مذكرات «مسجل سفر» فى انتظار «ليلى علوى»

كتب: محمد الهلباوي الأربعاء 07-06-2017 22:06

«وقعتك سودة يا منيل.. إنت عارف إنت غسلت وشك بإيه دلوقتى.. ده محلول تحميض الصور يا حمار».. هكذا صرخ عم «أبوصلاح»، فى وجهى خلال أول يوم عمل لى معه، داخل محل التصوير الذى يمتلكه فى منطقة شبرا مصر، بعد أن توسط لى «ملوانى»، الذى رأف بحالى، وأقنع «عم جلال» أننى سأكون «صبى مصوراتى هايل». وما أن دخلت المحل وصافحت الرجل وعرفته بنفسى حتى قال لى «إدخل طس وشك بشوية ميه عشان شكلك نايم على نفسك»، وكنت فى ذلك الصباح أسير كمن عقره كلب مسعور من شدة الإرهاق، وما أن دخلت وغسلت وجهى حتى شعرت أننى «مازينجر» وضاع التعب والإرهاق وتملكتنى الحماسة، والقوة وأحسست كأننى فى قوة «تور» ماشى فى غيط برسيم بيقول «يا دنيا اتهدى ما عليكى قدى»، قبل أن يلدغنى «عم جلال» على قفاى، وهو يخبرنى أننى غسلت وجهى بالمحلول، وكنت فى ذلك الوقت لا أفرق بين «الألف من صباع المحشى». ووجدتنى من كثرة «ولولة وعويل الرجل» أسأله «فيها إيه يعنى لما أغسل وشى بشوية محلول.. مستخسرهم فيا يعنى»، لكنه أمسك بياقة قميصى الجديد، وجذبنى كمن أمسك بـ«أرنب دايخ»، وقال لى «عارف اللى بيغسل وشه بالمحلول ده بيحصل له إيه؟» وحين أجبت بالنفى ألقى علىّ بالصاعقة «وشه بيسقط وبيجرب وشعره بيقع وبيجى له عمى.. و...»، قلت له «يا نهار إسود وهوه فيه حاجات تانية كمان.. أبوس إيدك كفاية يا عم جلال.. الله يرحمنى».

حينها ضحك «ابن النيجاتيف»، وقال لى إنه كان يمزح معى، لكنه حذرنى من تكرار فعلتى الشنيعة لأن «المحلول غالى يا ابن المؤذى».. ابتسمت أنا أيضاً وأنا أستبشر خيراً بالعمل مع «عم جلال»، الذى أغوانى «ملوانى» بالعمل معه بعد أن قال لى إن «كل فنانين البلد بييجوا عنده عشان ياخدوا تصاوير»، وحين وقعت عينى على صورة ليلى علوى ذات نفسها مع «عم جلال»، قلت فى سرى «بايضالك فى القفص يا معلم».

وبعد أن ذهبت إلى حجرتى، سرحت قليلاً فى محبوبتى ليلى علوى، وهى تنادينى «هاى بيبى»، وحينها قلت لنفسى إننى حتماً «سيغمن عليا» حين تقول لى لولا «هاى»، فما بالك بـ«بيبى».

وحلمت فى تلك الليلة- كما يرى المسطول- بأننى أراقص «لولا» وسط حقد «العوازل»، وفى الصباح انتظرت أن تأتى لولا أو نبيلة عبيد أو نادية الجندى أو حتى عائشة الكيلانى، لكن إحداهن لم تأت، ومرت الأيام دون أن أرى ولو كومبارس.. وحين سألت «عم جلال» وقلت له «أومال فين يا عم جلال الفنانين اللى قال لى عليهم ملوانى؟»، فابتسم حتى سقط أرضاً وقال لى «ملوانى كان بيشتغلك يا كروديا»، وحين سألته عن صورته مع «لولا وبلبلة وشيرين بتاعة الصورصار»، قال لى «دى تركيب يا عبيط».. حينها عدت إلى حجرتى مهرولاً كمن فقد صوابه، وطرقت باب «ملوانى» وما أن فتح لى حتى «طبقت فى زمارة رقبته»، وأنا أقول له «ليلى علوى.. هه.. ليلى علوى.. يا ابن الدزمة».

hotmailhot@yahoo.com