حرب المحلة ومحمد رمضان

ياسر أيوب الأحد 02-07-2017 21:32

ما جرى بين نادى غزل المحلة والفنان محمد رمضان طيلة اليومين الماضيين هو درس واضح وشامل يتعلم منه أى أحد كيف يصنع أزمة من لا شىء، وكيف يختلق معركة دون داع ومبرر أو ضرورة.. فالحكاية بدأت بمحمد رمضان وقد كتب على تويتر.. كم التهانى والأفراح اللى شايفها فى سيزون العيد ما شاء الله نفس فرحة غزل المحلة لما بتكسب الأهلى.. وما إن نشر رمضان هذه الكلمات على حسابه الشخصى عبر تويتر.. حتى كان هناك فى المحلة من غضب وثار وانفعل..

واستجابت إدارة نادى غزل المحلة لهؤلاء الثائرين فأصدرت بيانا رسميا تستنكر فيه ما جاء على لسان محمد رمضان وتطالبه بتقديم اعتذار رسمى لعدم معرفته بتاريخ وقيمة غزل المحلة.. وفى نفس البيان طلبت إدارة غزل المحلة من الفنان محمد رمضان التركيز فى رسالته الفنية وتحسين صورته فى الشارع التى أصبحت مثالا أو تجسيدا للشاب البلطجى.. وبالطبع لم ولن يسكت كثيرون بعد ما قاله محمد رمضان وبعد بيان نادى غزل المحلة..

فهناك من اقتنعوا أن ما جرى يتضمن بالفعل إساءة وإهانة للمحلة وهناك من يحبون محمد رمضان وعلى استعداد للدفاع عنه طول الوقت وأمام أى أحد.. فنحن أصبحنا مجتمعا ليس فيه ما هو أسهل من إشعال الحرائق وافتعال الأزمات.. فمحمد رمضان لم يقل شيئا أكثر من أن فرحة الناس بالعيد تذكره بفرحة غزل المحلة حين يفوز على الأهلى.. وقد يكون هذا تشبيها فيه بعض أو كثير من المبالغة لكنه كلام لا يتضمن أى إهانة على الإطلاق..

فهناك فى المحلة من يمارسون الفرحة الطاغية حين يفوز ناديهم على الأهلى.. تماما مثل بورسعيد أو الإسماعيلية وأى مدينة أخرى تلعب وتحب كرة القدم.. وهل لو قال أحدهم يوما إن الإسماعيلية على سبيل المثال باتت ليلة فى غاية الفرح بعد فوز ناديها على الأهلى سيصبح هذا الكلام إهانة وإساءة إلى الإسماعيلية وأهلها.. فالأهلى ناد كبير بشعبيته ومكانته وتاريخه وبطولاته.. والفوز عليه يستحق الفرحة الهائلة التى لن تنتقص من قدر واحترام كل من يفرح بانتصار حتى لو كان فى ملعب كرة.. وما جرى بالفعل لا يهين أو يسىء إلى المحلة كمدينة وشركة وناد وأهلها وعمالها وتضحياتها وثوراتها من أجل استعادة حقوق ضائعة وأحلام دوما مؤجلة.. وبدون أن أسأله فأنا واثق من أن محمد رمضان لا يقصد ولا يريد أيضا إهانة المحلة وناديها.. ولا أحد يمكنه الإساءة للمحلة أو الانتقاص من قدرها ومكانتها.. والأمر كله لم يكن يلزمه كل هذا الصخب والبيانات المتبادلة والاتهامات والتهديدات.