الإخوان على التلفزيون الرسمي: لا نريد الأغلبية.. ومرجعيتنا الدستور لا رجل الدين

كتب: منير أديب, هاني الوزيري السبت 19-02-2011 13:59

 

 

 

ظهر  الدكتور محمد سعد الكتاتني، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، على شاشة التلفزيون الرسمي، للمرة الأولى في فقرة امتدت نحو الساعة، في حلقة الجمعة من برنامج «مصر النهاردة». وهو الظهور الأول لقياديي «الإخوان» منذ صدور قرار بحظر الجماعة في 1954.

وبدأ الإعلامي تامر أمين، مقدم البرنامج، الفقرة قائلا «سبحان مغير الأحوال، من أسبوعين كان محظورا أن يمر أحدهم حتى أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، الآن يجلس أمامي عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان». ووصف «الكتاتني» ظهور الإخوان على التلفزيون المصري بأنه «خطوة جيدة حتى لو جاءت متأخرة حوالي 56 سنة».

وقال الكتاتنى، خلال اللقاء الذي استمر ساعة كاملة «إن جماعة الإخوان هيئة إسلامية جامعة، تؤمن بالإسلام الشامل الوسطى، الذي يشمل الدعوى والسياسة والعمل الاجتماعي والخيري، وهى تمارسه منذ تأسيس الجماعة، وحينما تمارس السياسة بمنظور إسلامي تمارسها بأخلاق، للارتفاع بالناس إلى المفاهيم السامية، والنهوض بالمجتمع، وهى مارست سياسة وتحالفت مع الناس ولم تخل بهم».

وأضاف «كنا نرفض التقدم بحزب سياسي لوجود قيود من لجنة شؤون الأحزاب وهى خصم وحكم في نفس الوقت»، واصفا كلام الحزب الوطني حول مطالبته للإخوان بإنشاء حزب سياسي لها بأنه «كلام للاستهلاك الإعلامي، والإخوان تتطلع الآن لوجود قانون يسمح بإنشاء الأحزاب بمجرد الإخطار».

وتابع «إن فكرة إنشاء حزب سياسي للجماعة لا تتعارض مع فكرة الإسلام الشامل، والجماعة تنادى بدولة مدنية، الأمة والشعب مصدر السلطات فيها، وتعمل بمبادئ الشريعة الإسلامية وتمثل الهيئة العليا، وينتخب الشعب فيها رئيسه ويستطيع أن يعزله، وليست الدولة الدينية التي تكون فيها السلطة العليا لرجال الدين مثل النموذج الإيراني الذي نرفضه».

وأكد على أن الإخوان يطالبون بدولة مدنية تكون فيها مؤسسات الدولة هي الحكم، لا «دولة ثيوقراطية (دينية) يقرر فيها رجال الدين ما يصح وما لا يصح». وأكد أنه، وعلى سبيل المثال، الفصل في صحة القوانين يعود إلى المحكمة الدستورية العليا لا إلى رجل دين.

وأشار إلى أن «هناك بعض مشاريع القوانين كان رئيس مجلس الشعب يحيلها إلى اللجنة الدينية للحصول على رأى الدين فيها، حتى تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي نصت عليها المادة الثانية من الدستور».

وأكد على أن الإخوان يعتبرون الأقباط إخوة في الوطن، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، تمامًا كالمسلمين لهم ذات حقوق وعليهم نفس الواجبات، دور عبادتهم محترمة. ونوّه إلى أن النظام السابق استخدم الإخوان« فزاعة للأقباط والغرب».

 

وحول وجود انشقاقات وتيارات معارضة داخل الجماعة، أوضح الكتاتني «هناك معارضة قوية داخل الإخوان ورأى ورأى آخر، ولكن ليس هناك انشقاق، وانتخابات الإخوان تمت من خلال قواعدها، والتيار الذي أطلقوا عليه (التيار القطبي) وسوف ينزل بالجماعة إلى الأرض هو الذي شارك في الثورة».

وعن عدد أفراد جماعة الإخوان، قال «ليس هناك إحصاء عددي داخل الجماعة، والعدد قد يكون أقل أو زيادة 20% عن 750 ألفا»، مشيرا إلى أن الجماعة حريصة على ألا تقوم بإحصاء مركزي، فهي تعمل بنظام لا مركزي، «وإذا أرادت أن تصل إلى أصغر كادر إخواني، فهي قادرة».

وأضاف «الإخوان لا يحبون العنف، اعتقل منهم حوالي 30 ألفا في السنوات الماضية، ولفقت لهم قضايا عسكرية، ومع ذلك لا يوجد اتهام واحد ضد الجماعة بالعنف، وليس لهم علاقة إطلاقا بالهجمات التي حدثت على السجون يوم 28 يناير الماضي».

وردا على سؤال حول تصريحات سابقة لمهدي عاكف، مرشد الجماعة السابق، حول ترحيبه بأن يأتي رئيس ماليزي لمصر، قال الكتاتني «هذه الحوارات كانت يؤخذ منها بعض الكلام وينتزع من سياقه، وكان هناك كلام غير واقعي وافتراضي، وعودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى تختلف عن الماضي، ويجب على فقهاء المسلمين أن ينظروا إلى إنشاء مثلا اتحاد الدول الإسلامية». وأشار إلى أن الظروف تغيرت والآن البقعة الإسلامية اتّسعت. وشدد على أن الإخوان متمسكون بسيادة الدولة « وأن رئيس مصر يجب أن يكون مصريا».

وحول عدم رغبة الجماعة في عدم ترشيح أحد منها على مقعد الرئاسة، أوضح الكتاتني «نحن نريد طمأنة الجميع بأننا أصحاب منهج إصلاحي، ولا نريد الاستيلاء على الدولة أو البرلمان، وسوف نطبق هذا الكلام فعليا».

ووصف أمين كلام الكتاتني بأنه «ملائكي لدرجة لا تجدها في السياسة»، لأن من حق الإخوان الترشح على الرئاسة، فرد الكتاتني «مصر تمر بمرحلة حرجة وهذا حق سنستخدمه في الوقت المناسب، ونحن نتحفظ عليه الان، ونعلم أننا متواجدون في الشارع، والانتخابات المقبلة في ظل تراجع الحزب الوطني يمكن أن نحصل على أغلبية، لكن انتهاز الفرص ليس من أخلاق الإخوان، والحزب الوطني كان يضيق على الجميع، والساحة تحتاج الآن إلى خروج تيارات مثل التيارات اليسارية والليبرالية، ونحن نمهل هذه التيارات وقتًا حتى يكون هناك تنافس حقيقي معنا في الانتخابات اللاحقة».

وأكد على أن  الإخوان لا تريد الحصول على أغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتستطيع أن تحدد نسبة المقاعد التي تريد الحصول عليها، فمثلا عندما تريد الحصول على 100 مقعد، سوف ترشح حوالي من 130 إلى 150 شخصا.

 وردا على أن الإخوان سوف تترشح على مقعد الرئاسة في الانتخابات بعد المقبلة، أوضح الكتاتنى «لكل حادث حديث، وبعد 5 سنوات ستكون هناك متغيرات سوف ينظر فيها حينها». وأشار إلى أن الجماعة «سوف تدرس برامج المرشحين» في انتخابات الرئاسة، وتحدد على أساسها من ستدعم.

وأضاف «الإخوان كانوا يتهمون أنهم يعملون في ظلام، وكانت بعض الاجتماعات تتم في الخفاء حتى لا يعلم أمن الدولة بها، لكن العمل في النور وتحت مظلة القانون شيء رائع، ونتطلع في الفترة المقبلة إلى ألا يكون هناك تضييق أمنى».