نقلت وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية، عن ياسر عثمان، السفير المصرى لدى السلطة الفلسطينية قوله إن تصاعد النبرة الإسرائيلية المتمثلة فى تصريحات رئيس وزراء الحكومة بنيامين نتياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلى وغيرهما، تجاه الأوضاع فى سيناء يدل على وجود مخطط إسرائيلى لاستهدافها فى المرحلة المقبلة، وأنه يجب التنبؤ بهذا المخطط.
وأضاف «عثمان» فى تصريحاته للوكالة، أن وجود وضع أمنى معين فى سيناء لا يعنى أنها خارج سيطرة القوات المصرية، منوها بوجود حملات أمنية مكثفة لضبط الأوضاع، خاصة فى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وتحقيق الأجهزة الأمنية المصرية إنجازات كبيرة فى حفظ الأمن والسلام فى سيناء.
بينما نقلت «إذاعة الجيش الإسرائيلى» تصريحات منسوبة لمصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، أعربت فيها عن رفضها للاتهامات التى تضمنتها تصريحات عثمان، وأوضحت المصادر أن حكومة إسرائيل تتطلع إلى نجاح الحكومة المصرية فى فرض سيطرتها على الأوضاع فى سيناء، وقال مصدر مسؤول: «إسرائيل تحترم الحكومة والشعب المصرى وتعتبر اتفاقية السلام كنزا استراتيجيا للدولتين».
فيما أجمع خبراء سياسيون لـ«المصرى اليوم» أن إسرائيل فى الوقت الحالى لا يمكن أن تفكر فى تحقيق مخطط للاستيلاء على سيناء، وأكد اللواء محمود خلف، الخبير العسكرى، إن حديث السفير المصرى ليس له قيمة، مشككا فى مدى صحة ما تم نقله على لسانه، قائلاً إن سيناء تحميها أكبر قوة عسكرية فى المنطقة وليس من المنطقى أن تخطط إسرائيل للاستيلاء عليها فى الوقت الراهن.
وأضاف «خلف» أنه لا توجد أى مؤشرات استراتيجية أو عسكرية تدل على نوايا إسرائيلية للانقضاض على سيناء، مشيراً إلى أن التصريحات الإسرائيلية المتواترة عن الوضع فى سيناء لها أهداف أخرى.
وتابع: «ما ينشر فى الصحافة الإسرائيلية سواء تلك المعبرة عن اليمين المتطرف أو غيره من التيارات فى إسرائيل تعبر عن قلقهم هم من مصر وليس العكس، وإسرائيل تتمنى أن تستقر الأوضاع فى مصر لتعود سيطرتها على سيناء، وهى لا تريد أن تدخل فى مواجهات عسكرية».
وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى، إن التصريحات الإسرائيلية حول الأوضاع فى سيناء لا تعنى أن إسرائيل تخطط لاستهداف سيناء كما قال السفير المصرى لدى السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن هذه النية غير مطروحة فى إسرائيل فى الوقت الحالى.
وأضاف سيف اليزل، أن إسرائيل لديها عدد من الجبهات المفتوحة والمرتقبة بسبب توتر الأوضاع مع حماس فى غزة، ومع حزب الله فى لبنان، بالإضافة إلى أن الأوضاع غير المستقرة فى سوريا تدفعها لتوقع أى شىء، وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية ليست غبية لتفتح جبهة أخرى مع أكبر قوة عسكرية فى الشرق الأوسط فى سيناء.
من جانبه، قال الدكتور قدرى حفنى، الخبير فى الشؤون الإسرائيلية والتركيبة النفسية المجتمعية فى إسرائيل، إن «تصريحات المسؤولين الإسرائيليين يجب ألا تخيفنا إطلاقا»، مشيرا إلى أن الحكومة والرأى العام فى إسرائيل متخوف باستمرار من أى تغير قد يصيب دول الجوار وعلى رأسها مصر، وأكد أن الوقت غير ملائم لتطبيق مخطط إسرائيلى للاستيلاء عسكريا على سيناء.
وأضاف حفنى، أن «الوضع فى سيناء يجب أن يقلقنا نحن فى مصر وليس فى إسرائيل، ويجب أن نحسب حسابه ونأخذ تداعياته بعين الاعتبار، مؤكدا أن إسرائيل دائمة النظر إلى سيناء ومخططاتها للاستيلاء عليها لم تنته بنصر أكتوبر وهم يعتبرون (كيبور) الموافق السادس من أكتوبر يوم حزن سنوياً».
وأشار إلى أن سيناء مهمة جدا لدى إسرائيل والإسرائيليين، قائلا: «هناك عدد كبير من اليهود المقيمين فى إسرائيل يعتبرون سيناء أرضا يهودية لابد أن تعود لسيادتهم فى يوم ما، وأن اتفاقية السلام خديعة كبرى للمجتمع الإسرائيلى ويجب أن تنتهى، وأكبر المؤمنين بذلك هم اليمين المتطرف».
من جانبه، يرى الشيخ حسن خلف من قبيلة المنايعة ورئيس جمعية المجاهدين فى سيناء أن القيادة الإسرائيلية غير مهيئة لاقتحام سيناء فى الوقت الراهن وذلك لأسباب عدة، منها وجود حزب الله فى الشمال، وإصرار الولايات المتحدة على اتفاقية السلام، مؤكدا أن مطامع إسرائيل فى سيناء ليست وليدة اليوم، بل هو مطمع منذ 67 ولن تتخلى عن هذا الحلم، على حد قوله.
وأكد الشيخ عرفات خضر، من قبيلة السواركة، أن لديه معلومات تفيد بأن هناك قائداً فى الجيش الإسرائيلى موكل إليه مهام وضع سيناريوهات ومخطط لاستهداف سيناء.