«العوا»: رضينا بفترة انتقالية حتى فبراير 2012 هبةً منا وإن زادت سنعود للثورة

كتب: محمود مسلم, محمد غريب الإثنين 03-10-2011 18:09

أكد الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، على موقفه المطالب بتسليم المجلس العسكرى الحكم لسلطة مدنية فى موعد أقصاه فبراير 2012.

وقال، فى حواره مع «المصرى اليوم» إن تعليقه لحملته الانتخابية جاء ردا على عدم وضوح نهاية مدة الفترة الانتقالية، وحتى لا يرهق المواطنين معه فى حملة لا طائل منها.

وأوضح أن الدكتور محمد البرادعى فقط هو من انسحب من اجتماعات مرشحى الرئاسة، مشيرا إلى أن حازم أبوإسماعيل لم ينسحب. وأضاف: «المجلس العسكرى يدير البلاد بشكل جيد، ولكن قراراته تفتقر إلى الخبرة السياسية، وإلى نص الحوار:

لماذا قررت تعليق حملتك الانتخابية؟

- قررت ذلك بعد إعلان البرنامج الزمنى للانتخابات، ووجدت أنها ستمتد لـ6 أشهر، حيث يتم انتخاب البرلمان دون انعقاد لمدة 9 أسابيع، ومعنى ذلك أن تشكيل الجمعية التأسيسية لن يبدأ إلا بعد انعقاد المجلسين فى 24 مارس، وكأننا فى طريق مفتوح البداية وغير معلومة نهايته.

لذلك وجدت نفسى لا أستطيع شغل الناس بأفكارى وجولاتى وهم ليسوا على يقين متى تكون الانتخابات وكيف يستعدون لها، وهذا يشغل الناس ويصرفهم عن العمل المنتج وعن قضية مصر الأساسية، وهى ضرورة إنهاء حالة السيولة والفوضى والبلطجة، فوجدت أن التوقف هو الأمر الذى أستطيع تقديمه للشعب فى هذه المرحلة، وعند إعلان جدول زمنى له نهاية معلومة، سنعود لخوض انتخابات الرئاسة لأنها الآن أمر بلا طائل.

هل اجتماعاتكم كمرشحين للرئاسة مازالت مستمرة بعد تعليق الحملة؟

- نعم، فقد أرسلنا خطابا للمجلس العسكرى، ثم أصدرنا بيانا الخميس الماضى، ولنا لقاء الاثنين المقبل وسأشارك فيه لأننا اتفقنا منذ اليوم الأول أن هذه الاجتماعات ليست بين متنافسين على منصب، وإنما متنافسين فى خدمة الوطن.

لكن من الواضح أن هناك خلافات بينكم، لأن حازم أبوإسماعيل انسحب فى آخر جلسة؟

- من انسحب هو الدكتور البرادعى، لكن أبوإسماعيل مازال معنا، ووافق على ما فعلناه.

لماذا انسحب البرادعى؟

- لأن رؤيته مختلفة تماما عن رؤيتنا، فهو يريد أن نبدأ بالدستور قبل انتخابات الرئاسة ومصمم على هذا الأمر، ويعتبره مسألة جوهرية، ونحن نرى غير ذلك.. فانسحب.

ولكن هذا هو طريق الانتقال للسلطة كما جاء فى الإعلان الدستورى أن يكون الدستور قبل الانتخابات؟

- جاء فى الإعلان الدستورى أن تشكيل لجنة الـ100 يتم بمجرد انتخاب البرلمان، ولكنها ستعمل خلال 6 شهور كأقصى مدى زمنى، وما تداولناه أن تتم انتخابات الرئاسة بالتزامن مع أعمال لجنة الـ100 لأن أعمالها ستشهد مناقشات وخلافات اقتصادية وسياسية وآراء مختلفة ولكن فى وجود رئيس للجمهورية حتى لا تظل مصر رهن المرحلة الانتقالية إلى مالا نهاية، وسننتخب الرئيس أثناء عمل اللجنة ويدير البلاد وفقا للإعلان الدستورى، وبعد وضع الدستور الجديد تتغير السلطات والاختصاصات وفقا له وهذا إجراء طبيعى، لكن أن تظل البلد تحت حكم انتقالى 3 سنوات فهذا أمر محال.

هل ذكرت هذا الكلام للقائمين على إدارة البلاد؟

- نعم أبلغتهم، وكتبته فى مقالات نشرت وتناقشت فيه معهم، وكان ردهم أنه لا توجد مدة سنتين أو ثلاث، وأن الأمور ستسير بسرعة وما يتداول عن طول المدة غير صحيح، لكن بعد ظهور الإعلان الدستورى الأخير وبيان طول مدة الانتخابات البرلمانية، وجدت أن هذه المدة أطول بكثير مما يحتمله الوطن، وبناء عليه قررت تعليق حملتى.

هل هذا الموقف هو الذى جعلك تنتقل من الإشادة بالمجلس العسكرى إلى الهجوم عليه، حتى إنك ذكرت فى إحدى المرات أنهم «نوارة البلد»؟

- لم أقل كلمة «نوارة» من قبل، لأننى لا أستخدم هذه الألفاظ.

ولكنك كنت تؤيده فى كثير من المواقف، أما الآن فالأمر اختلف؟

- ما زلت أرى أن المجلس العسكرى يؤدى واجبه على خير وجه ممكن، وما يؤخذ عليه هو أن خبرته السياسية لم تؤد به إلى أن تكون قراراته ملبية لحاجة الشعب، والأمر سببه نقص الخبرة وليس تباطؤاً أو تواطؤاً أو طمعاً فى سلطة، وهو ما أنفيه عن المجلس من أول المشير طنطاوى إلى آخر عضو بالمجلس العسكرى.

عدم خبرتهم السياسية تؤدى مثلا إلى أن يجتمع الفريق سامى عنان مع رؤساء الأحزاب ثم لا يخرجون بشىء، ولا يصدر قرار، وبالتالى لا تلبى أى طلبات للشعب، ولذلك أطالبهم بالاستعانة بخبراء سياسيين أو الاستجابة للطلبات الشعبية بصورة مباشرة.

كيف رأيت زيارة المشير طنطاوى للشارع؟

- اعتبرتها زيارة عادية، الرجل «وحشته التمشية فى الشارع» وهو قادم من عزاء هو وزوجته، فهو واحد من الناس، وأعتقد أنه لم يتمش فى الشارع منذ 20 سنة عندما تولى وزارة الدفاع، فتم إعطاء الحدث أكبر من حجمه، وأكثر ما أساء للزيارة هو التليفزيون الرسمى المصرى الذى تعامل مع الموقف بقلة حصافة، بل بسوء تقدير هائل، وأدخل المشير فى دائرة إساءة الظن به لدى الجمهور، وعرضه للهتافات المعادية.

لكن من صور الزيارة بالفيديو صحفى فى جريدة الكرامة وليس التليفزيون؟

- لكن التليفزيون هو من أذاع التقرير، وهو من أجرى حوارا مع صحفى فى الأهرام قال «إن هذا أفخم وأفضل رئيس لمصر، وهو الرئيس القادم»، مما أصاب الشارع والقوى السياسية بالقلق وأثار آلاف التكهنات.

هل أنت مع أن يكون هناك مجلس رئاسى مدنى؟

- أنا ضد أن يكون هناك مجلس رئاسى، وقلت من قبل إن المجلس العسكرى يدير البلاد وفقا لتكليف من «مبارك»، وبعدها أعلنوا أنهم سيديرون البلاد لمدة 6 أشهر، وأنهم يديرون فقط ولا يحكمون، وقتها اعتبرت ذلك انتصارا للأفكار الديمقراطية.

وسارت المسألة وبدأوا يبررون بقاءهم بضغط السياسيين عليهم، وأن الأحزاب تؤكد لهم أنها غير مستعدة، وأن القوى الشبابية تقول إنها لن تأخذ شيئا من الحياة السياسية إذا أجريت الانتخابات الآن. وأيا ما كان الأمر من الجميع فأنا لن أقبل أن تزيد الفترة الانتقالية عن سنة يوما واحداً.

لكن الدكتور أسامة الغزالى حرب دعا المجلس للبقاء 3 سنوات؟

- «غلطان»، وأنا لا أوافقه على ذلك.

لكنه يقول إن الرافضين لذلك يريدون القفز على السلطة؟

- له أن يصف الناس بما يشاء، ومن حقنا أن نقول لا لبقاء أى شخص مؤقت بعد فبراير 2012. نحن رضينا بأن تمتد الفترة الانتقالية إلى فبراير، وهذه هبة وهدية منا، وإذا زادت المدة على هذا التاريخ سيعود الشعب لثورته وميادينه ويقول «عايز حقى» لأنه لم يأخذه.

هل أنت مقتنع بأن الجيش ممكن أن يقبل برئيس مدنى؟

- لازم يقبل، لأن الجيش لم يملك البلد و«ربنا لم يورثها لهم»، فالجيش تولى أمر البلد بقرار من مبارك الذى لم يكن يريد أن يتولى فتحى سرور الحكم، ونحن وافقنا على التعديلات الدستورية حتى نأتى برئيس مدنى، ولو لم يقبل الجيش برئيس مدنى والشعب يريد ذلك فسيكون هناك صراع، والمجلس العسكرى لن يقبل بصراع لأنهم شديدو الوطنية، وحريصون على حياة الشعب، وحتى هذه اللحظة لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد أى مواطن، وحادثة التعذيب الأخيرة أحالها المشير إلى القضاء العسكرى، وطلب التحقيق فيها، وهذا دليل على أنهم أناس يتعاملون بقدر كبير من الشرف العسكرى، لكن بقاءهم بعد انتهاء السنة مرفوض.

ما رأيك فى المظاهرات التى تخرج إلى وزارة الدفاع؟

- رأيى أن يتظاهر الناس فى التحرير والميادين الكبرى، ولا يعطلوا حركة المرور أو يعتصموا أمام الوزارات، لأن هذا لا معنى له، فقيمة المظاهرات السياسية أن تسمع صوتك للعالم، وهذا يتم من خلال ميدان التحرير والميادين الكبرى، ولا يتم بالاعتصام أمام وزارة الدفاع أو الداخلية أو المجلس العسكرى. هذا التوجه به زعم غير صحيح أن الذهاب إلى المجلس العسكرى أو هذه الأماكن سيخيفهم، بالعكس من يذهب إلى هناك سيمشى بالقوة أو التفاهم الودى، ووقتها سيكون مهزوما، لأنه اعتداء على الممتلكات العامة، لكنه إذا ذهب للمكان العام سيكون منتصراً، فلو كنا قد استمعنا إلى الآراء التى طالبت بالذهاب إلى منزل الرئيس السابق مبارك فى أول أيام الثورة لكانت ماتت فى بدايتها، ولكن ما جعلنا ننتصر هو بقاؤنا فى الميدان 18 يوما.

لكن البعض يعتقد أن الذهاب إلى منزل مبارك يوم التنحى هو السبب فى سقوطه؟

- لكل شخص أن يعتقد ما يشاء، ولكن الذى أعرفه وأراه أن سقوط مبارك تم بفضل ميدان التحرير وباقى ميادين الجمهورية بعد فضل الله، وليس بالمجموعة الطيبة التى ذهبت إلى القصر الجمهورى، فعندما ذهبوا إلى هناك كان الأمر قضى بليل.

ماذا سيكون دورك فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- سأؤيد المرشحين الذى يعلنون برامج تحقق الديمقراطية فى البلاد ويهتمون بالأنشطة الاقتصادية والإنسان المصرى، وسأؤيد أى مرشح، بعيدا عن اتجاهه السياسى سواء «إخوانياً» أو «وسطياً» أو «وفدياً» أو «شيوعياً».

هل علاقتك انقطعت بالإخوان المسلمين بعد إعلانك الترشح لانتخابات الرئاسة؟

- إطلاقا، فعلاقتى بالإخوان منذ 50 سنة على الأقل، ومستمرة كما هى أخوية وودية.

هل طلبت منهم تأييدك فى الانتخابات؟

- لا، ولم أطلب من أى طرف آخر تأييدى فى الانتخابات، وتأييدى سيكون من خلال الناخبين العاديين.

هل ستكون مرشحا لحزب الوسط؟

- لا، أنا أعلنت أننى لست مرشحا لأى حزب أو جماعة، فأنا مرشح الشعب المصرى.

هل ستخوض الانتخابات مستقلا؟

- طبعا.

حتى لو عرض عليك أى حزب الانضمام إليه؟

- حتى لو عرض على أحد ذلك.

حتى لو كان هذا الحزب يتمتع بأغلبية برلمانية؟

- الانتخابات البرلمانية لا تعنى أغلبية أصوات الشارع، فالأمران مختلفان.. فى الانتخابات البرلمانية تكون مجموعة قوية تؤسس كتلتها ومجموعتها لتصدر القوانين التى تراها مناسبة لتوجهاتها، أما الانتخابات الرئاسية، فالناس تريد شخصا مخلصاً لديه إدراك لقضايا الوطن، وشخصية يقبلها الناس كرئيس للبلاد.

لكن القوة ذات الأغلبية لديها قدرة على حشد المؤيدين؟

- هذا جيد، فالقوى ذات الأغلبية إذا وجدت من يناسبها ستؤيده، لكننى ضد ما يسمى فى الانتخابات«التربيط»، فأنا أخوض الانتخابات ببرنامج معلن، وألتقى الناس فى قراهم ومدنهم، ولم أنتظر أن يأتينى الناس إلى مكانى.

ماذا اكتشفت بعد هذه الزيارات المكثفة؟

- اكتشفت أن هذا الشعب أعظم بكثير مما كنا نقدره. رأيت فلاحين يعملون فى الحقول يناقشون القضايا السياسية بأعمق ألف مرة مما يناقشها المثقفون، الذين يظهرون فى وسائل الإعلام. شىء يشرف أن تكون منتسباً لهذا الشعب الكادح، فرجالهم كنسائهم سواء فى الإدراك أو الوعى بتعبير صريح لا يوجد فيه امتهان لأحد.

هل تعتقد أن يكون هؤلاء رقماً حاسماً فى المعركة الانتخابية؟

- أعتقد أنهم سيكونون رقماً حاسماً فى الانتخابات، خاصة أغلبيات الصعيد والريف، التى لم تكن تصوت من قبل.

رغم نقص الوعى لدى بعضهم؟

- على العكس أنا أتكلم عن وعى شديد لديهم وليس ضعيفا، فمثلا عندما كنت فى المنوفية قال لى رجل فلاح «إيه موقفك من الحزب الوطنى؟»، فسألته «إيه موقفك أنت»، فقال لى «يعنى كل واحد عملّه يافطة هنروح نقتله»، فقلت له «هما بيعملوا كده أمام محلاتهم حتى لا يتعرضوا للأذى»، فقال لى «الله ينور عليك يا أستاذ»، ثم سألنى عن الانتخابات «بدرى ولا متأخر؟»، فقلت له «بدرى»، فقا لى «طبعا واللى يلد علينا نجيبه، واللى ميلدش منجيبوش». هذا الشعب لديه وعى شديد، لكن هناك مسألة الأمية ولا رابط بينها وبين الوعى.

فى رأيك ما أخطر شىء يواجه الثورة، وهل تعتقد أنها سرقت أو ضاعت؟

- الثورة لم تسرق أو تضع.

إذن، لماذا شاركت فى مظاهرة الجمعة لاسترداد الثورة؟

- لم أعتبرها استردادا للثورة، بل أطلقت عليها «استمرار الثورة وإبلاغ المطالب التى لم تتحقق». الثورة لم تسرق، والمجلس العسكرى لن يحافظ لنا على الثورة.. هو أيدها وهذه فضيلة تحمد له وموقف لا ينكر، لكن الثورة ليست ملكا له، بل ملكنا نحن.

ما أخطر ما يواجه الثورة؟

- حوادث البلطجة والفوضى فى الشارع والسرقة بالإكراه.

هل هذه الفوضى مقصودة؟

- المقصود عدم وجود الأمن الكافى فى الشارع، وهذه مسؤولية وزارة الداخلية.

هل هذا قصد أم تراخى؟

- التراخى مقصود.

لماذا مقصود؟

- لأن الداخلية لا تريد للأمور أن تعود كما كانت، وتريد تحقيق مقولة مبارك «أنا أو الفوضى».

ماذا سيستفيدون من ذلك؟

- ليسترد ويصادر كاميرتك الصحفية، ويصنع لك مشاكل وأنت فى الشارع. مثلا كنا فى اجتماع بأحد الفنادق منذ أيام مع ضيوف من كندا والولايات المتحدة، رؤساء اتحادات جمعيات أهلية، وقمنا بتأجير حجرة ودفعنا ثمنها، فمن حقنا أن نفعل ما نريد، وفجأة تم اقتحام الحجرة بشدة ووجدنا شخصاً وصف نفسه بأنه مدير أمن الفندق ومعه 8 أشخاص يرتدون بدلاً أنيقة، طلب إغلاق الكاميرا وأبلغنا أنه يجب الحصول على تصديق، فعرفت من هذه الكلمة أنه رجل عسكرى، وقال لى إنه لواء سابق بالأمن القومى، وأن هناك تعليمات من الأمن القومى والداخلية والأمن الوطنى بمنع الاجتماعات «دون إذن»، فاتصلت بأحد أصدقائى فى الأمن الوطنى، وأبلغنى أن هذا الأمر غير صحيح، واعتذر لى وقال إن هذا الرجل يعمل بالطريقة القديمة و«مغيرش الشريحة بتاعته»، ولكن الأمر الأخطر لأن هذا التصرف أساء لصورة البلد أمام الأمريكان والكنديين، خاصة أن رئيس المجموعة كان مسؤولاً عن حملة الرئاسة لـ«أوباما»، ويستطيع نقل هذه الصورة فى لقاءاته المتعددة، ووعد بذلك دفاعاً عن حرية مصر وحرية شعبها.

وبعد انتهاء الاجتماع اكتشفت أن الداخلية والأمن القومى ليس لهما شأن فيما حدث، حتى أن ضابط شرطة السياحة الموجود بالفندق قال لمدير الأمن «هذا كلام فارغ وأنت تتحمل مسؤوليته»، فرد عليه: «مش دى التعليمات القديمة»، فقال له الضابط: «تعليمات إيه يا سيادة اللواء إنت متعرفش إن فيه ثورة ولا إيه؟». لذلك هم يريدون أن يحكموا البلد مرة أخرى، والجميع يعلم أن أمن الدولة هو من كان يحكم كل شىء فى هذا البلد، حتى إن بعض رؤساء التحرير لا ينشرون كلمة قبل أن يتصلوا بضابط أمن الدولة ليسألوه «ننشر ولا لأ؟».

ما رأيك فى حكومة الدكتور عصام شرف؟

- حكومة ضعيفة الأداء جدا، ومنشغلة بما ليس لها أن تنشغل به مثل مشروع تطوير قناة السويس ومشروع الدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز، وهى مشروعات عظيمة تحتاج إلى 30 سنة لتتم، ولكن الحكومة المؤقتة يجب أن تعمل على 30 أو 60 يوماً مثل أمور الطعام والشراب والمشروعات الصغيرة والوظائف العاجلة.

إذا كان الجميع يرى أن حكومة شرف ضعيفة لماذا هى مستمرة؟

- إسألوه هو، كل السياسيين يقولون له «حكومتك ضعيفة أنتم قاعدين ليه؟».

البعض يقول إن شرف هو مرشح التحرير، وبالتالى من اختاروه يتحملون المسؤولية؟

- لا أعرف أن التحرير يرشح أحداً، وما أعرفه أن شرف جاء به المجلس العسكرى، وهو رجل فاضل وأخلاقه عالية وأحترم عائلته وبينى وبينه مودة قلبية، لكنها لا تمكنه من أن يدير البلاد، بل تمكنه من أن نحب بعضنا البعض، أما إدراة البلاد فهى شىء آخر.

كنت آخر من أعلن ترشيح نفسه للرئاسة.. هل فعلت ذلك لأنك رأيت أن بقية المرشحين لن يحققوا طموحات الشعب؟

- لم يكن فى بالى المرشحين الآخرين، بل فكرة هل الوطن محتاج إلى مشروعنا الذى نحمله أم لا؟ وبعد استشارة المقربين شعرت بأن الوطن مازال محتاجاً لهذا المشروع، وهو إعادة اكتشاف الإنسان المصرى، وتطوير التعليم ليخرج إنسانا صالحا للعمل، خاصة أن الجامعات لا تخرج إنسانا صالحا للعمل، ومشروع إعادة العلاقات العربية الإسلامية والعالمية على أساس من الندية. وقتها قررت الترشح معتقداً أن هذا يحتاج لأن يعرض على الناس.

لكن المرشح يتقدم للانتخابات ليقيس فرصه وسط المرشحين وليس لعرض موضوع؟

- قمت بقياس فرصى وسط المرشحين، وأجريت استطلاعا للرأى، واطمأننت لآراء المواطنين.

هل تعتقد أن وجود الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور حازم صلاح أبوإسماعيل كمرشحين إسلاميين يقلل من فرصك؟

- على العكس أطالب بأن يكون هناك 100 مرشح إسلامى، و100 ليبرالى، فلا يكفى إسلاميان وليبرالليان وواحد ناصرى، بل على العكس أنا أريد أن ننتهز فرص الدعاية للانتخابات لتوعية الشعب، وننتهز فرصة قد لا تتاح لنا، فنحن لا نعرف ما سيأتى به الدستور الجديد، وننشر جميعاً أفكارنا لأقصى مدى، الليبرالى والإسلامى واللادينى يفعلون ذلك، وعندما يأتى وقت التصويت كل المنتمين لتيار ما سيتفقون فيما بينهم على مرشح واحد.

هل ممكن أن يهدر هذا كفاءات متميزة، فأنت مثلا رفضت أن تكون نائباً لرئيس الجمهورية إذا لم تنجح فى الانتخابات؟

- لن أقبل لو عرض علىّ هذا المنصب، فلا يصح أن يأتى رئيس جمهورية بنائب له أسقطه الشعب فى انتخابات الرئاسة.

ما رأيك فى أن تكون رئيساً لمجلس الشعب المقبل كما يقول البعض؟

- لم أفكر فى الترشح لمجلس الشعب أبداً، ولا اقبل أن أعين فيه مثل فتحى سرور أو رفعت المحجوب.

هل ترى أن مرشح الرئاسة يجب ألا يترشح لمجلس الشعب؟

- «اللى عايز يترشح يتفضل»، فالقانون لا يمنع وهذه حرية شخصية. لكن أنا لن أشارك فيها.