حسن مأمون.. شيخ الأزهر الذي وقف في وجّه سيد قطب والإخوان

كتب: رضا غُنيم الأحد 04-06-2017 20:51

حسن مأمون، شيخ الأزهر الشريف، (1963- 1969)، نجل الشيخ مصطفى مأمون، أشهر الأئمة الذين مرّوا على مسجد الفتح، ورث عن أبيه حُسن الخلق، والعلم، ونمى ما ورثه بالدراسات العلمية، والتجارب العملية.

تخرّج «مأمون»، من مدرسة القضاء الشرعي، وأتقن اللغة الفرنسية، ما ساعده على الإطلاع على الأبحاث والدراسات الغربية. بدأ حياته موظفاً قضائياً بمحكمة الزقازيق الشرعية، ثم تنقل بين المناصب القضائية، من قاضٍ إلى قاضي قضاة السودان، إلى رئيس محكمة القاهرة الشرعية الابتدائية، إلى رئيساً للمحكمة الشرعية العليا.

توّج تنقله بين المناصب بفضّل شهرته العلمية ومعارفه الفقهية بتولي منصب مفتى الديار المصرية في مارس 1955، قبل أن يجلس على كرسي مشيخة الأزهر عام 1963.

خلال توليه منصب شيخ الأزهر، وقف «مأمون»، في وجّه القيادي الإخواني سيد قطب، بسبب كتابه «معالم في الطريق»، وأصدر بتكليف منه، عضو جماعة كبار العلماء بالأزهر، محمد عبداللطيف، تقريراً للرد على ما جاء في كتاب «قطب»، من ضمن ما جاء فيه: «المؤلِّف ينكر وجود أمة إسلامية منذ قرون كثيرة. ومعنى هذا أن عهود الإسلام الزاهرة، وأئمة الإسلام، وأعلام العلم في الدين، والتفسير، والحديث، والتفقه، وعموم الاجتهاد في آفاق العالم الإسلامي، معنى هذا: أنهم جميعـًا كانوا في جاهلية، وليسوا من الإسلام في شيء، حتى يجيء إلى الدنيا سيد قطب. إن كلمة ولا حاكمية إلا لله، كلمة قالها الخوارج قديمـًا، وهي وسيلتهم إلى ما كان منهم في عهد الإمام على، من تشقيق الجماعة الإسلامية، وتفريق الصفوف، وهي الكلمة التي قال عنها الإمام على: (إنها كلمة حق أريد بها باطل)، فالمؤلف يدعو مرّة إلى بعث جديد في الرقعة الإسلامية، ثم يتوسع فيجعلها دعوة في الدنيا كلها، وهو دعوة على يد الطليعة التي ينشدها، والتي وضع كتابه هذا ليرشد بمعالمه هذه الطليعة، وليس أغرب من هذه النزعة الخيالية، وهي نزعة تخريـبيـة، يسميها: طريق الإسلام، والإسلام كما هو اسمه ومسمّاه يأبى الفتنة ولو في أبسط صورة».

كما أصدر الأزهر في عهده بياناً، يعلن فيه وقوفه ضد جماعة الإخوان المسلمين، في الأحداث المعروفة بـ«مؤامرة 1965»، التي اتهم فيها المئات بمحاولة إحياء التنظيم الخاص، والتخطيط لاغتيال جمال عبدالناصر، وكان نص الاتهام حسب أوراق القضية: «المتهمون في الفترة من سنة 1959 حتى آخر سبتمبر 1965 بالجمهورية العربية المتحدة وبالخارج حاولوا تغيير دستور الدولة وشكل الحكومة فيها بالقوة، بأن ألفوا من بينهم وآخرين تجمعا حركيا وتنظيما سريا مسلحا لحزب الإخوان المسلمين المنحل يهدف إلى تغيير نظام الحكم القائم بالقوة، باغتيال السيد رئيس الجمهورية والقائمين على الحكم في البلاد وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة في البلاد».

وأيّد «مأمون» اعتقال المئات من قيادات وأعضاء الإخوان، ومحاكمتهم عسكرياً، وقال بيان الأزهر: «أعداء الإسلام حين عز عليهم الوقوف أمامه حاولوا حرب الإسلام باسم الإسلام، فاصطنعوا الأغرار من دهماء المسلمين، ونفخوا في صغار الأحلام بغرور القول، ومعسول الأمل، وألفوا لهم مسرحيات يخرجها الكفر لتمثيل الإيمان، وأمدوهم بإمكانيات الفتك، وأدوات التدمير، ولكن الله قد لطف بمصر، وغار على الإسلام أن يرتكب الإجرام باسمه، فأمكن منهم، وهتك سترهم، وكشف سرهم، ليظل الإسلام أكرم من أن يتجر به، وأشف من أن يستتر فيه، وأجمل من أن يشوه بخسة غيلة».