مشوار الثعلب الصغير: غيّرت طريقة لعب حسام حسن في بوركينا فاسو فأصبح الهداف

كتب: إسلام صادق الجمعة 09-06-2017 20:04

عندما تصبح لاعباً مهماً فى كرة القدم، تبدأ علاقاتك بنجومها تتوطد بشكل كبير.. وهناك نوعان من العلاقة مع النجوم: الأول يقتصر على الملعب فقط، ويحاول أن تتعلم منه قيادته داخل المستطيل الأخضر حتى تضيف إلى رصيدك أو مسيرتك الكروية.. والنوع الثانى يتعامل مع النجوم ويمتد إلى خارج الملعب، وتصير علاقة الصداقة بينكما فى كل شىء، وهو ما يؤثر بالإيجاب على الثنائى داخل الملعب.. لذا كنا دائما نطلب من اللاعبين الصاعدين أن تمتد علاقاتهم خارج الملعب حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية مع أنديتهم.. فلو أصبحت العلاقة فاترة بين لاعبى الفريق الواحد فلا تنتظر نتائج مستقرة وأداء متميزا..

وكان والد «حمادة إمام» يرسخ هذا المعنى فى كثير من المواقف التى مر بها عندما كان لاعبا فى الزمالك، وكان يسألنى سؤالا: ما علاقتك بلاعبى الأهلى؟!.. فأرد عليه مؤكدا أن العلاقة محترمة.. لكنه كان يقصد علاقة الصداقة التى عشتها مع أحد نجوم الكرة المصرية على مدار تاريخها، وهو العميد حسام حسن، المدير الفنى للمصرى، وأحد نجوم المنتخب الوطنى، والأهلى والزمالك على مدار التاريخ.. وكان الثعلب الكبير يروى لى علاقته الطيبة مع نجوم جيله، سواء كانوا فى القلعة البيضاء أو فى الفريق المنافس.. ويؤكد لى أن أحد أسباب عدم وجود مشاحنات بين لاعبى القطبين فى جيل الستينيات هو العلاقة المترامية بينهم خارج الملعب.. وهذه كانت علاقتى بالعميد حسام حسن، سواء كانت داخل الملعب أو خارجه.. وقبل أن أسرد لكم ذكرياتى مع أحد نجوم الكرة المصرية عبر تاريخها عدت إلى ذاكرتى ووجدت أنه لا يوجد موقف بيننا إلا وكان العميد مساندا لى وداعما للجيل الذى ظهر معه فى أمم أفريقيا 98.. وقد كان جيلنا الذى ضم نادر السيد وعبدالستار صبرى ومحمد عمارة ووليد صلاح الدين يجلس مع حسام حسن خلال معسكرات المنتخب الوطنى حتى نتعلم من خبراته الأفريقية والتعامل مع اللاعبين والمنافسين.. وكنت أنا وعبدالستار صبرى أكثر اللاعبين تقربا من «العميد»، باعتبار أننا كنا نلعب خلف العميد فى طريقة اللعب التى كان يعتمد عليها الكابتن محمود الجوهرى..

ومن ثم كانت روح العميد فى إيدينا أنا وعبد الستار صبرى.. وأزعم أننى مع عبدالستار صبرى كنا سببا فى تغيير طريقة لعب حسام حسن خلال تلك الفترة.. فبعد أن كان العميد يعتمد على القوة والسرعة فى تسجيل الأهداف ظهرت مهاراته الفنية وقدراته فى اللعب فى المساحات الضيقة وتسجيل الأهداف بمهارة فنية أكبر مما كان فى الوقت السابق.. وهى إحدى المميزات التى كان يمتلكها «العميد»، لكن لم يكن هناك من يساعده على إظهارها داخل المستطيل الأخضر.. عموما ظلت علاقتى بالعميد من أقوى الصداقات داخل وخارج الملعب، وأذكر أنه عندما بدأت مفاوضات العودة إلى نادى الزمالك كنت فى أحد معسكرات المنتخب الوطنى، وجاءنى حسام حسن وقال لى: «أنا عاوزك ترجع الزمالك.. هنعمل شغل مع بعض كويس وهناخد الدورى وبطولات كتير لو لعبنا مع بعض»، وهو ما تحقق فعلا عندما عدت إلى القلعة البيضاء مع التوأم حسن.. وأذكر أيضا أنه كان من أكثر اللاعبين التزاما بأى قرار أتخذه كقائد للفريق فى الزمالك عندما عدت من إيطاليا.. وفى أحد المعسكرات فى الزمالك فى عهد الألمانى أوتوفيستر كانت هناك أزمة بين المدير الفنى والعميد، ورفض حسام حسن أن يتواجد على «الغذاء» مع بقية اللاعبين.. وعندما تدخلت بصفتى قائدا للفريق وصعدت إلى غرفته بالفندق استجاب العميد ونزل معى لحضور الغذاء وقتها، وهى من الأمور التى تؤكد لك مدى التزام حسام حسن بتعليمات قائد الفريق داخل أو خارج الملعب، وهذا أمر طبيعى، باعتبار أنه كان قائدا للمنتخب الوطنى، وكنا ننفذ كل تعليماته التى يصدرها للاعبين فى المعسكرات.. وفى إحدى المباريات مع المنتخب الوطنى غضب منى، لأننى لم أمرر له الكرة فانفعل علىّ فى الملعب، فقمت بالإعتذار له ملوحا بيدى، فرد قائلا: «لا تلوح بيدك حتى لا يتذكر أحد أنك تشوح لي».. والعميد من الشخصيات التى تتمتع بخفة ظل غير طبيعية، لكنه عصبي ومن السهل استفزازه.. وكنت أحاول استغلال هذه العصبية من خلال استفزازه فى المعسكرات، وأداعبه أمام اللاعبين، خصوصا على الملابس التى يرتديها.. فكنت أقول له دائما «إنت ما بتعرفش تختار ملابسك».. فيرد علىّ «يا بنى أنا اللى علمتك تلبس إزاى».. وكان العميد يخشى مواجهتى فى مباريات الـ«بلاى ستيشن» ويطلب منى أن أوجهه فى ضربات الترجيح فقط فى نفس اللعبة باعتبار أنها كانت الأسهل من المباريات، لأننى كنت أفضل من يلعب الـ«بلاى ستيشن» خلال معسكرات المنتخب فى بطولة أمم أفريقيا 98.. وساعد على توطيد علاقتى بالعميد أن صداقتى كانت ممتدة أيضا بتوأمه إبراهيم حسن، وهو من أفضل من شغل مركز الظهير الأيمن فى تاريخ الكرة المصرية، ويتمتع هو الآخر بخفة ظل كبيرة، ولو كنت محظوظا لجمعتك الصدفة بالتوأم فى إحدى الجلسات الودية مع اللاعبين لأنك لن تتمالك نفسك من الدعابة بينهما.. وهذا هو سر تألقى مع حسام حسن داخل الملعب، وتسببت هذه الصداقة فى حصد بطولات، سواء للمنتخب الوطنى فى بطولة أمم أفريقيا 98 أو بطولات محلية سواء الدورى أو كأس مصر مع الزمالك..

لكننى سأتحدث غدا عن إحدى الشخصيات التى أثرت فى تاريخ الكرة المصرية، وأفضل من تولى تدريب المنتخب الوطنى والزمالك والأهلي وأثر فى الكرة الأردنية وفى جيلى وجيل 90 هو «الكابتن محمود الجوهرى».