شن عدد من ممثلى القوى السياسية والحركات الشبابية والأحزاب المستبعدة من لقاءات المجلس العسكرى مع قيادات الأحزاب هجوماً حاداً على حصر هذه اللقاءات مع الأحزاب المرخصة فقط، واعتبروا أغلب هذه الأحزاب «كرتونية» ولم تشارك فى الثورة، ولا يمكن التفاوض معها على مطالب الشعب. قال الدكتور أحمد دراج، المنسق العام المساعد بالجمعية الوطنية للتغيير، إن هدف المجلس العسكرى من دعوة الأحزاب للقاء سحب شرعية مظاهرات الجمعة، الجمعه، لافتاً إلى أن مطالب الثورة معروفة وسبق للأحزاب تقديمها للمجلس العسكرى، ولا يحتاج «العسكرى» من يذكره بها. وأضاف «دراج» أن الأحزاب يجب أن تفهم أن مطالب الثورة هى مطالب الشعب وليس من حق أحد أن يتفاوض عليها، واصفاً اللقاء بأنه «حصة إملاء»، حيث سيستمع الجميع، ويتحدث البعض ولن ينفذ المجلس العسكرى شيئاً، لأنه يريد تفريغ المليونيات من مضمونها بالجلوس مع الأحزاب وكأنها تمثل الثورة بأكملها.
فيما شن أحمد ماهر، المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل، هجوماً على الأحزاب السياسية التى قبلت اللقاء، وقال إن نفس الأحزاب «الكرتونية» هى التى كانت تجلس مع صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطنى السابق، وهى نفسها التى تجلس الآن مع المجلس العسكرى، لافتاً إلى أن أغلب هذه الأحزاب كان يهاجم شباب القوى السياسية والحركات الاحتجاجية قبل الثورة، والآن يذهبون ليتفاوضوا على الثورة «رغم أنهم ناس مالهاش علاقة بالثورة». وأضاف «ماهر» أن مطالب الثورة معروفة ومحددة بوضع جدول زمنى لتسليم السلطة وتعديل قانون الانتخابات وإلغاء قانون الطوارئ ومنع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى.
وقال صلاح عدلى، رئيس الحزب الشيوعى، إن حزبه لم يتلق أى دعوات للحضور، لأنها مخصصة للأحزاب «المرخصة»، وقال إن المجلس العسكرى دائماً ما يتراجع كلما تم الضغط عليه بالمظاهرات ومليونيات الجمعة، ويدعو الأحزاب للاجتماع، ثم يخرج ولا ينفذ شيئاً من مطالب الثورة، واعتبر اللقاء «بلا جدوى» سوى تشويه الثورة، مطالباً المجلس العسكرى بالاستجابة لمطالب الثورة، ليس باعتباره سلطة تتعامل بنفس أسلوب النظام السابق.
وكان عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، قد شن هجوماً على المجلس العسكرى أثناء مظاهرات الجمعة وقال إنهم لن يذهبوا فى أية لقاءات مع المجلس العسكرى وأضاف: لن نذهب إليهم فى أى اجتماعات بعد الآن فكلما ذهبنا وجدنا أن نصف الحضور من فلول الحزب الوطنى ولجنة سياساته. انتقد أحمد جبيلى، رئيس حزب الشعب، رئيس جبهة الإنقاذ، التى تضم 14 حزباً، ما سماه «الانتقائية» من حانب المجلس العسكرى للأحزاب التى يجتمع معها. وقال لـ«المصرى اليوم» إنهم وجهوا تحذيراً للمجلس العسكرى «وطالبناه بتحديد موعد ظهر الخميس المقبل للاجتماع معنا والاستماع لنا وحذرناه من الانتقائية، وطالبناه بوقف العمل بحالة الطوارئ ومحاكمة المدنيين أمام قاضيهم الطبيعى وتعديل قانون الانتخابات».
وأعلن ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، اعتراضه على الحضور، رغم توجيه دعوة إليه، وقال: «لا يوجد جديد فسيكون اجتماع مكلمة واستهلاك الوقت». وقال طارق الملط، المتحدث باسم حزب الوسط، إنهم اعتذروا عن عدم الحضور «لأننا حضرنا العديد من الاجتماعات، وسألنا عنان والمجلس العسكرى عن أمور تتعلق بالملفات السياسية المهمة وبعد انصرافنا من الاجتماع نفاجأ بعكس ما اتفقنا عليه مع عنان والمجلس».
وأضاف أن «اعتذارنا لا يقلل من تقديرنا واحترامنا للمجلس ونتمنى لهم التوفيق، ولكن ندعوهم لأن يستجيبوا لما سيتم الاتفاق عليه مع الأحزاب والقوى السياسية».
ووصف الدكتور صلاح حسب الله، وكيل مؤسسى حزب «المواطن المصرى»، امتناع المجلس العسكرى عن دعوة حزبه لحضور الاجتماع الذى عقده، صباح السيبت، بأنه تكرار لما كان يفعله النظام السابق من تقريب أحزاب وتجنب وإبعاد أحزاب أخرى، وأن المجلس يتبع سياسة فى اختياراته تتأسس على تقريب الصوت العالى فقط وتابع: «لن نسمح لبعض الأحزاب بأن تنفرد بالقرار مع المجلس العسكرى، الذى سيتحمل تبعية هذه القرارات المنفردة وما تنتج عنها من آثار سلبية فى المجتمع». وقال معتز محمد محمود، رئيس حزب الحرية، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرر الاجتماع بالأحزاب لخلق مرونة فى الحوارات والنقاشات والوصول إلى نتيجة من الاجتماعات المستمرة، محذراً المجلس العسكرى من الانفراد بالقرارات وقصر الاتفاقات مع أحزاب بعينها، وقال: «تجاهلنا يعنى أن المجلس العسكرى يلعب بالنار، حتى ولو كان الهدف حل القضايا السياسية ومنع التظاهر والاحتجاج».