بدأ اليأس والإحباط يتسرب إلىّ من المعاملة داخل نادى أودينيزى الإيطالى بعد أن أجبرونى على تمديد عقدى لمدة 3 مواسم، كما ذكرت لكم في حلقة الأمس، فلم أكن أرغب في الاستمرار بالدورى الإيطالى بعد أن تلقيت عرضا جادا من نادى أياكس الهولندى، وكان المسؤولون به يرغبون في ضمى والاعتماد علىّ بشكل كبير.
وقلت لكم إن مستر أياكس وكان اسمه شاكسفرت أحد نجوم أياكس الهولندى السابقين كان يبذل كل ما في وسعه حتى أكون ضمن صفوف الفريق الهولندى.. لكن خبرتى لم تساعدنى وقتها على تحمل المعاملة الصعبة من مسؤولى أودينيزى الذين رفضوا انتقالى إلى أياكس نهائيا، وعقدت جلسة مع رئيس النادى الإيطالى أكد لى أننى لو صبرت لمدة موسم آخر وتألقت مع أودينيزى سيزيد سعرى في أوروبا إلى 12 مليون جنيه وليس 6 ملايين جنيه، كما أكد مسؤولو أياكس، لكننى لم أقتنع بكلامه وكنت قد هيأت نفسى لأكون واحدا من لاعبى الدورى الهولندى، لكن ذلك لم يحدث بسبب تعنت مسؤولى أودينيزى في طلباتهم المالية وإصرارهم على استمرارى بالفريق، رغم أننى لم أكن من العناصر الأساسية، وهى من بين الأسباب التي تحول مصير اللاعب إذا لم يكن لديه صبر كاف يدفعه لتحمل المصاعب التي يتعرض لها مع ناديه، سواء في الدورى المصرى أو في الاحتراف الخارجى، وهو الأمر الذي دفعنى للاستمرار مع الفريق الإيطالى، لكننى لم أؤدِ بشكل مميز ولم أشارك بصفة أساسية، واعتبرت الأيام التي أقضيها مع الفريق الإيطالى معدودة، حتى تلقيت عرضا من نادى الزمالك، وكان وقتها الفريق يجهز عناصر مميزة للاعتماد عليها من أجل استعادة البطولات، فوافقت على الفور وتحملت جزءا من جيبى حتى أحسم الصفقة في ظل مطالبة مسؤولى أودينيزى بالحصول على رقم كبير للموافقة على رحيلى للقلعة البيضاء، وأبلغتهم بأننى لن أستمر مع الفريق وأرغب في العودة إلى الدورى المصرى، وكنت وقتها أواجه انتقادات لاذعة في الإعلام المصرى بسبب انضمامى للمنتخب الوطنى في عهد فاروق جعفر ومحمود الخطيب، رغم أننى لم أكن أساسيا في الدورى الإيطالى، وكان النقاد يرددون جملة لا أنساها أبدا وهى: «إنتوا بتجيبوا حازم وهو ما بيلعبش في فريقه»، فقررت أن أحسم هذه الأزمة وأعود لأشارك مع الزمالك، فضلا عن رغبتى في العودة إلى النادى الذي ارتبطت به من أجل حصد البطولات، وتذكرت وقتها عندما جاءنى الكابتن نبيل نصير، نجم الزمالك الأسبق، قبل انتقالى إلى أودينيزى، وقال لى: «امضِ على الورقة التي تضمن عودتك للزمالك مرة أخرى وليس لأى ناد آخر».. ووقتها ضحكت وقلت له: «هو أنا هارجع فين يا كابتن نبيل»، ومضيت وقتها دون أي معارضة، لكننى مقتنع بأن هناك بعض الأسماء التي ارتبطت بأنديتها ولا يمكن أن تنتقل إلى ناد آخر.. وأعتقد أننى من بين الأسماء التي ارتبطت بالقلعة البيضاء، ولم يأت بتفكيرى يوما أن أبتعد عن هذا النادى العريق ولا أضحى بعلاقتى مع جماهيره، ولن يحدث في يوم من الأيام.
وسيأتى تمسكى به ضمن الحلقات القادمة التي سأروى فيها مفاوضات مسؤولى النادى الأهلى وقت انتقالى للزمالك، لكننى اعتذرت لمسؤوليه احتراما لجماهير الزمالك.. وما أقوله ليس من أجل إرضاء أحد على حساب الآخر، لكن هناك عائلات وأسماء من اللاعبين ارتبطت بجماهير النادى الذي لعبت له.. فهناك عائلة سليم، لا يمكن أن يتخيل أحد أن يكونوا خارج النادى الأهلى.. وعائلة أبوجريشة التي رسخت تاريخا كبيرا داخل الدراويش وارتبطت بجماهير الإسماعيلى، ونفس الأمر بالنسبة لعائلة «إمام» التي ارتبطت بجماهير الزمالك.. ومن ثم كان هذا هو المعيار الذي أتعامل فيه مع مسؤولى الزمالك وجماهيره، وسأظل أتعامل فيه مع هذا النادى الكبير، وعندما يطلبنى في أي وقت سألبى نداءه مهما كانت الصعوبات التي أتعرض لها.. لكن في نفس الوقت يجب أن أكون جاهزا لشغل أي منصب ترى فيه الجماهير أننى سألبى لها طموحاتها به.. عموما كل هذه الأمور سيأتى التحدث عنها في وقتها.. وأذكر خلال تلك الفترة أن الكابتن محمود الخطيب، مدير الكرة في المنتخب الوطنى، كان قد عرض علىّ ارتداء الفانلة رقم «10» وقال لى وقتها خلال جلسة جمعتنا في أحد معسكرات المنتخب إننى أمتلك كل المواصفات التي تدفعنى لارتداء هذا الرقم.. لكننى اعتذرت للخطيب، لأننى كنت قد ارتبطت بالرقم 14 كما تحدثت في حلقة سابقة، وأن الهولندى رود كرول هو الذي اختار لى هذا الرقم، فضلا عن أن جمال عبدالحميد منحنى نفس الرقم في الزمالك، وكنت من اللاعبين الذين لا يفضلون تغيير الأرقام حتى ترتبط الجماهير بى، فضلا عن أن رقم 10 كان يرتديه وقتها أحمد الكأس نجم الزمالك والأوليمبى الأسبق.. وبعده ارتداه صديقى عبدالستار صبرى، نجم المقاولون العرب، الذي احترف بالدورى البرتغالى، وكان من اللاعبين المميزين، واعتمد عليه الكابتن محمود الجوهرى عندما تولى مهمة المنتخب الوطنى بعد رحيل الخطيب وفاروق جعفر قبل تصفيات أمم أفريقيا 98 التي أقيمت في بوركينا فاسو، وبدأت علاقة جيدة تحدثت عنها الكرة الأفريقية، وهى للثنائى حازم وحسام حسن التي سأتحدث عنها في حلقة الغد، ولأنها تستحق أن أسرد لها وقتا كافيا لما فيها من أحداث ومواقف من الممكن أن يتعلم منها اللاعبون الصاعدون، فضلا عن الصعوبات التي واجهناها في تلك البطولة ومفاجآت أخرى في مسيرتى مع الكرة.