مصطفى عبدالرازق.. حارب التشدد.. وأُبعد عن الأزهر بسبب موقفه من الإنجليز

كتب: رضا غُنيم السبت 10-06-2017 12:44

يعد مصطفى عبدالرازق، الشيخ الأزهري الأوحد الذي هاجم الوهابية علانية، رافضاً التشدد، خلال فترة الأربعينات. قال إن الدين الإسلامي بريء من دعاوى التكفير، والوهابيون يشوهون صورته.

«عبدالرازق»، الذي جلس على كرسي المشيخة عامين (1945- 1947)، قال إن أصحاب النزعة الوهابية المتشددة «لا يتبعون دين الإسلام، وإنما يتبعون دين أهل نجد»، محاولاً إظهار التسامح في الدين.

وقال عن الوهابيين: «لقد نبرأ بدين هيئة كبار العلماء الذي يدفع بالكفر كل نزوع إلى العلم والفهم والذوق، فلما جاءنا دين أهل نجد يهدم على من فيها قبابا قد تكون آثار فنية وتاريخية، يعرف خطرها أهل الفن والتاريخ. إن الدين بريء من مثل هذه الدعاوى، وإنما يشوه الدين أولئك الذين يريدون كيدا وتضليلا وقيدا للعقول والقلوب ثقيلا».

مثلما رفض الوهابية، أيّد «عبدالرازق»، المولود في محافظة المنيا عام 1985، الفن، ولم يسِر على خطى رجال الدين الذين يعتبرونه مفسداً للحياة والعادات والقيم الاجتماعية: «الفن يفيد الإنسان في البحث عن قيم الحياة، لأنه إحساس نابض في الوجود من قيم جمالية يعمل الفنان على إبرازها، وإن الذين يتوهمون أن الدين يعارض الفن يدلون على أنهم يسيئون فهم طبيعة الدين وطبيعة الفن، وإن المسلمين الأوائل أدركوا علة تحريم بعض الفنون، كالأمر مثلا بعد الرسم أو النحت خشية أن يرتد الناس إلى عبادة الأصنام، فلما زالت العلة وزال الخوف من عبادة الأصنام زال التحريم».

من ضمن مبادئه أيضاً، رفض العنصرية، وإذ استهجن الدعاوى الأوروبية التي تدّعي أن الجنس الأوروبى أرقى من بقية الأجناس، ورد على تلك الفكرة بالأبحاث العلمية الحديثة: «إن كانت الغلبة الآن للأوروبيين فقد كانت قديما للعرب ومن قبله للمصريين والعراقيين والفارسيين بما يعني أن التفوق أمر نسبي زمني لا علاقة له بالجنس وسموه».

حينما عمل سكرتيراً عاماً للمجلس الأعلى للأزهر، بدأ في طريق إصلاح الجامع الأزهر، وحاول توفير أدوات العلم الحديث، لكنه أُبعد عن الأزهر بسبب مواقفه السياسية التي ساند من خلالها الحركة الوطنية التي سعت لإخراج الإنجليز من مصر.