بحث عقد قمة عربية بواشنطن لحل أزمة قطر

كتب: محمد البحيري السبت 24-06-2017 20:11

تبحث الولايات المتحدة إمكانية عقد قمة عربية فى واشنطن لبحث الأزمة القطرية، فيما أعلنت قطر عن تسلمها لقائمة تضم 13 طلبا، أرسلتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، لحل الأزمة القائمة على دعم الدوحة للإرهاب وجماعاته فى الشرق الأوسط.

وكشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن البيت الأبيض يدرس عدة خيارات لحل الأزمة القطرية، ومن بينها عقد قمة على غرار كامب ديفيد. ونقلت عن مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية قوله: «إنها لحظة كامب ديفيد.. لم نر شيئا كهذا منذ 40 عاما، والآن الرئيس يريد المضى قدما فى ذلك».

وأشار المسؤول إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مهتم بـ«تعديل السلوك، وليس لقطر فحسب»، وقال: «يريد الرئيس الآن جلب جميع اللاعبين الرئيسيين إلى واشنطن.. عليهم التنصل من جماعات مثل الإخوان لمصلحة الاستقرار فى الشرق الأوسط بأسره، والأمر لا يقتصر على تمويل الإخوان من قبل عناصر قطرية، بل المطلوب هو التخلى عن دعم التطرف بشكل عام».

ولم يتحدد حتى الآن موعدا أو صيغة للقاء المذكور، مع أن مصدر فوكس نيوز ذكر أن «الحديد لا يزال حاميا» بعد خطاب الرئيس ترامب فى الرياض الشهر الماضى، حيث دعا حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة إلى مواجهة ما سماه «أزمة التطرف الإسلامى».

وجاء ذلك مع إعلان قطر عن تسلمها لقائمة تضم 13 طلبا، أرسلتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية إن «قطر تعكف الآن على بحث هذه الورقة والطلبات الواردة فيها والأسس التى استندت إليها لغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه لدولة الكويت». وتوجهت قطر بالشكر للكويت، التى سلمتها قائمة المطالب فى إطار جهودها للوساطة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتى أنور قرقاش، السبت، إن قطر سربت المطالب التى عرضتها الدول العربية لتؤكد عدم احترامها لطريقة عمل الوسيط الكويتى.

وأضاف- خلال مؤتمر صحفى- أن ما كان مقبولا من قطر قبل سنوات لم يعد كذلك الآن، مشيرا إلى أن الدبلوماسية هى الطريق الوحيد لدفع قطر إلى تغيير سياستها تجاه الإرهاب.

وقال قرقاش إنه لا توجد دولة فى الخليج تقوض أمن دول الخليج سوى قطر، مشيرا إلى أنه «من الصعب أن نحافظ على علاقات طبيعية مع السياسية الخارجية المزدوجة للدوحة». وأوضح أنه «لا نية لأى نوع من التصعيد العسكرى، وما زلنا نحاول عبر الدبلوماسية لحل الأزمة مع قطر».

وأضاف أن قطر لديها جدول أعمال يقوض أمن منظومة دول الخليج، لافتا إلى أن قناة «الجزيرة» تروج للإرهابيين،

وكانت القناة المفضلة لابن لادن وأبومصعب الزرقاوى، كما تبث الكثير من الفتاوى التى تدعو الناس لقتل الآخرين، مشيرا إلى أن القناة تعد منصة استحدثتها قطر وتمولها من أجل تقويض استقرار المنطقة.

وأكد الوزير الإماراتى أن قطر تدعم جماعات تابعة للقاعدة فى ليبيا وتروج للأجندة الإيرانية فى المنطقة، متعهدا بمواصلة الضغط على الدوحة دبلوماسيا لإبعادها عن طريق دعم الإرهاب.

وقال قرقاش إن قطر تريد من ناحية أن تصبح جزءا من مجلس التعاون الخليجى، إلا أنها تعمل فى الوقت نفسه بأجندة تقوم بتقويض هذه السياسة من خلال دعم أطراف مختلفة كتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتطرفة، مضيفا أن الثقة فى قطر بعد تأكد دعمها للإرهاب وتسريب مطالب الدول الخليجية «أصبحت منعدمة».

وأوضح أن أولوية بلاده هى اللجوء إلى الدبلوماسية دون اللجوء إلى القوة، لأن المحاولة الحالية من قبل الدول العربية تم تقويضها من قبل ما وصفه بـ«التسريب الطفولى».

وأعرب عن أمله فى أن تكون طبيعة الإجراءات التى سيتم اتخاذها تسمح لبعض العقلاء فى الدوحة أن يفهموا العواقب، موضحا أن القضية ليست فى أن يكون القطريون منفصلين عن بيئتهم الطبيعية وهى مجلس التعاون الخليجى، «لكن القضية الرئيسية ضد قطر هى دعمها للإرهاب وكل شىء آخر هو عبارة عن توترات».

وقال قرقاش إنه حتى الآن لم يتم تحديد الطريقة التى سيتم التعامل بها مع القضية خارج مجلس التعاون الخليجى، لكن علاقات قطر مع جيرانها الثلاثة البحرين والإمارات والسعودية ستتحول بشكل سلبى.

وأعلن وزير النقل القطرى، جاسم سيف السليطى، الجمعة، أن المنظمة الدولية للطيران المدنى التابعة للأمم المتحدة ستعقد جلسة خاصة الجمعة المقبل بشأن طلب قطر إعادة فتح المجال الجوى الخليجى أمامها.

من جانبه، أكد عثمان غزالى، رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة، فى تصريحات صحفية، أن مقاطعة قطر كانت أمراً حتمياً لا بد منه، «لأننا نقف إلى جانب السعودية ونؤازرها؛ كونها بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وموحد الصفين العربى والخليجى، فضلاً عن دورها المحورى فى مكافحة الإرهاب.