علقت صحف فرنسية، على المقاطعة العربية لقطر، واصفة القرار بالمفاجئ ويندرج تحت مسمى «قانون الخيانة» التي اتخذته الدول العربية لاتهام قطر بدعم «داعش» والجماعات المتطرفة.
وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن الدول التي قطعت العلاقات مع قطر لها الحق في تبرير قرارها لاعتبارات أمنها القومي، لأن قطر تمول علانية جماعات متطرفة، تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وأضافت أن السعودية والبحرين والإمارات يعتبرون قطر «خائنة» لأنها تتعامل مع إيران بسبب اشتراكهما في حقلين للغاز البحري، ولا تستطيع قطع العلاقات مع طهران.
وأكدت أن مجلس التعاون الخليجي سيصبح في أزمة غير مسبوقة مع قطر، خاصة وأن المجلس يجمع مالكي النفط «السنة» الذي يتحكم في ثلث احتياطات النفط العالمية، لافتا إلى أن التكامل الاقتصادي لمجلس التعاون سيصبح محدودا بعد فشله بإقامة اتحاد نقدي وسوقا مشتركة كما أن الاتحاد الجمركي يسير ببطء
وأوضحت أن خسارة مجلس التعاون الخليجي لدولة من أصل 6، سينذر بكارثة اقتصادية لان الناتج المحلي الإجمالي الخليجي انخفض في نهاية 2016، إلى مليار و370 مليون دولار، وفقًا لصندوق النقد.
ورأت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، إن تلك الأزمة تصعيد جديد بين العرب وقطر، وهي الأخطر منذ أكثر من 30 عامًا بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وأوضحت أن الرياض رأت أن قطر تحرض للعصيان عليها، مما أضطر للسعودية أن تعاقبها، موضحة أن الدوحة تستضيف مختلف الجماعات الإرهابية لزعزعة استقرار المنطقة، وأن السعودية اتهمت قطر بأنها تمول جماعات شيعية في القطيف.
وأكدت «لوفيجارو» ان الدوحة استضافت الإخوان المسلمين، وهو ما أًصبح هاجسًا لدي السلطة المصرية الحالية بسبب دعم الدوحة للمتطرفين. وأوضحت ان الدوحة أصبحت بالفعل موطنا لممولي الإرهاب، وهو ما أكدته تقارير استخباراتيه غربية.
أما قناة فرانس انفو، فقد عرضت تسلسل الأزمة الدبلوماسية التي وصلت إلى حد القطيعة، موضحة أن دونالد ترامب، هو السبب في ذلك، لأنه أزاد التوتر بين قطر وجيرانها.
وأكدت القناة أن يوم 20 مايو، عند وصول ترامب للرياض، اتهمته قطر «بالكذب» بشان تصريحاته بأنها تمول الإرهاب، وفي يوم 21 مايو، جلس أمير قطر، تميم بن حمد، مع دونالد ترامب في الرياض.
وفي يوم 24 مايو، أعلنت قطر أن وكالة أخبارها قد تم اختراقها من قبل كيان غير معروف ونشرت تصريحات للأمير حول سحب كل سفرائها من مصر والسعودية والإمارات، وفي يوم 25 كانت ردود الأفعال العربية على تلك التصريحات صعبة للغاية وطلبوا فتح تحقيق.
وفي يوم 28 مايو، أعلن وزير خارجية الإمارات، أنور قراقاش، أن دول مجلس التعاون، أعلنت أن قطر أصبحت خارج المسار العربي.
وبحسب القناة فإن الباحث الفرنسي في شؤون الخليج، الكسندر كازيروني، اعتبر أن هذه تعد أخطر أزمة تضرب مجلس التعاون الخليجي، منذ عام 1990 عندما حاولت قطر النأي عن نفسها، في محاولة لتقرب مباشرة للولايات المتحدة عندما قدمت فرصة لواشنطن بفتح أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في أراضيها مما أدى إلى انقلاب عام 1995، مؤكدة أن الخلافات بين البلدين قديمة جدًا.