احتجاجات بالقاهرة و10 محافظات تطالب بتحسين الأجور و«التطهير»


اجتاحت القاهرة و10 محافظات، الخميس، مجموعة متنوعة من الاحتجاجات الاجتماعية التى تطالب بالتثبيت وتحسين الأجور، فيما تظاهر عمال إحدى الشركات التى تمت خصخصتها مطالبين بإعادة تشغيلها وتدوير عجلة الإنتاج مرة أخرى، وطالب عمال مصنع بصعيد مصر بحمايتهم وحماية إنتاجهم من هجمات البلطجية المنتشرين فى الجبل.


ونظم المئات من أئمة المساجد وقفة احتجاجية، الخميس، أمام وزارة الأوقاف للمطالبة بحافز «التحسين» بقيمة 350 جنيهاً، الذى أعلن عنه الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وصرف الراتب دفعة واحدة وعدم تجزئته، بالاضافة إلى قيمة درس الراحة كاملا، وتطهير الوزارة من الفساد، والموافقة على إنشاء النقابة المستقلة، وهتفوا: «حقنا فين يا وزير» و«الحوافز يا وزير»، قبل أن يتحركوا فى مسيرة إلى مجلس الوزراء.


فى المقابل، اعترف الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى، وزير الأوقاف بمشروعية المطالب، مضيفاً: «لا يختلف أحد على حقهم فى حياة كريمة تصون كرامتهم، وتحفظ هيبتهم وتليق بمكانتهم فى المجتمع».


ووعد «القوصى» فى تصريحات سابقة لـ«المصرى اليوم»، بانفراجة ملموسة فى دخل الدعاة خلال الفترة القادمة، معرباً عن أسفه لتصرفات بعض الدعاة الذين يتظاهرون أمام ديوان عام الوزارة بما لا يليق بحملة كلمة الله إلى الناس، مضيفاً: «ما كان لائقاً بهم أن يتركوا منابرهم ويتخلوا عن مسؤوليتهم فى توجيه الجماهير، والتفرغ للتظاهر والاحتجاجات التى تؤدى إلى تعطيل العمل».


وإلى جوار الدعاة على رصيف مجلس الوزراء، تظاهر أولياء أمور الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة من الدول العربية مع أبنائهم أمام مجلس الوزراء اعتراضاً على عدم توفير أماكن لهم بالجامعات الحكومية المصرية رغم حصول البعض منهم على ما يزيد على 90%.


وللمرة الثانية، نظم عشرات العمال من شركة المراجل البخارية وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء، لمطالبة الحكومة بسرعة استرداد الشركة بناءً على حكم القضاء الإدارى الصادر منذ عشرة أيام، وعودة 193 عاملاً الذين قامت الشركة بفصلهم بشكل تعسفى بعد صدور حكم القضاء الإدارى.


وعلى الرصيف نفسه، تظاهر العشرات من العاملين المؤقتين بمعامل وزارة الصحة للمطالبة بالتثبيت وصرف حافز الإثابة أسوة بباقى العاملين بالدولة، كما تظاهر العشرات من مصابى الثورة مطالبين بصرف تعويضات وعدت بها الحكومة، بالإضافة إلى مظاهرة أهالى السلام مطالبين بالحصول على شقق.


وفى السياق نفسه، تظاهر نحو 500 من العاملين بمركز الوراق بمحافظة الجيزة اعتراضاً على نقل رئيس المدينة إلى حى شمال الجيزة، مؤكدين أن صدور مثل هذا القرار سيؤثر سلباً على جميع الخدمات بمنطقة الوراق، خاصة أنه نجح فى إزالة العديد من المخالفات.


وفى المحافظات، تواصلت الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بتحسين مستوى المعيشة ورفع الأجور وتثبيت العمالة.


ففى أسوان، اعتصم العاملون بالشركة المصرية للسبائك الحديدية بإدفو، للمطالبة بزيادة الأجور ومنعوا دخول القيادات إلى المصنع.


وفى المنيا، تجمهر موظفو مديرية التضامن الاجتماعى أمام مقر المديرية احتجاجاً على قرار المحافظ نقلهم للعمل بمقر المديرية الجديد بمدينة المنيا الجديدة، كما استمر إضراب 20 سائقا بمحطة السكة الحديد بالمنيا عن الطعام لليوم الثانى على التوالى احتجاجاً على عدم صرف بدل استعداد أسوة بالسائقين، فيما دعا عمال محاجر الطوب الأبيض «بلوك» إلى إضراب مفتوح عن العمل، لحين عدول أصحاب المحاجر عن قرارهم زيادة ساعات العمل من 7 ساعات إلى 10 مع عدم زيادة الأجور.


وفى قنا، تواصل إضراب طالبات معهد قوص الإعدادى والثانوى الأزهرى لليوم الثانى، احتجاجاً على إقرار إجازة السبت، مما تسبب فى تأخرهن باقى الأسبوع، مما يعرضهن للتحرشات والمعاكسات.


وفى أسيوط، أضرب عمال مصنع أسمنت أسيوط الجديد عن العمل لليوم الثانى، واحتشدوا أمام البوابة الرئيسية لمطالبة الشرطة المدنية والعسكرية بتعيين حراسات لحمايتهم وحماية إنتاج المصنع من عربان مسلحين يسيطرون على المنطقة.


وفى البحيرة، استمر نحو 300 من عمال وموظفى صرف غرب الدلتا، فى الاعتصام لليوم الرابع على التوالى، بمقر الإدارة المركزية لإقليم صرف غرب الدلتا بدمنهور احتجاجاً على عدم تثبيت العمالة المؤقتة.


وفى الإسماعيلية، تظاهر العشرات من موظفى وعمال حى ثالث أمام مقر الحى بالشيخ زايد، احتجاجاً على نقل رئيس الحى محمد الصافى إلى رئاسة حى ثان بقرار من المحافظ اللواء جمال إمبابى، مطالبين المحافظ بالتراجع عن القرار وإعادة «الصافى».


وفى الدقهلية، حاصرت قوات الشرطة والجيش أبواب مستشفى المنصورة الدولى لوقف الاشتباكات المستمرة بين أسر المرضى والأطباء وأمن المستشفى بسبب إصرار الأطباء على الإضراب لليوم السادس على التوالى. وفى مستشفى الطوارئ تظاهر عدد من الموظفين وأفراد الأمن والإداريين للمطالبة بإقالة الدكتور مسعد الصايغ، أمين المستشفى، الذى اتهموه بإساءة معاملتهم وعدم تنفيذ مطالبهم بصرف حقوقهم المالية. وفى شمال سيناء، أغلق سائقو التاكسى الطريق الرئيسى بميدان العريش احتجاجاً على عدم توافر بنزين 80 بمحطات الوقود، مطالبين بتوفيره ليتمكنوا من ممارسة عملهم.


واتهمت نقابة المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، نقيب شرطة بكمين الكيلو 6 بطريق سفاجا - قنا، باحتجاز مرشد سياحى وفوج سياحى من 36 سائحاً روسياً لمدة 4 ساعات خلال توجههم إلى المناطق السياحية بالأقصر، فيما قررت الشركة المنظمة للرحلة إبلاغ وزيرى الداخلية والسياحة بالواقعة.


وفى الغربية، استقبل أطباء مستشفى كفر الزيات العام، الأربعاء، الدكتور عمرو حلمى، وزير الصحة، بالهتافات أثناء زيارته المستشفى، مرددين: «مش عايزينك.. مش عايزينك».


واتهم الأطباء وزير الصحة ومحافظ الغربية بعدم الاهتمام بمطالبهم المشروعة، مما اضطرهم إلى الإضراب عن العمل الأيام الماضية، وتدخل المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، لاحتواء الموقف، واجتمع وزير الصحة والمحافظ مع الأطباء لأكثر من ساعتين، هاجم خلالهما الأطباء سياسة الوزارة والمحافظة، وطرحوا مطالبهم، منها: رفع الأجور وتحسين أحوالهم المالية وتأمين المستشفيات من اعتداءات البلطجية، وإقالة القيادات الطبية «الفاسدة».


فى المقابل، أكد الدكتور عمرو حلمى، وزير الصحة، خلال الاجتماع، حرصه الشديد على مصلحة الأطباء، مؤكداً أن الحكومة تعانى أزمة مالية طاحنة، وأنها لو استطاعت تدبير موارد إضافية، ولو من القروض، سيتم رفع حافز الأطباء. وأعرب الوزير عن تفهمه لموقف الأطباء من الإضراب، إذ إنه شارك فى إضراب الأطباء السابق، وكان مرشحاً لخوض انتخابات نقابة الأطباء لتحقيق مطالبهم، وأنه بدأ بالفعل فى تحقيق هذه المطالب، ومن أهمها تطهير الوزارة من العناصر الفاسدة.


وأكد الوزير فى مؤتمر شعبى بقرية أكوا الحصة، التابعة لمركز كفر الزيات، نظمه العميد محمد بدر، نائب رئيس حزب العمل، أن حركة «كفاية» كان لها دور كبير فى إنجاح الثورة، وفى إجبار الرئيس المخلوع على تعديل الدستور وإجراء أول انتخابات رئاسية.


وطالب العميد محمد بدر، نائب رئيس حزب العمل، المحافظ، بسرعة الانتهاء من مشاريع الصرف الصحى والصرف المغطى فى قرية أكوا الحصة وزيادة حصتها من الدقيق المدعم والأسمدة الزراعية ورصف مداخلها. وأكد «بدر» أن ثورة 25 يناير لابد أن تمثل مرحلة تنموية جديدة لجميع قرى ومدن مصر، مطالباً بتوجيه مخصصات العلاج على نفقة الدولة للمستشفيات العامة حتى لا يحتاج المريض إلا لمجرد الذهاب لها لتلقى العلاج، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالفقراء، معتبراً أن عدم تحسن أوضاعهم المعيشية دليل على فشل الثورة.