«أيام الغضب» العربية تتصاعد.. آلاف المحتجين فى ليبيا والبحرين واليمن يدفنون الضحايا

كتب: أيمن حسونة, وكالات الجمعة 18-02-2011 18:20


تصاعدت حدة «أيام الغضب العربية»، الجمعة، وتحولت فى أغلبها لجنازات لتشيع قتلاها، خاصة فى البحرين وليبيا، وذلك فى الوقت الذى لم يستبعد فيه الأمير طلال بن عبدالعزيز انتقال عدوى الاحتجاجات بقوة إلى السعودية إذا لم يتم إجراء إصلاحات سياسية.


ففى ليبيا عاد الآلاف من المحتجين الليبيين إلى التظاهر فى مدينة بنغازى فى وقت مبكر من صباح الجمعة، وذلك بعد يوم واحد من تظاهرات «يوم الغضب» التى شابتها صدامات مع قوات الأمن. وقال شهود عيان إن المحتجين على حكم العقيد معمر القذافى اصطدموا بقوات الامن التى استخدمت الأسلحة النارية ضدهم وخاصة فى مدينة بنغازى، أما فى بلدة البيضاء المجاورة لها فقد بدأ المتظاهرون فى نصب الخيام فى الشوارع، فيما يتوقع مراقبون أن تزداد حدة الاحتجاجات مع تشييع جنازات قتلى مظاهرات «يوم الغضب».


وعن حصيلة قتلى الاحتجاجات فى ليبيا قالت مصادر طبية إن 13 شخصاً قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينما ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن 24 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم على يد قوات الأمن خلال المظاهرات التى تشهدها البلاد منذ الثلاثاء الماضى، ضد نظام القذافى.


وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن وصول الاحتجاجات بشراسة إلى بنغازى وهتاف الجماهير «الله أكبر على الطغاة» جعل القذافى يتصبب عرقاً، بينما ظهر الزعيم الليبى الذى يحكم منذ 42 عاما منتصف الليلة قبل الماضية ملتحما بالجماهير فى «الساحة الخضراء»، أكبر ميادين العاصمة طرابلس. وتسابق أنصاره لمصافحته وتحيته. وكانت جموع الشباب الليبى، كما ظهر من عرض التليفزيون للحدث تلتحم بقائد الثورة وهى ترقص وتغنى وسط الساحة الخضراء، وتهتف بعبارات مثل «جماهيرية سلطة شعبية»، و«معمر أمين القومية»، و«الله ومعمر وليبيا وبس».


وفى البحرين، خرج عشرات الآلاف فى البحرين لتشييع ضحايا المظاهرات الذين قتلوا الخميس، برصاص قوات الأمن البحرينية خلال عملية فض اعتصام المحتجين المطالبين بإصلاحات سياسية فى ميدان اللؤلؤة وسط المنامة.


وخلت المنطقة الشيعية التى شُيعت فيها الجنازات من قوات الشرطة والجيش لكن الدبابات لاتزال مرابطة فى أحياء أخرى تحسبا لمظاهرات حاشدة مناوئة للحكومة بعد صلاة الجمعة. وكان الجيش قد أمر، الجمعة، بحظر التظاهرات والتجمعات العامة ويُتوقع أن تُنظم خلال ساعات أيضا مظاهرة مؤيدة للحكومة البحرينية.


وقتل 5 أشخاص وأصيب 231 عندما هاجمت الشرطة محتجين مناهضين للحكومة فى ميدان اللؤلؤة، ووقعت اشتباكات بعدما نزل الآلاف من الشيعة إلى الشوارع مطالبين بتوسيع مشاركتهم فى إدارة المملكة. ودافع وزير الخارجية البحرينى خالد بن على آل خليفة عن الحملة الدموية التى شنتها قوات الأمن ضد المتظاهرين.


قائلاً: إن قرار الحكومة بإرسال قوات مكافحة الشغب لتفريق آلاف المتظاهرين لإبعاد البلاد عن هوة فتنة طائفية كانت قد شارفت على السقوط فيها.


وفى السعودية، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى»، عن الأمير طلال بن عبدالعزيز، أحد اعضاء العائلة المالكة، قوله إن بلاده قد تشهد بدورها اضطرابات على غرار ما يحصل فى العالم العربى فى حال لم يتم إجراء إصلاحات عاجلة. وأضاف الأمير طلال: «كل شىء قد يحصل فى حال لم يبدأ الملك عبدالله ببرنامج إصلاحات سياسية».


معتبراً أن العاهل السعودى «هو الشخص الوحيد الذى يمكنه إجراء هذه الإصلاحات». وأضاف «عندما يرحل، وأتمنى ألا يحصل هذا الأمر، إلا فى وقت متأخر جداً، فإن المشاكل الراكدة سوف تطفو على السطح ويجب حل هذه المشاكل ما دام على قيد الحياة»، وأضاف: «إذا لم تول السلطات مزيداً من الاهتمام لما يطالب به الشعب فكل شىء قد يحصل فى هذا البلد».


وفى اليمن، قتل 4 محتجين فى اشتباكات مع الشرطة فى جنوب اليمن، الخميس، فيما يتسع نطاق الاحتجاجات المطالبة بنهاية حكم الرئيس على عبدالله صالح، الذى يحكم منذ 32 عاماً.


وفى الجزائر، وافقت السلطات على أن تنظم التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية تظاهرة داخل قاعة فى وهران بعد أن كانت قد منعتها فى وقت سابق، بينما تترقب العاصمة الجزائرية مسيرة جديدة للمعارضة اليوم للمطالبة بالتغيير والإصلاح.


فى المقابل، اتهم بوعبدالله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرى، كلاً من واشنطن وباريس وبرلين بالتدخل فى الشؤون الداخلية لبلاده عقب مطالبة الدول الـ3 قوات الأمن الجزائرية بـ«ضبط النفس» خلال التصدى للمسيرات السلمية.


جاء ذلك فيما توفى أول شاب أضرم النار فى نفسه أمام مقر ولاية الجلفة جنوب العاصمة الجزائرية، احتجاجاً على فقد مورد رزقه. وحاول الشاب طاهر ربيع «29 عاماً» الانتحار يوم 26 يناير الماضى حرقاً أمام مقر ولاية الجلفة بإشعال النار فى جسمه.


وفى العراق، قالت مصادر طبية إن شخصاً واحداً قتل وأصيب 33 آخرون فى اشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة فى مدينة السليمانية العراقية الشمالية الجمعة، بينما دعا رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى إلى أن تكون الاحتجاجات سلمية.


وفى السودان، أكد الرئيس السودانى عمر البشير دعمه اللا محدود لمتطلبات الشباب وأفكارهم نحو التغيير، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تحتاج لقيادات شبابية، ودعا لنبذ أشكال إثارة النعرات القبلية. وأعلن البشير لدى لقائه أمانة الطلاب بحزب المؤتمر الوطنى الحاكم بدء خطوات عملية لمكافحة أى أشكال للفساد.


وقال إن مفوضية لمكافحة الفساد بصدد الإنشاء وتتكون من شخصيات ذات كفاءة مهنية ومصداقية عالية وسيكون للمفوضية آليات شفافة لتعقب وبحث البينات والدلائل عن أى شخصية أو مؤسسة بها شبهة فساد، موضحا أنه لا يوجد شخص كبير على المساءلة.


وأضاف أن الحوار والتشاور حول تكوين حكومة عريضة يأتى تأميناً للمشاركة الواسعة لكل قطاعات المجتمع ودعوة شاملة لكل الخبرات والكوادر الوطنية للإسهام فى إدارة شأن الدولة بتوافق وتراض بين الجميع.


وتحت عنوان «ابن عم بشار الأسد يحذر: إما أن تُغير أو تتغير»، كتبت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، تقريراً قالت فيه إن أحد أبناء عمومة الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يعيش فى المنفى، طالب الحكومة السورية بأن تبدأ بالإصلاحات الديمقراطية وإلا فسوف تواجه «الفوضى» التى تجتاح العالم العربى. وقال ريبال الأسد رئيس منظمة الديمقراطية والحرية «أعتقد الآن أن عليهم أن يسمعوا.. فالأمر لم يعد خيارهم بعد الآن لأنهم يشعرون بالحرارة، ويشعرون بما يحدث حولهم فى الشرق الأوسط».


وريبال (35 عاماً) هو ابن رفعت الأسد، شقيق الزعيم السورى الراحل، حافظ الأسد، وعم بشار.


وفيما أكدت مصادر أمنية بوزارة الداخلية الكويتية، أن التظاهرات ممنوعة بحكم القانون، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تقريراً سرياً قدمته الاستخبارات الأمريكية للرئيس باراك أوباما خلص إلى أن المنطقة ستشهد ثورات ما لم يتم عمل تغييرات سياسية.


بدوره، دعا بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الحكومات العربية لوقف الإجراءات القمعية ضد المظاهرات المنادية بالديمقراطية، والتى انتشرت فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط.


وقال بان «أقولها مجدداً: الموقف يتطلب إصلاحات قوية.. وليس قمعا، إن التنمية المستدامة تنشأ فى الأماكن التى تفوض السلطات فيها للشعوب، حيث الحكومات سريعة الاستجابة وحيث يكون النمو شاملا».