على أرض الواقع تبدو الصورة مختلفة قليلا، هناك مشاهد تم حذفها عن عمد أو بغير عمد، ثورة الإزالات التى نفذتها الحكومة لإعادة أراضى الدولة المنهوبة ينقصها مزيد من المشاهد..
«المصرى اليوم» تعقبت قرارات التنفيذ على أرض الواقع فى عدد من المحافظات.. حكايات فساد وقصص إنسانية فى خلفية الصورة التى ظهرت على شاشات التليفزيون فى كل يوم تتم فيه الإزالة، استطاع المسؤولون فى المحافظات إعادة مئات الأفدنة وآلاف الأمتار المنهوبة، لكنهم- بعمد أو بغير عمد- تجاهلوا إزالة مئات المخالفات لأسباب بعضها يتعلق بالجانب الإنسانى لمالكيها والبعض الآخر لأسباب تحتاج إلى تحقيق جنائى.
ففى البحيرة رصدنا مناطق لم يعرف «اللودر» طريقا لها رغم أن المحافظ أعلن أنها من بين التى تمت إزالتها، وفى القليوبية فوجئنا بإزالة برج وسط عدد من الابراج بينما تركوا باقى الابراج رغم انها جميعها مخالفة، وفى الدقهلية اكتشفنا إزالة جزء من سور صغير فقط لمزرعة يستوجب هدمها واسترجاعها. واكتشفنا قرى باكملها قائمة منذ مئات السنوات على اراضى ملك الدولة، وعجزت المحافظة عن ازالتها لاسباب تتعلق بالحياة الانسانية لقاطنيها.
وفى بنى سويف كانت الصدمة لمئات الأهالى الذين اشتروا قطعا من الأراضى من رجال أعمال ونواب مجلس شعب ومن جمعيات وهمية استولت على الأرض، وأصبح صغار الملاك وجها لوجه مع الدولة مطالبين بتقنين أوضاعهم رغم أنهم دفعوا تحويشة عمرهم لمتهمين- بينهم مسؤولون- باعوا الأراضى وأخذوا الأموال ورحلوا دون مساءلة، لكن يبدو أن الرقابة الإدارية وصلتها معلومات وأوراق عن وقائع جنائية تستوجب المحاسبة وبدأت التحرى واستدعاء أطراف الواقعة لبدء التحقيق.
«كل محافظ ومدير أمن فى محافظته مسؤول عن سلامة الأراضى وعدم الاعتداء عليها»، بهذه التصريحات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى صافرة إنذار طارئة لانطلاق ماراثون إيقاف التعديات على أراضى الدولة على قدم وساق، بحد زمنيّ لايتجاوز الأسبوعين، فيما شرعت المُحافظات ومُديريات الأمن فى إتمام المهمة الشائكة، عن طريق رصد التعديات أولاً، واستصدار قرارات الإزالة والإحاطة بها، وصولاً لمرحلة إزالة التعدى بالفعل عن عشرات الأفدنة بعدد من المحافظات المصرية، من أبرزها البحيرة، فى دلتا مصر.المزيد
فى الرابع والعشرين من مايو الماضى استيقظ أهالى قرية بطا التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية على قوات من الشرطة والجيش وبصحبتها مسؤولو مجلس مدينة بنها ومعدات الهدم، وذلك تنفيذاً لقرار إزالة أحد الأبراج المطلة على النيل بالقرية، وطلبوا من السكان إخلاء البرج ونفذوا قرار الإزالة.المزيد
سيدة «تدعى» إلهامى، يرجع تاريخ أسرتها لعهد الباشوات، قررت قبل وفاتها وهب عشرات الأفدنة بمدينة نبروه للأوقاف، كى تقوم بتوزيعها على الأهالى من الفقراء، وتدوم الأرض صدقة جارية عن روحها.المزيد
«باعوا لنا أراضى الدولة وأخدوا شقا عمرنا تمنها وتركونا نواجه الدولة» بتلك الكلمات عبر عدد كبير من الأهالى فى «المنيا والفيوم وبنى سويف والبحيرة»، عن أزمتهم بعد نزع ملكية قطع أراض كانوا يمتلكونها لصالح الدولة.المزيد