أعلن كينت ووكر، نائب الرئيس والمستشار العام لجوجل، عن خطته لمحاربة الإرهاب باستخدام منصة «يوتيوب» المملوكة لـ«جوجل»، وذلك بالتعاون مع مختلف الحكومات والوكالات لمواجهة النشاط المتطرف على منصة فيديو الأشهر وإزالته، وجاءت خطة «ووكر»، حسبما ذكر في مدونة جوجل الرسمية في أربع خطوات، هي:
الأولى: العمل على زيادة استخدام التكنولوجيا للمساعدة في تحديد مقاطع الفيديو المتطرفة والإرهابية. وقد يكون ذلك أمراً صعباً لعدة أسباب، فقد يكون فيديو الهجوم الإرهابي تقريراً إخبارياً إذا بثته هيئة الإذاعة البريطانية -على سبيل المثال- أو تمجيد للعنف إذا تم تحميله في سياق مختلف من قبل مستخدم آخر. وقد استخدمنا نماذج تحليل الفيديو لإيجاد وتقييم أكثر من 50% من المحتوى المتعلق بالإرهاب الذي أزلناه خلال الأشهر الستة الماضية. سنكرس الآن المزيد من الموارد الهندسية لتطبيق أحدث أبحاث التعلم الآلي لتدريب «مصنفات محتوى» جديدة وذكية لمساعدتنا على تحديد المحتوى المتطرف بسرعة وإزالته.
الثانية: لأن التكنولوجيا وحدها ليست حلاً، فسوف تتم زيادة عدد الخبراء المستقلين في برنامج الخبير الموثوق به. ويمكن أن تساعد الآلات في تحديد مقاطع الفيديو التي تنطوي تحت بند المحتوى المتطرف، ويقوم الخبراء بدورهم في اتخاذ قرارات دقيقة حول الخط الفاصل بين الدعوة للعنف والكلام الديني أو الإعلامي.
في حين أن العديد من تقديرات المستخدم العادي يمكن أن تكون غير دقيقة، فتقارير الخبراء الموثوقين تكون دقيقة بنسبة أكثر من 90%، وسوف نوسع هذا البرنامج بإضافة 50 منظمة غير حكومية خبيرة إلى المنظمات الـ63 التي تعمل بالفعل كجزء من البرنامج، وسوف ندعمها بمنح ومساعدات. وهذا يتيح لنا الاستفادة من خبرات المنظمات المتخصصة العاملة في مسائل مثل خطاب الكراهية، وإيذاء النفس، والإرهاب، كما سنوسع عملنا مع الجماعات المناهضة للمتطرفين للمساعدة في تحديد المحتوى الذي يمكن استخدامه من المتطرفين وتجنيدهم.
الثالثة: اعتماد موقف أكثر صرامة على مقاطع الفيديو التي لا تنتهك سياساتنا بشكل واضح- على سبيل المثال، مقاطع الفيديو التي تحتوي على محتوى ديني متسلط.
وفي المستقبل، ستظهر هذه الفيديوهات خلف تحذير، ولن يُسمح بتحقيق الدخل منها عن طريق الإعلانات أو التوصية بها. وهذا يعني أن مقاطع الفيديو هذه ستكون أقل ارتباطا وسيكون من الصعب العثور عليها.
الرابعة: توسيع «يوتيوب» دوره في جهود مكافحة التطرف، وذلك بالعمل على تنفيذ «أسلوب إعادة التوجيه» بشكل أوسع في جميع أنحاء أوروبا. هذا الأسلوب يسخر قوة الإعلان عبر الإنترنت المستهدف للوصول إلى المجندين المحتملين للمجموعات الإرهابية، ويعيد توجيهها نحو مقاطع فيديو مكافحة الإرهاب التي يمكن أن تغير عقولهم حول الانضمام للمجموعات الإرهابية.
وأثبتت هذه الطريقة نجاحها في تجاربنا السابقة، حيث قام المجندون المحتملون بالنقر على الإعلانات بمعدل مرتفع بشكل غير عادي، وشاهدوا أكثر من نصف مليون دقيقة من محتوى الفيديو الذي يكافح الإرهاب.
وواصل «ووكر» التوضيح بأن «يوتيوب» تعمل جنباً إلى جنب مع شركات تكنولوجية أخرى، مثل فيسبوك وتويتر، لتطوير أدوات وتقنيات لدعم جهود مكافحة الإرهاب عبر الإنترنت.
وتأتي هذه الخطوات الجديدة بعد دعوة رئيسة الوزراء البريطانية إلى وضع لوائح جديدة لشركات الإنترنت، في حين تدرس ألمانيا قانوناً يفرض غرامات ضخمة على شركات التواصل الاجتماعي التي لا تزيل المحتوى المتطرف بسرعة، بالإضافة إلى موافقة الاتحاد الأوروبي مؤخراً على مجموعة جديدة من المقترحات التي تطالب الشركات بحظر المحتوى المتطرف.