«المبالغة، وعدم المصارحة، وغياب تناول بعض المشكلات، والتعتيم فى بعض الأحيان، وعدم السعى للوصول إلى المزيد من القراء والاكتفاء بالتركيز على تناول القضايا السياسية دون غيرها»، هذه أبرز مشكلات الصحافة المصرية حسب مواطنين تحدثت إليهم «المصرى اليوم» فى الشارع.
فى القاهرة، قال سيد محمود (عامل) إنه لا يتابع الصحف الورقية بشكل يومى نظراً لارتفاع سعرها مقارنة بميزانيته، ولكنه يفضل متابعة الأخبار من خلال شبكات التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية، ويكتفى بموقع واحد أو اثنين فقط نظراً لانشغاله بعمله طوال اليوم، ويرى أن الصحافة حالياً تحتاج إلى المزيد من المصداقية والحديث عن مشكلات المواطن اليومية بشكل أكبر، دون التركيز على الجانب السياسى فقط.
ويرى «محمود» أن الصحف لا تتحدث عن مشاكل المواطن بشكل صريح «مفيش صراحة ومفيش جورنال بيتكلم عن حال البلد الواقف»، وبالنسبة لتناول جريدة «المصرى اليوم» للمشكلات اليومية والقضايا السياسية يرى سيد محمود «أنها أحيانا تتناول التغطية الإخبارية بحيادية وأحيانا تكون مبالغة فى تغطيتها» وطالب «محمود» الجريدة فى عيدها الثالث عشر بأن تتحرى المصداقية فى التغطية الإخبارية بشكل أكبر.
«الصحافة حاليا متخبطة والأخبار كل جورنال يقول الخبر وآخر يقول نقيضه»، هذا ما قاله سعيد الصغير، موظف بالقطاع الخاص، بشأن رأيه فى وضع الصحافة وذلك من خلال الصحف التى يحرص عليها يوميًا، حيث يتابع الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ويرى أن صياغة الأخبار أصبحت فى الكثير من الصحف مثل «مواضيع الإنشاء».
وعن رأيه فى جريدة «المصرى اليوم» قال إنها تحتاج إلى تسليط الضوء بشكل أكبر على القضايا المتعلقة بالمواطن، وتتضمن معلومات، وطالبها فى عيدها أن تحترم رأى المواطن واهتماماته.
السيد زكى، باحث اقتصادى، يهتم بقراءة الصحف بشكل يومى سواء الصحف الخاصة أو القومية، يشير إلى أن الصحف تتغاضى عن الحديث عن بعض الأوضاع التى يعيشها المواطن المصرى، «الجرائد بتتناول قضايا مختلفة، لكنها أحيانا تتعمد عدم النشر عن قضايا بعينها، وبالتالى الصحافة لا تنقل رأى الناس طول الوقت».
شاكر عماد، موظف على المعاش، يقرأ الصحف بشكل يومى، ويرى أن أغلب الصحف تتناول المشاكل اليومية بشكل مبالغ، ولا تتطرق إلى المشاكل اليومية التى يعيشها المجتمع، ويشير إلى أن جريدة «المصرى اليوم» تتناول المشاكل المجتمعية بشكل عميق وهو ما يميز أداءها، ويتمنى أن تستمر فى هذا الأداء، ويطالبها فى الفترة المقبلة بأن تخوض فى جميع المشاكل بجرأة وأن تصارح الشعب بالمشكلات بوضوح.
وفى الإسكندرية، جلس «عم مخلوف»، شيخ الباعة الجائلين، فى محطة الرمل أمام الغرفة التجارية، وبمجرد أن سألناه عن رأيه فى جريدة «المصرى اليوم» بادرنا بالرد: «أتابعها منذ سنين طويلة».
وأكد «مخلوف» الذى تجاوز الستين من عمره: «الجريدة تسعى للتركيز على هموم المواطنين ومشاكلهم وكل القضايا التى تخص الظروف المعيشية والحياتية لهم ودائما تأخذ جانب المواطن الغلبان محدود الدخل فى مواجهة السلطة والحكومة، ما جعلها على قائمة الصحف اليومية فى مصر بالنسبة للقارئ».
وناشد شيخ الباعة الجائلين القائمين على التحرير بالجريدة ضرورة التركيز على محاربة ارتفاع الأسعار والعمل على حث الحكومة على توفير السلع للمواطنين الغلابة، وأن تقف إلى جوار محدودى الدخل فى وجه السلطة، إضافة إلى الاستمرار فى صدارة الصحف المصرية اليومية.
وفى أسوان، قال نبيل كمال عبده، 54 سنة، يعمل فنى باتحاد الإذاعة والتليفزيون بالمحافظة (القناة الثامنة)، إنه متابع وقارئ لـ«المصرى اليوم» منذ نشأتها، لافتا إلى أن أهم ما يعجبه فى محتواها هو صفحات الرأى والأعمدة والكتاب البارزين الذين تستعين بهم الصحيفة.
ويشير إلى أن الجريدة بعيدة نوعا ما عن تناول أخبار الصعيد بعكس القاهرة ومحافظات الوجه البحرى التى يرى أنها تشغل المساحة الأكبر للجريدة، مقترحاً تخصيص ملحق أسبوعى لعمل تحقيقات وملفات وحوارات عن الصعيد تحت عنوان (أهل الصعيد) أو (أخبار الجنوب) يتناول السلبيات والإيجابيات على حد سواء ليكون إضافة قوية للجريدة.
وطالب «نبيل» بإعطاء مساحة أكبر للحوادث حيث انكمشت مؤخرا صفحة الحوادث واقتصرت على أحداث القاهرة، مع العلم أن القارئ يعشق صفحة الحوادث، مشيرا إلى مشكلة تأخر وصول الجريدة إلى أسوان، حيث تصل الصحيفة إلى أسوان صباحا وأحيانا مع الظهيرة.
وفى البحر الأحمر، طلب الشاذلى على حسن، صاحب إحدى الكافتيريات بالغردقة، من «المصرى اليوم» زيادة المساحة الخاصة بنشر مشاكل ومطالب القرى والنجوع الفقيرة فى مختلف المحافظات.
وفى مطروح، قال حسام البنا، مسؤول أغذية بمنطقة مطروح الأزهرية، إنه يقرأ «المصرى اليوم» من اليسار لليمين أى من الصفحة الأخيرة حتى الأولى، لافتاً إلى أن صفحات الرياضة بها مميزة. وأضاف: أحرص على متابعة عدد من كتاب المقال مثل «عزت القمحاوى، ومى عزام، ومصطفى الفقى، ويوسف زيدان، وغيرهم».
ويطالب «البنا» الجريدة بزيادة جرعة الملفات العربية والأفريقية بشكل أكبر تماشيا مع التغيرات السريعة فى العالم.
وفى الدقهلية، قال سمير الأمير إن «المصرى اليوم» فى الآونة الأخيرة استطاعت أن تستعيد جزءا كبيرا من تألقها، نظرا لأن مساحة التعبير والجرأة فى تناولها للقضايا الوطنية تتجاوز السقف العام للجرائد القومية والخاصة.
وأضاف أن مقالات الرأى بـ«المصرى اليوم» تحظى باحترام القراء من كل الأجيال، نظرا للتنوع الفكرى للكتاب مع الالتزام بأسماء جادة كالدكتورة درية شرف الدين والدكتور رضا البهات والدكتور محمد أبو الغار والفنان خالد يوسف وعباس الطرابيلى وفاطمة ناعوت وسليمان جودة وغيرهم ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة من متابعة «السوشيال ميديا» ورصد حركة المشاركات.
وتابع: «تعتبر (المصرى اليوم) من أنشط الجرائد فى متابعة المحافظات فضلا عن تميز «توضيبها الصحفى» فهو بشكل عام غير مستفز ومريح للعين، ولكن ربما يفوتها كغيرها أهمية أن تكون التحقيقات الصحفية متنوعة ومرتبطة بالأماكن التى تعانى من التهميش الإعلامى، فقضايا العمال والفلاحين والصيادين تظل بحاجة لمن يعبر عنها، وأعتقد أن ذلك لمصلحة أى جريدة طالما سيتم التعبير عن هذه القضايا فى إطار من الالتزام بالقانون وطرح مشاكل الناس بمنتهى الصراحة دون مجاملة لهم أو للحكومة. وأضاف: «أتمنى أن تتبنى (المصرى اليوم) صفحة أو صفحتين للأدب والثقافة تنشر فيها الأعمال المرتبطة بالقضايا العامة للكتاب والشعراء فى ربوع مصر المحروسة».
وفى سوهاج، قال محمد المعز إنه يحب جريدة «المصرى اليوم» وأنه قارئ جيد لها منذ صدور الأعداد الأولى من الجريدة عام 2004 حيث وجد فيها صحافة مختلفة فى ذلك الوقت عن باقى الصحف التى كانت متواجدة على الساحة.
وتابع: «أتمنى أن تكون المصرى اليوم «هايد بارك» الشباب للتعبير عن آرائهم لكن فى حدود معينة ولتكن نصف صفحة أسبوعية سواء فى الأدب أو الفكر أو الفن أو التعليق على أحداث جارية أو التعبير عن أى شىء فالمهم أن يشعر الشباب أن هناك نافذة مفتوحة من خلال المصرى اليوم للتعبير عن رأيه وفكره وإنتاجه وإبداعه أيا كان هذا التعبير».