«نازك الملائكة»شاعرة عراقية وواحدة من أبرز وجوه التجديد والمعاصرة في الشعر العربى، وهى مولودة في بغداد في ٢٣ أغسطس ١٩٢٣ لأسرة لها تاريخ مع الثقافة والأدب فكانت أمها تكتب الشعر أما والدها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة «دائرة معارف الناس».
أما سبب اقتران العائلة بلقب «الملائكة»، فلأن هذا اللقب أطلقه على العائلة بعض الجيران، بسبب ما كان يسود البيت من هدوء وسكينة ورغم أن مسألة الريادة في التحديث الشعرى تراوحت والتبست ما بين نازك وبدر شاكر السياب إلا أن أحداً لم ينكر عليها دورها الريادى لكن نازك نفسها قالت في كتابها «قضايا الشعر المعاصر» بأنها أول من كتب قصيدة الشعر الحر، وهى قصيدة «الكوليرا» عام ١٩٤٧ التي تضمّنها ديوانها الثانى «شظايا ورماد» ومن بغداد نفسها زحفت هذه الحركة وامتدت حتى انتشرت في الوطن العربى كله، ثم كتبت عام ١٩٦٢ في مقدمة الطبعة الخامسة من الكتاب ذاته لتؤكد المعنى ذاته.
وجاءت الصدفة حيث إنه في هذا الوقت نفسه كتب الشاعر بدر شاكر السياب قصيدته «هل كان حباً» التي نشرت في ديوانه الأول «أزهار ذابلة».بدأت نازك الملائكة كتابة الشعر وهى في العاشرة من عمرها، وأتمت دراستها الثانوية والتحقت بدار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام ١٩٤٤.
والتحقت بعد ذلك بمعهد الفنون الجميلة وتخرجت في قسم الموسيقى تخصص «عود» عام ١٩٤٩، درست «الملائكة» اللغة العربية في كلية التربية جامعة بغداد، ولم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية عند هذا الحد، حيث درست اللغة اللاتينية في جامعة «برستن» بأمريكا، ثم حصلت على درجة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة «ويسكنسون» بأمريكا أيضًا، كما درست الفرنسية وأتقنت الإنجليزية، وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، عملت «نازك» مدرسة للأدب العربى في جامعتى البصرة وبغداد، غادرت العراق في الخمسينيات واتجهت إلى الكويت واستقرت هناك، حيث عملت مدرسة للأدب المقارن بجامعة «الكويت»، ثم غادرت العراق بعد الغزو الأمريكى، لتتوجه إلى القاهرة وتستقر بها عام ١٩٩١، حيث أقامت هناك في حى «سراى القبة» حتى وفاتها مُنحت جائزة البابطين للشعر عام ١٩٩٦ وذلك تقديرا لدورها في الشعر الحر، كما أقامت دار الأوبرا المصرية احتفالاً تكريما لها، لكنها لم تحضره لظروفها الصحية، إلى أن توفيت يوم الأربعاء «زي النهارده»فى ٢٠ يونيو ٢٠٠٧ في منزلها بالقاهرة.