الرابعة لمواجهة العدو عند الدفرسوار، ولكن السادات رفض تماما، وأصدر قراره التاريخى والمهم بعدم تحرك جندى واحد من على الضفة الشرقية، وكنت أميل إلى رأى السادات لأننى كنت أرى أنه الأكثر صوابا لأنه من المهم جدا استمرار الحفاظ على القوات التي عبرت إلى الشرق، لأن هذا يؤلم العدو ويؤكد انتصارنا، وقام السادات بإمداد الفرقة بقوات من حرس الجمهورية الاحتياطى في القاهرة، وكان أمامى 3 فرق مدرعات من العدو منها فرقة بقياد إرييل شارون، ولكن أبنائى في الفرقة الرابعة مقاتلون من الدرجة الأولى، وكنت أتابع عمليات الاستطلاع بنفسى وكان لى اتصال مباشر مع عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات، وأحمد إسماعيل، وزير الحربية، بالإضافة إلى أننى تحدثت 5 مرات إلى الرئيس السادات وقتها وكان سعيدا جدا بالدور الذي تقوم به الفرقة.

■ إلى أي مدى أثر الخلاف بين الشاذلى من جهة والرئيس السادات وأحمد إسماعيل من جهة أخرى على قيادة الجيش؟

- لم يؤثر أبدا، وسعد الشاذلى جاء مرة لزيارة الموقع وأثنى على عملنا، وعلم أحمد إسماعيل بالزيارة واتصل بى خوفا من أن يكون وراء زيارة الشاذلى شىء، لكن الشاذلى مخلص جدا ووطنى ولا يستطيع أحد أن يشكك في ذلك ولكل منهما آراؤه ووجهة نظر مختلفة فقط.

■ هل شعرتم بالخلافات؟

- لم نشعر بها.

■ كيف تم التعامل مع الثغرة وما هو دورك فيها؟

- كان هدف العدو أن يصل إلى طريق بلبيس ومطار القطامية ولكن قواتنا استطاعت أن توقف تقدمه، والتصدى له.

■ هل تم الاشتباك بشكل مباشر مع الإسرائيليين؟

- طبعا وكان هناك لواء التاسع مدرعات وكان أداؤه جيدا، واستطعنا أسر عدد من جنود العدو وأنا أسرت واحدا منهم بنفسى وتم تسليمه على جبل أم قسيم.

■ خلال الثغرة طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى نقله للقاهرة هل كان هذا نوعا من الابتعاد عن المسؤولية؟

- سعد مأمون كان رجلا عظيما وقائدا ممتازا لكنه تعرض إلى وعكة صحية تطلبت نقله إلى المستشفى وهو ما تم فعلا.

■ كيف تم تكريمك بعد انتهاء الحرب؟

- حصلت على نجمة الشرف وهو أعلى وسام في الجمهورية بترشيح من الرئيس أنور السادات وقتها، كما تم تكريم أعضاء من الفرقة وحصلوا على الأوسمة والنياشين.

■ كيف ترى ما تمر به سيناء في الوقت الحالى وعمليات الحرب على الإرهاب؟

- العمليات في سيناء تشهد بالتأكيد صعوبات لذلك أرى أنها ستستمر.. وأهم تلك الصعوبات وجود المدنيين، ولكن رغم الصعوبة فإنجازات القوات المسلحة واضحة وآخرها تطهير منطقة جبل الحلال.

■ هل تعتقد أن التصعيد الأخير من الدول العربية ضد دولة قطر كفيل بتجفيف منابع الإرهاب؟

- سيحدث على المدى الطويل وقطر متخوفة حاليا من هذا الوضع وعلى الدول العربية استكمال الأمر معها إلى نهايته، والرئيس الأمريكى ودول أوروبية كثيرة أصبحت أكثر اهتماما بملف محاربة الإرهاب.

■ ما دور المخابرات الحربية في حرب 73؟

- إبراهيم فؤاد نصار، رئيس جهاز المخابرات، قام بكل ما يستطيع لكن مع الثغرة اعتمدنا على جهودنا الذاتية في جمع مزيد من المعلومات ومنحت ضابط ملازم اسمه «طمان» وسام الجمهورية لدوره المهم في جمع المعلومات لتوضيح الرؤية وبناء عليها كان يتم اتخاذ قرارات مهمة.

■ متى حصلت على رتبة اللواء؟

- عندما انتقلت للمنطقة الغربية بعد الحرب وكنت عميدا عندما توليت قائد المنطقة الغربية عام 77، كنا في الفرقة الرابعة وكنت في أكاديمية ناصر العسكرية مع حسن أبوسعدة.

■ وأين انتلقت بعد انتهاء حرب 73؟

- كنت برتبة عميد وتوليت قيادة المنطقة الغربية عام 77، وكان اللواء العرابى رئيسا لأركان المنطقة وقتها كما كان حسن أبوسعدة قائدا للمنطقة الغربية،

وحدثت عملية الرد على أفعال القذافى وبعدها توليت رئاسة المنطقة الغربية، وتم نقل حسن أبوسعدة إلى لندن.

■ ما أهم ما تذكره عن عملية الرد على القذافى، في 77 عندما تم توجيه ضربات مصرية لليبيا؟

- قامت القوات المصرية بضرب مطار العدم، وأحيانا يطلقون عليه مطار طبرق، ودخلنا بالدبابات حتى مناطق البردية والمساعد، بما يعادل 8 كيلوات داخل ليبيا، وبعدها تحدث إلى الرئيس السادات هاتفيا وقال لى كفاية التأديب إحنا متجوزين منهم، وتمت المهمة في 4 أيام.

■ هل دور المدرعات في الحروب الحديثة يتراجع بعد التوسع في استخدام التكنولوجيا والحرب عن بعد؟

- المدرعات لها دور أساسى والمشاة لهم دور أساسى أكبر لأنهم يصلون للهدف، ويقومون بالعمل الأساسى، ولا يمكن الاستغناء عنهم.

■ في عام 1980 أصبحت ملحقا عسكريا في واشنطن، فهل تصف لنا شكل العلاقات المصرية الأمريكية في ذلك الوقت؟

- كان مستوى العلاقات ممتازا بين البلدين، وتسلمت مهام عملية من المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، وقدمنى لرؤساء شركات السلاح هناك، ولمست بنفسى وقتها أن الشعب الأمريكى ممتاز ومختلف عن الإدارة الأمريكية، وأنه شعب يحترم، ويقدر من يحب بلده.

■ هل تأسيس مكتب لمشتريات الأسلحة يتعارض مع عمل الملحق العسكرى؟

- في فترة عمل أبوغزالة كان مكتب المشتريات جزءا من الملحقية العسكرية، ولكن بعدها تحدث إلى كمال حسن على، وقال لى إن حسنى مبارك سأله 5 مرات عن فصل المكتب عن الملحق.

■ وما السبب؟

لا أعرف، ولكن في النهاية كانت كل العمليات تأتى لى، ولم يدخل البنتاجون إلا أنا وأعرف كل شىء.

■ هل كانت هناك مطالب أمريكية بأن ينقل القطاع الخاص معدات المعونة؟

- أعتقد أن حسين سالم كان يقوم بنقل الأسلحة فقط.

■ قيل إن حسنى مبارك كان يستفيد من صفقات السلاح؟

- هذا ما قيل.

■ ما تقييمك لصفقات السلاح الذي اشترته مصر مؤخرا، خاصة أن البعض يرى أن التوقيت غير مناسب، في ظل الوضع الاقتصادى الحالى وارتفاع تكلفته؟

- هذا السلاح حصلنا عليه بالتقسيط، وكان لا بد من تطوير القوات المسلحة، ولا يمكن أن تظل بدون تطوير، وكان لابد من مدها بالغواصات الجديدة والميسترال، وغيرها من الأسلحة الحديثة.

■ هل السرية لابد أن تكون في صفقات السلاح؟

- كل شىء معروف ومعلن الآن، وأيضا هناك معرفة كاملة بمواصفات كل سلاح، وهناك العديد من الدول لديها أسلحة، ولكن الفارق كيف يدير الإنسان عقله ويده في تشغيل هذا السلاح، مثل الطاقم الخاص بالدبابة.

■ في فترة وجودك في أمريكا تم اغتيال السادات عام 1981 كيف تم التعامل في هذه المرحلة؟

- جاءنى رؤساء مجالس الإدارات للتعزية، وكنت أبكى، وأتذكر ما حدث حتى الآن كلما عبرت أمام المنصة، وأعود بالذاكرة إلى عام 74، حيث كنت قائد العرض في هذه السنة، ولم أكن أهدأ، وكان هناك اهتمام خطير بإتمام العرض على أحسن ما يكون.

■ كقائد عرض هل كان هناك تقصير؟

-100 % كان لابد من التفتيش ليل نهار، وهذا ما قمت به عندما توليت العرض، فكيف يصل الولد، منفذ الاغتيال، على بعد 30 مترا من المنصة؟!

■ هل العرض يخلو من الذخيرة الحية؟

نعم.

■ ما التكليفات التي جاءت لك كملحق عسكرى بعد اغتيال السادات؟

- لا شىء، ولكنى كنت أستغرب ما حدث.

■ ما علاقتك بحسنى مبارك وقتها؟

- ليس لى به علاقة، كان يحضر لى منير ثابت ليخبرنى أن حسنى مبارك قادم لزيارتى، لكنه يعرفنى جيدا، وقد ذكرنى في حواره مع عماد أديب، وعندما سأله عن الثغرة قال له: كان هناك قابيل بتاع نادى الزمالك.

■ هل ضايقتك كلمة قابيل بتاع نادى الزمالك؟

- طبعا كلام غريب.

■ هل كان عملك بأمريكا بمثابة نهاية لخدمتك العسكرية؟

- بعد إنهاء خدمتى كملحق عسكرى عام 1984 في أمريكا قمت بتكوين مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، وبعدها بسنة خرجت للمعاش.

■ كيف استقبلت عدم دعوتكم لأول مرة لاحتفال أكتوبر وقت تولى الإخوان الحكم؟

- كان أكثر من فضيحة، ألا تتم دعوة أبطال أكتوبر الحقيقيين، وتتم دعوة من قتلوا السادات، ولكن جاء لى التعويض، فقد تلقيت دعوة من الجزائر من الملحق العسكرى بالسفارة الجزائرية في القاهرة، للسفر إلى هناك لإلقاء محاضرات على الجنود في ذكرى الحرب، وكانت المفاجأة عندما علمت أن وزير الحربية الجزائرى هو عبدالمالك قنايزية، الذي كان يتولى قيادة اللواء مدرع 9 وكان قد أرسلته الجزائر إلى مصر، خلال حرب أكتوبر 73، وتم وضعه تحت قيادتى، وحاضرت لمدة 10 أيام، واشدت كثيرا بالجهود التي بذلها اللواء الجزائرى.