بعد عام واحد من دفاعه عن لقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا» يستهل منتخب تشيلي مشاركته الأولى في بطولة كأس القارات بمواجهة مثيرة مع المنتخب الكاميروني غدًا الأحد في افتتاح فعاليات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة المقامة حاليا في روسيا.
ومع فوز منتخب تشيلي بلقب بطولتي كوبا أمريكا 2015 و2016، يخوض الفريق فعاليات كأس القارات كأحد المرشحين بقوة للفوز باللقب.
ولكن أداء الفريق فقط في البطولة هو ما سيؤكد مدى قدرته على تحقيق هذه التوقعات.
وقبل عامين فقط، كان الإنجاز الأكبر لمنتخب تشيلي لكرة القدم هو الفوز بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم 1962.
والآن، أصبح منتخب تشيلي بين صفوة المنتخبات في العالم تاركا خلفه الشعار الذي لازم الفريق وجماهيره لعقود وهو «لعبنا أفضل من أي وقت مضى، وخسرنا كالعادة» حيث كان واقع الفريق هو تقديم عروض قوية دون تحقيق ألقاب.
ومع ظهور «الجيل الذهبي» الحالي لمنتخب تشيلي، توارى هذا الشعار وظهرت الألقاب.
ونجح الفريق، الذي يضم عددا من النجوم مثل أرتورو فيدال وأليكسيس سانشيز وجاري ميديل وكلاوديو برافو وجونزالو خارا وتشارلز أرانجيز ومارسيلو دياز وإدواردو فارجاس، في حصد لقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2015 على أرضه ثم لقب النسخة المئوية للبطولة في العام التالي بالولايات المتحدة.
والآن، سيكون الفريق ضمن المرشحين بقوة للقب كأس القارات رغم وجود منتخبات أخرى كبيرة مثل المنتخبين الألماني بطل العالم والبرتغالي بطل أوروبا.
ولكن خارا نجم أونيفرسيداد دي تشيلي قلل من فرص فريقه في الفوز باللقب. وقال خارا، البالغ من العمر 32 عامًا، مدافع الفريق: «لا أعتقد أننا بين المرشحين للفوز باللقب نظرا لوجود ألمانيا والبرتغال».
ولكن وجهة نظر خارا لا تلقى تأييدًا كبيرًا.
وقال يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت): «منتخب تشيلي هو المرشح الأقوى من حيث تقييمي ووجهة نظري».
وأوضح: «من الناحية الخططية، يبدو منتخب تشيلي في أعلى المستويات. القليل من الفرق يمكنها تغيير اللعب بالشكل الذي يفعله. منتخب تشيلي من أفضل فريقين أو ثلاثة فرق في العالم».
وعلى عكس المانشافت، الذي يخوض البطولة بالعديد من العناصر الشابة والوجوه الجديدة في ظل الراحة التي منحها لوف للنجوم الأساسيين، يخوض منتخب تشيلي البطولة بصفوف مكتملة بما في هذا حارس المرمى كلاوديو برافو نجم مانشستر سيتي الإنجليزي الذي تعرض لإصابة في نهاية أبريل الماضي.
وينتظر أن يغيب برافو قائد منتخب تشيلي عن مباراة الفريق المقررة غدًا أمام الكاميرون، ولكن خارا أكد أن زميله المخضرم لم يفكر حتى في ترك الفريق والرحيل عن روسيا.
ويبدو هذا مؤشرا على أن أي لاعب بالفريق يرفض التفريط في فرصة الفوز بلقب بطولة جديدة.
وكان الفوز بلقب النسختين الماضيتين من كوبا أمريكا نتيجة للتحول والتطور الذي شهده منتخب تشيلي في السنوات القليلة الماضية والذي بدأ بتولي المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا مسؤولية الفريق حيث وضع بييلسا نموذجا لأداء الفريق سار على نهجه خلفاؤه في تدريب الفريق، خاصة خورخي سامباولي وخوان أنطونيو بيزي.
وقال خارا: «قدموا لنا طريقة أخرى لرؤية كرة القدم».
ويرى منتخب تشيلي في كأس القارات أفضل وسيلة استعداد لأكبر بطولة كروية وهي كأس العالم حيث يقترب الفريق من التأهل الرسمي لبطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
ويتسم المنتخب التشيلي بأنه فريق ناضج حيث اجتاز معظم لاعبيه حاجز الثلاثين عاما كما يتمتعون بفكرة ورؤية واضحة للطريقة التي يجب أن يلعبون بها.
ويستنكر خارا ما يتردد عن حالة الإنهاك التي يعانيها النجم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد بعد الموسم الشاق والطويل مع فريقه الإسباني.
وقال خارا: «الحديث عن إنهاك رونالدو أمر عديم الاحترام. لا أعتقد أنه سيخوض البطولة كنزهة. إنه أحد اللاعبين الذين يرغبون في الفوز بكل شيء. ولهذا، يتواجد هنا».
ويرى خارا أن المنتخب الألماني هو المرشح الأقوى للقب. وقال اللاعب: «لا نشعر بأننا أقل من أي فريق كما يضم فريقنا لاعبين يمكنهم صنع الفارق. ولكن من عدم الاحترام ألا نعتبر المنتخب الألماني المرشح الأقوى للقب».
ورغم تحذيراته، كان خارا واثقا تماما من فرص فريقه. وقال خارا: «نحن في غاية الوضوح بشأن سبب مجيئنا إلى هنا.. من الصعب للغاية أن نواصل الانتصارات. ولكن الحظ حالفنا لنفوز باللقب في بطولتين متتاليتين».