كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض خطة لبدء المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، عكف على إعدادها الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكى السناتور جون كيرى.
وقالت الصحيفة في تقرير نشره موقعها على شبكة الإنترنت، إن «نتنياهو بعد إطلاعه على محادثات كيرى مع الأسد، اعترض على الخطة نظرا لأنه يعتقد أن الأسد غير جاد بشأن صنع السلام مع إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أحجم عن مهاجمة مبادرة كيرى لأنه لا يرغب فى إثارة غضب السناتور صاحب النفوذ القوى إلا أنه أبدى تشككا صريحا فيها. وقال «إن الصياغة الغامضة للفقرة الخاصة بعلاقات سوريا مع إيران وحزب الله غير كافية».
وأوضحت الصحيفة أن كيرى واصل إطلاع أوباما ومستشاريه على تلك المناقشات التى سعى خلالها إلى التوصل إلى صيغة من شأنها أن تلبى الاحتياجات السياسية للطرفين على حد سواء.
وأضافت «البند الأول تناول طلبا سوريا رئيسيا وهو أن تنسحب إسرائيل من مرتفعات الجولان، وأن صياغة تلك الفقرة مشابهه للصياغة التى استخدمت خلال المحادثات الإسرائيلية السورية التى أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت ونص على أن الأساس الذى تسنتد إليه المحادثات سيكون مبدأ الأرض مقابل السلام وفقا لمؤتمر مدريد 1991 وقرارات الأمم المتحدة حول الموضوع».
وأشارت الصحيفة إلى أن كيرى سعى أيضا إلى صياغة فقرة لتلبية أحد المطالب الرئيسية لإسرائيل ومفاده أنه أى اتفاق سلام يؤدى إلى قطع سوريا العلاقات مع إيران وحزب الله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى بمكتب نتنياهو قوله «إن كيرى يعمل بشأن ورقة بهذا الصدد وذلك حقيقى، إلا أن الفرنسيين والبلغاريين والبرازيليين جاءوا من سوريا بالرسائل ذاتها ولا يعتقد نتنياهو بأن الأسد جاد ،ولا يرى استعدادا حقيقيا من جانبه للمضى فى السلام مع إسرائيل».
وذكرت أن السناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ اجتمع مع الأسد فى دمشق خمس مرات على مدى العامين الماضيين، وأن موضوع استئناف المفاوضات الإسرائيلية السورية أثير فى جميع تلك الاجتماعات وبدأ الاثنان قبل أشهر قليلة استكشاف أفكار عملية للقيام بذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى ودبلوماسيين أوروبيين قولهم «إن كيرى والأسد صاغا ورقة موقف غير رسمى من شأنها أن تحدد مبادئ المفاوضات مع إسرائيل وشروط استئنافها».
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى أوروبى تم إطلاعه على محادثات كيرى والأسد قوله إن «الأسد أعرب عن استعداده بحث موضوعات تحديد الوضع الاستراتيجى لسوريا والأمن الإقليمى فى مفاوضات مع إسرائيل وأن الصياغة غامضة إلا أنه يمكن تفسيرها على أنها تعكس رغبة سوريا فى بحث علاقتها مع إيران وحزب الله».
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للفقرة الأولى فإنها تشبه الصياغة التى استخدمت فى المحادثات غير المباشرة التى أجراها أولمرت مع السوريين عبر وسطاء أتراك فى 2008.