مشوار الثعلب الصغير: حفاوة استقبال جماهير الزمالك عقب عودتى من الاحتراف دفعتنى للتلاعب بنجوم الأهلى والفوز بثلاثية

كتب: إسلام صادق الثلاثاء 20-06-2017 23:15

خلال مسيرتى الكروية لم يربطنى علاقة وطيدة بأى شىء سوى عشقى لكرة القدم وجماهير الزمالك.. فهم بالنسبة لى الدافع للتألق فى الملاعب وقت أن كنت لاعبا.. وقبول أى منصب بالنادى بعد أن اعتزلت الكرة.. لا يمكن التأخر عن تكليفهم لى فى أى مكان داخل القلعة البيضاء.. هذه الكلمات التى أؤكدها ليست لأننى أتحدث عن مسيرتى الكروية عبر صفحات «المصرى اليوم» لكنها حقيقة واقعة لأى شخص تربى داخل هذا النادى العريق، وكانت عائلته لها ارتباط وثيق مع الجماهير.. فقد ذكرت لكم فى حلقات سابقة عندما كنت طفلا لمست مدى العلاقة القوية بين والدى والجماهير.. وكان دائما ما يوصينى، بعد أن أصبحت لاعبا، بأمرين أولهما التركيز فى الملعب والحفاظ على الموهبة التى منحها المولى عز وجل لى واحترام الجماهير بمختلف انتماءاتها، لكن الأمر يختلف مع جماهير الزمالك التى سأظل أدين لها بالفضل على عائلة إمام.. ولا يعرف ما أقوله سوى من لعب ودافع عن اسم القلعة البيضاء.. ومن ثم فإن العلاقة مع هذه الجماهير الوفية أبدية ويكفى أنها تحملت وصبرت سنوات عجاف ابتعد فيها النادى عن حصد البطولات بسبب الصراعات الإدارية وحل مجالس الإدارات المختلفة، وهو ما أثر سلبا على أداء الفرق الرياضية المختلفة خلال الفترات الماضية وسنتناول هذه الأزمات خلال حلقات مقبلة حتى نصل معا إلى الحقيقة الكاملة وراء ما كان يعانيه النادى فى الفترات السابقة.

وكانت علاقتى بالجماهير أحد الأسباب الرئيسية التى دفعتنى للعودة إلى القلعة البيضاء فى عهد الدكتور كمال درويش، رئيس النادى الأسبق، عندما كنت محترفا بنادى أودينيزى الإيطالى.. فقد تلقيت اتصالا من ممدوح عباس، رئيس النادى السابق، طالبنى خلاله بالعودة إلى القلعة البيضاء.. وأبلغنى بأن مجلس الإدارة يقوم بتجهيز فريق من أجل استعادة البطولات مرة أخرى.. وكان وقتها قد تعاقد المجلس مع التوأم حسام وإبراهيم حسن فى صفقة مدوية.. فضلا عن التعاقد مع الألمانى أتوفيستر، المدير الفنى الأسبق، إلى جانب حلمى طولان، المدرب العام وقتها، والذى اتصل بى وطالبنى أيضا بالعودة.. وأبلغت ممدوح عباس، رئيس النادى، بأننى أتقاضى راتبا سنويا كبيرا فى إيطاليا لكنه أخطرنى بأن النادى سيلبى طلباتى المالية وتنازلت وقتها عن مبلغ مالى لإتمام الصفقة واتفقت على العودة لمدة 6 أشهر.. وكان والدى حمادة إمام قد ساعدنى على اتخاذ القرار، وأكد لى أن جماهير الزمالك فى حاجة إليك بعد أن اكتسبت الخبرة الكافية التى تمكنا من حصد البطولات وإعادة الريادة للقلعة البيضاء.. وفى نفس الوقت كنت لا أشارك بصفة أساسية فى مباريات الدورى الإيطالى مع أودينيزى بسبب المشاكل التى كنت قد دخلت فيها مع مسؤولى النادى الإيطالى كما ذكرت فى حلقات سابقة لرغبتى فى الانتقال إلى نادى أياكس الهولندى بعد أن كنت قد اتفقت معهم على كل شىء.. وبعد توقيع العقود قبل مواجهة الأهلى فى الدورى الممتاز واجهت مشكلة أخرى هى عدم وصول البطاقة الدولية من إيطاليا.. لكن أتوفيستر أصر على أن أدخل المعسكر وأتواجد مع اللاعبين، وتلقيت اتصالا من مدحت عبدالصبور قبل المباراة بساعات قليلة أكد لى خلالها أن البطاقة لن تصل وأننى لن أشارك فى القمة.. وقبل ساعة واحدة فقط وصلت البطاقة الدولية وتلقيت اتصالا آخر من هانى زادة، عضو مجلس الإدارة، ومدحت عبدالصبور، المدير الإدارى، بوصول البطاقة وإرسالها إلى اتحاد الكرة حتى أشارك فى المباراة.. ولم يعلم أحد أننى سأشارك فى اللقاء فلم يكن هناك مواقع إلكترونية تنقل الحدث لحظة بلحظة كما يحدث الآن، وكانت الصحف التى نشرت فى نفس يوم المباراة قد أشارت إلى صعوبة مشاركتى فى المباراة نظرا لعدم وصول البطاقة الدولية.. ففوجئت الجماهير ولاعبو الأهلى وجهازهم الفنى بنزولى أرض الملعب وسط استقبال أسطورى لم أتلقاه من قبل.. ولعبت المباراة التى فزنا فيها بنتيجة 3-1 سجل منها حسام حسن «هدفين» ومدحت عبدالهادى هدفا، وقدمنا خلالها مباراة رائعة أمتعت جماهير الزمالك، وكنت أراوغ لاعبى الأهلى بسهولة غير طبيعية وسط هتافات الجماهير البيضاء وتسببت هذه المباراة فى حصدنا لقب الدورى فى نفس الموسم وقتها.. وأصبحت الفتى المدلل لأتوفيستر بعد هذه المباراة وكان يتحدث معى كثيرا ويطلب منى أن أجلس إلى جواره أثناء المران وعندما كنت أقول له: «إن التمرين مهم» كان يرد على قائلا: «أنت مش محتاج تمرين»، وهذا بالطبع كان خطأ كبيرا لأنه لا يوجد لاعب فى العالم لا يحتاج إلى المران.. لكن أتوفيستر كان يحبنى كثيرا مثل ابنه وهو ما كان يثير استفزاز بعض زملائى بالفريق، خصوصا حسام حسن الذى كان يداعبنى قائلا: «إنت ابن المدير الفنى ومحدش يقدر يكلمك»، واستمر تألقنا فى الدورى ووافقت على العودة بصفة نهائية، وقعت على عقد لمدة 3 مواسم بعد أن حصدنا الدورى وأعجبت بالأجواء التى عشتها مع جماهير الزمالك.