ثورة «17 فبراير» تحاصر القذافى فى طرابلس.. وخطابه يفشل فى حشد المؤيدين

كتب: وكالات الأربعاء 23-02-2011 20:08


فشلت دعوة الزعيم الليبى معمر القذافى فى حشد مؤيديه وأنصاره الذين طالبهم بالخروج من منازلهم، الأربعاء، لدحر الثوار الذين وصفهم بـ«الفئران ومدمنى المخدرات»، فيما تخلى عنه مسؤولون كبار وبارزون فى النظام الليبى أبرزهم وزير الداخلية اللواء الركن عبدالفتاح يونس العبيدى، متهمين القذافى ببدء عمليات إبادة جماعية فى غرب البلاد، وبتدمير آبار النفط لمعاقبة القبائل التى تخلت عنه بتحويل ليبيا لصومال جديد. وفيما عمت الاحتفالات بالتخلص من القوات الموالية للقذافى فى المدن الشرقية لليبيا، ذكرت تقارير مؤكدة أن البحرية الليبية رفضت ضرب الثوار.


وفى معظم المدن الليبية، خاصة فى الشرق، رد المتظاهرون على خطاب القذافى، الذى توعد بتصفية المحتجين، برمى الأحذية على شاشة ضخمة ظهرت عليها صورته قرب محكمة شمال بنغازى حيث يعتصم المتظاهرون، فى حين اعتبر نشطاء فى مدن البيضاء ودرنة ومصراتة أن كلمة القذافى هى الأخيرة وتفصله ساعات عن نهاية نظامه.


وأكد الإعلامى الليبى محمود شمام أن القذافى فقد السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضى الليبية، ويتواصل إطلاق النار فى طرابلس، على النقيض من حديث رئيس مؤتمر الشعب العام الليبى (البرلمان) محمد بلقاسم الزوى الذى قال فيه إن «الهدوء عاد إلى معظم المدن الكبرى واستعادت قوات الأمن والجيش مواقعها».


وقال «بن عثمان» المسؤول الليبى، الذى انضم للمعارضة، إن القذافى لم يكن يناور عندما توعد الثلاثاء بالتصدى للاحتجاجات المتزايدة، مضيفا أنه سيفعل «كل ما يمكنه» للاحتفاظ بسيطرته على العاصمة.


جاء ذلك فيما أكد إبراهيم دوباشى نائب السفير فى البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة إن القذافى أرسل قوات من الجيش لمهاجمة المدنيين فى الجزء الغربى من البلاد. وأوضح دوباشى للصحفيين أنه تلقى معلومات عن «عملية إبادة» بدأت فى المنطقة الغربية.


وقال مسؤولون بالمحكمة الجنائية الدولية إن 10 آلاف قتيل سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات فى 17 فبراير الجارى.


ونقلت مجلة «تايم» الأمريكية عن مصدر وصفته بأنه مقرب من الحكومة الليبية قوله إن العقيد الليبى أمر عناصر تابعة له بالشروع فى تخريب منشآت النفط فى رسالة إلى القبائل بأن الفوضى ستعم ليبيا فى حال رحيل نظامه. وأضاف المصدر الليبى أن القذافى أبلغ مقربين منه بأنه يدرك أنه لم يعد فى وسعه استعادة السيطرة على ليبيا بعد تحرر أغلب المدن من نظامه، لكنه يريد أن يجعل القبائل والضباط الذين تمردوا عليه يندمون على تركه من خلال تحويل البلاد إلى صومال جديد. جاء ذلك فيما اتجهت سفينتان حربيتان ليبيتان إلى جزيرة مالطا بعد أن رفض جنود البحرية الانصياع لأوامر الزعيم الليبى معمر القذافى بقصف مدينة بنغازى. ويأتى ذلك بعد أن رفض طياران ليبيان أوامر القذافى بقصف المحتجين. وفى وقت لاحق تحطمت طائرة حربية ليبية غرب بنغازى بعد أن رفض قائدها قصف المدينة وذلك فى ثالث رفض من طيار ليبى بقصف المحتجين.


وفى السياق ذاته، أعلن وزير الداخلية الليبى اللواء الركن عبدالفتاح يونس العبيدى استقالته من جميع المناصب التى يتقلدها وتأييده لثورة الـ17 من فبراير. ودعا، فى تسجيل بثته جميع القنوات الفضائية، القوات المسلحة للانضمام للثورة والاستجابة لمطالب الشعب. وأعرب «يونس» عن شعوره بالصدمة من خطاب القذافى الذى هدد فيه باستخدام القوة والقتال لآخر طلقة، لافتا إلى أن القذافى لن يستسلم وأنه «إما ينتحر أو يتم اغتياله».


وأكد «يونس» أنه لم يأمر قوات الأمن بفتح النار على المحتجين، وقدم تعازيه للمئات الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الأسبوع الماضى. وكشف أنه توسل للقذافى ألا يرسل طائرات لضرب المحتجين، مشيرا إلى أنه يخطط الآن «لمساعدة الشباب فى السيطرة على العاصمة طرابلس حتى يتمكن من تحريرها مثل بنغازى». وكان القذافى قد ذكر يونس العبيدى عدة مرات فى خطابه الثلاثاء باعتباره قائدا إلى جانبه لمسيرة ليبيا على مدى سنين طويلة، وأنه قاتل معه الأمريكيين.


وفى وقت لاحق ذكرت وسائل إعلام ليبية أن «العبيدى» تعرض للاختطاف فى «بنغازى».


فى المقابل، عمت الاحتفالات المنطقة الشرقية لليبيا ابتهاجا بتغلبهم على قوات القذافى، ويقوم أنصار المعارضة بالتلويح بعلم جديد. وقال شهود عيان: المواطنون هنا يرتدون ما يشبه الزى الموحد وهناك بعض ضباط الشرطة والجيش الذين انضموا إلى المعارضة إضافة إلى سكان المنطقة الذين يقومون بمهام شرطة المرور.